ونحن على قاب بضعة ايام من 25 جويلية او ادنى … ونحن مشتتون كاشلاء …كطوائف ..فينا الغاضب اللّاعن الساخط ..فينا المهلّل المكبّر …فينا التائه في ضباب داهم ..وفينا الناعقون الذين لم يتغيّر خطابهم منذ عرفتهم ..وهم اشبه بالرحى التي تطحن الهواء ..
و اعني هنا تلك النخبة النكبة التي ما مارست يوما الالتصاق بواقع شعبها ولم تعرفه يوما ولم تعرف تحوّلاته ولا عرفت حتّى متغيّرات العالم الرهيبة، هي تلك الفئة التي ..تعزف دائما نفس النغم نفس الاسطوانة التي دأبت عليها منذ تموقعها في الخارطة الكلامية …هي فئة ان حرثت يوما ففي البحر او في الصحراء ..اذن لا خير يُرجى منها ..نسمع دوما جعجعتها ولا نرى طحنا لها … هي تمارس بلا وعي العادة السرّية السياسية …
فئة اخرى واخيرة وهي غالبية هذا الشعب ونظرا إلى منسوب الوعي المتدنّي لديها، كلّ همّها ان تحقق الاكتفاء الذاتي في معيشتها و ان تعيش تحت مظلّة الامن والامان …. هم لا يفهمون في الديموقراطية ولا في الدساتير ولا في السياسة والسياسيين …بل زاد كرههم للسياسة والسياسيين بعد السيرك الذين تفرّجوا عليه منذ جانفي 2011 …
ولانّني كنت ومازلت مع هذه الاغلبية في حلّهم وترحالهم ..في فرحهم وترحهم ..في احلامهم البسيطة والجميلة ..امقت جدا كلّ من يلغيهم من معادلته وينصّب نفسه في برجه العاجي يخطب علينا بمقولات حفظها منذ كان طفلا في مدرسة الايديولوجيات وطفق طوال عمره يردّدها وبشكل ببغائي في انفصال تام عن تلك الاغلبية …
اليوم ونحن على قاب قوسين او ادنى من 25 جويلية لن اكون لا من المطبلين له ولا من الساخطين عليه ايضا …قد تحدث اشياء واشياء ..ولكن لا ارى مخرجا لتونس _ وواتونساه _ واتونساه _ واتونساه _ الا بجيل جديد قال عنه وفيه يوما نزار قباني في “هوامش على دفتر النكسة” في نهاية الستينات وما اكثر نكساتنا. قال: