ضوْءُ نار

وجه الشبه بين فاطمة والرئيس قيس سعيّد

نشرت

في

سئمت الحديث عن رئيس الجمهورية وعن كلامه المليء بالوعظ والتعالي وبأنّه صاحب التأويل الوحيد للدستورمن جهة، والتشهير المبطّن بمن يرى فيهم خصوما سياسيين من جهة أخرى، فلا هو أقلع عن هذه العادة “الماسطة” ولا هو قدّم أسماء وأدلّة عمّن يعتقد أنهم فاسدين وسبب خراب البلاد.

<strong>محمد الهادي البديري<strong>

وللأسف فقد سقط الرئيس قيس سعيّد في الفخّ، ولم يشر عليه مستشاروه (إن وجدوا أصلا) بأنّ من يتهم الناس دون دليل فإنهم سيتكلمون فيه، وربما تكلموا فيه بالباطل، وقطعا هم لم ينبّهوه أنّه حين يكثر من الحديث عن أخطاء الآخرين، والإسراف في ذكرها فإنه يفقد المصداقية، فقد أصبح لديّ شبه يقين بأنّ الرئيس يبحث عن الأخطاء، كأنها هواية عنده؛ فهو يفرح بها إذا وجدها ويضخمها إذا عرضها، وهو يذكر دائمًا الخطأ، ولا يذكر أبدًا الصواب، وكأنّه يريد أن يكون عمل الآخرين كاملاً، لا يمرُّ بمراحل النمو، ولا يتعرض لأمراض البيئة، وآفات الحياة، ومتاعب الطريق الطويل،

مثله كمثل من “لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب”، فهو لم يعمل منذ إنتخابه قبل سنة ونصف ولم يدع غيره يعمل، حتى كأنّي به يريد هدم الدولة أو ماتبقّى منها على الجميع. وقد جاء في آثارنا الأدبيّة أنّ أعرابيا سمع رجلا يطنب في ذمّ الناس، فقال له: “قد استدللت على عيوبك بكثرة ذكرك لعيوب الناس”. كنت أتمنّى أن أرى في رئيس تونس مثالا للتجميع وليس للتفرقة، كنت أتمنّى أن يكون فوق الأحزاب والمنظمات وأن يلعب دور الأب الحاضن للإختلافات ولا ينزل إلى دور المنافس للآخرين، كنت أطمح لأن يقول الرئيس مايفعل لا أن يتكلّم في مواضيع لايتقنها أو لا يطبّقها هو قبل غيره.

وأروي في هذا السياق (باللّهجة العاميّة) حادثة طريفة لمن يقول ما لايفعل: “كانت هناك مرشدة دينية تدعى فاطمة تعطي دروسا في التجمعات النسائية … وفي مرّة من المرات ألقت درسا على النساء فقالت : يجب على الزوجة الصالحة أن تساعد زوجها على احياء سنة تعدد الزوجات. وبعد إنتهاء الدرس مشات لها إمرأة ، كانت تسمع فيها …سلمت عليها و حملتها وقالت لها : ربّي يفتح عليك ياأختاه .. من بكري و انا نحاول نفاتحك في الموضوع و ما نجمتش لكن الحمد لله انت طلعت متفهمة برشا ، انا خديجة عندي اربعة سنين معرسة براجلك، و ما نجمناش نقولولك …

تفجعت فاطمة.. تصدمت ، عيطت ، خبطت ، دعات ، قطعت شعرها و بعد طاحت دايخة ،هزّوها للسبيطار ، و بالطبيعة مشات معاها خديجة ….كيف فاقت فاطمة قالت لها خديجة : والله راجلك لا نعرفو ولا عمري شفتو ، ولكن نصيحة مني ليك خلي دروسك عن الصلاة وبر الوالدين والصيام ،ومعادش تتفلسفي برشا في أمور إللّي متقدريش عليهم و ما تنجميهمش”. وحديثنا قياس.

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version