جور نار

هل يتجمع يساريو فرنسا في وقت يتجزّأ فيه اليسار التونسي؟

نشرت

في

ادت الانتخابات الرئاسية الفرنسية الى فوز الجزء اليميني الليبرالي الذي يجسمه ماكرون على الجزء اليميني المتطرف الذي تمثله مارين لوبان …

<strong>محمد الزمزاري<strong>

دار ت هذه الانتخابات في أجواء مشاحنات خطيرة بين الناتو و روسيا والمواجهة المحتدة فعليا على اوكرانيا … وقد نجح ماكرون نسبيا في استغلال هذا الصراع الذي خدمه ولو بصورة نسبية في الفوز بالانتخابات بنسبة محسوسة وايضا بسبب رفض الاحزاب المتبقية وصول حزب ‘الجبهة الوطنية” اليميني المتطرف الى الرئاسة الفرنسية و خلال الدورة الثانية بين لوبان وماكرون خير ت ان تدعم هذا الأخير … لكن يبقى حصول أقصى اليمين في الدور الثاني على أكثر من 40 بالمائة من الأصوات، له مدلولات و استنتاجات أهمها انتشار عقلية كزينوفوبية وحتى عنصرية لدى جزء كبير من الشعب الفرنسي.

جان لوك ميلنشون رئيس حركة “فرنسا الابية” كان نادى بعدم دعم كلا الطرفين خلال الدورة الثانية للانتخابات بين ماكرون و لوبان اللذين يعتبرهما ممثلين لليمين “النقدي” الفاحش واليمين المتطرف العنصري … و قد بدأت “فرنسا الابية بقيادة ميلنشون في جمع شتات القوى اليسارية استعدادا للانتخابات التشريعية القادمة، وتوفقت في إقناع “حزب الخضر ” ذي التوجهات اليسارية كما بدأ ميلنشون امس بفتح حوارات مع الحزب الشيوعي الفرنسي رغم اختلافه معه في بعض المواقف خاصة حول أوروبا والموضوع النووي و الحرب الدائرة بين الروس و الاوكران …

لكن يبدو ان جل الاحزاب اليسارية الفرنسية تعي جيدا ان البراغماتية خلال هذه المرحلة السابقة الانتخابات التشريعية تفرض ضرورة رص صفوف اليسار لضمان حضور مشرف بالبرلمان بعد خسارة الانتخابات الرئاسية .. ويبدو ان هذه التوافقات و التكتلات الجديدة تهدف الى ضمان حضور اليسار باكثر قوة بالبرلمان كما ذكرنا و ايضا الى إيصال جان لوك ميلنشون الى رئاسة الحكومة … و هو هدف قابل للتحقيق اذا ما تم التحاق الحزب الشيوعي القريب وبعض التيارات اليسارية المتبقية.

لعل اليساريين التونسيين يستوعبون ان الانقسامات المخجلة و الانحرافات الخطيرة و سوء تقييم المرحلة الحالية لبلادنا و استشراف المستقبل، لن تزيد إلا في عزلة اليسار. وتقليص شعبية احزابه المتناثرة وحتى بعض قياداتها الانتهازية .. ان البراغماتية السياسية لم تصل بعد الى رؤوس فئة من زعامات اليسار ببلادنا المحكومة بالتكلس و الفشل التكتيكي و الخطاب الذي لم يعد له صدى في الذائقة الشعبية

تعليق واحد

صن نار

Exit mobile version