لما قرر صدام حسين -الله يرحمو- غزو الكويت كانت كل المؤشرات توحي بفشل ما أقدم عليه.. علاش؟ على خاطر كان في مشاكل مع كل جيرانه.. خارج من حرب الثماني سنوات مع إيران.. عندو اختلاف مبدئي مع سوريا.. و مع تركيا.. و الأردن.. و السعودية..
معناها حدودك مسكّرة و جيرانك باش يعاونوا عدوك على حرمانك من التصدير و التوريد.. باش يسكّروا عليك المَدد و يمنعوا أي تسلل للدخول أو الخروج.. معناها باختصار: أنت مخنوق خاطر وسّعت دائرة المعركة و فتحت عديد الواجهات في نفس الوقت.. ما ذّكّرني بالحادثة المذكورة أعلاه أن رئيسنا جلب كمّا هائلا من المتعاطفين و المساندين يوم 25 جويلية: يمكن لأن الأغلبية كانوا يُمنّون النفس بسقوط مُدوِِّ للنهضة..
خاطر من غير ما نكذبوا على رواحنا: يوم 25 جويلية اصطف الجميع حول قيس سعيّد ماعدا جماعة النهضة و ائتلاف الكرامة و قلب تونس.. لكن مع مرور الأيام بدأت رقعة الاصطفاف تتقلص لأن السيد الرئيس وسّع واجهة حربه: بدأها بالـ 460 رجل أعمال.. ثم توالت رسائل التهديد للقضاة.. فالمحامين.. فالسياسيين.. فالبنوك.. فمنظمة الأعراف فالاتحاد العام التونسي للشغل..
و النتيجة الحزام المؤيّد لسيادته بدا يتّرخف و يتخرخط.. و أولئك الذين كانوا خانسين خائفين راكشين بدؤوا يمدوا في ڨرونهم.. حتى باعة الدجاج سعّروا أثمان اللحم الأبيض المتوسط رامين عرض الحائط بحكاية ال13500 التي اقترحها سيادته.. حتى الأحزاب التي صفقت بحرارة لما حدث يوم 25 جويلية تراجعت و عبرت عن تخوفها من تأخر سيادة الرئيس في تشكيل الحكومة..
فبحيث: ليت رئيسنا حارب الفاسدين قطرة قطرة لأن وجود أكثر من واجهة في محاربة الفساد اختيار غالط..