جور نار
ورقات يتيم … الورقة 83
نشرت
قبل 6 ساعاتفي
عبد الكريم قطاطة:
يبدو انّ اولاد عمّنا الطلاين حفظوا ممّا حفظوه عنّا بعض الامثال الشعبية ومنها (اللي يعمل طاحونة، وفي رواية اخرى كوشة، يعمللها دندان)…
الطلاين يعلمون جيّدا انّ علاقتنا باللغة الايطالية هي علاقة تمظهر لا غير ..جلّنا يعمل فيها بطل ويردد تشاو او غراتسي ..شفويا فقط ولا يعرف حتّى كيف تُكتب الواحدة منها …وانا كنت واحدا من هؤلاء المتمظهرين واندهشتُ جدّا يوم تعلّمت اللغة الايطالية، بل وضحكت على نفسي زاجرا إياها على حبّ التمظهر … الراي اونو اعدّت العدّة لتجاوز جهلنا للّغة الايطالية … وتكفّلت القنصلية الايطالية بتونس العاصمة باخضاعنا لتدريب على لغتها ولمدّة شهرين …نعم وبمعدّل 7 ساعات يوميا و5 ايام في الاسبوع … وتكفلت مؤسسة التلفزة التونسية بمصاريف اقامتنا خاصة ونحن في جلّنا من اذاعة صفاقس …
في تلك المدّة المخصّصة لتعلّم اللغة زاد يقين اغلبنا بانّنا سنهاجر لبلاد الفنّ والجمال .. كنّا تحت رعاية مدرّسة ومدرّس ..المدرّسة السيدة كيارا كانت ايطالية لحما ودما ..امّا المدرّس الذي نسيت اسمه وطبيعيّ ان انسى اسمه، كان جدّيا جدّا الى درجة التجمّد …وهو بالنسبة لي يستحيل ان يكون ايطاليّ الجينات ..ممكن الماني هولندي ..ذلك الذي لا يحرّك فيّ كمدرّس الشعور بالمتعة .. بارد جامد 5555 درجة تحت الصفر … على عكس السيّدة كيارا ..هي تلك التي تغنّي وهي تتكلم ..هي تلك التي تُضيء في الواحد منّا شموس الحياة وهي تبتسم… وحتى غضبها من مشاكساتنا لها لا يعدو ان يكون من نوع (يززّي يا مفيد) واعني هنا زميلنا الكاميرامان مفيد الزواغي ..
كنت اراه انذاك (بليد وماسط) لكن عندما تواترت الايام وعرفته اكثر احببته واحببت بلادته ..وهو يعلم ذلك جيّدا ..ربما لم تنتبهوا لكلمة السيّدة كيارا وهي تقول يززّي … هذه لسيت كلمة ايطالية بل تونسية لحما ودما وماركة مسجّلة .. السيدة كيارا متزوجة بتونسي من قفصة ومنطقي ان تكون عارفة بلغتنا .. وحتى في البداية عندما نتهامس ببعض العبارات التونسية اللي (فيها وعليها) كانت تنظر الينا بنظرات عاتبة …انا طيلة دراستي كنت مفتونا بتعلّم اللغات الحيّة ..ووجدت في موسيقى اللغة الايطالية نوعا من السمفونيات التي تهزّني للسحاب تماهيا معها … والسيدة كيارا كانت على درجة من الذكاء … هي شعلة متحرّكة ….انها تلمس في كلّ واحد منّا مدى استيعابه للدروس ..وهنا لابدّ من الإشارة إلى بانّنا كنا كاغلبية من يستمع للايطاليين نعتقد انّ اللغة الايطالية سهلة للغاية… يكفي ان ناخذ كلمة بالفرنسية وننهيها بـ A او O حتى تصبح ايطالية لكن اكتشفنا بعد الدراسة انّ اللغة الايطالية من اصعب اللغات الحيّة في قواعد النحو والتصريف …(جوجمة كبيرة )… وللامانة ايضا السيّدة كيارا كان لها ودّ خاصّ لعبدالكريم ..ومردّ ذلك انّ عائلة زوجها من المستمعين الشغوفين بعبدالكريم في اذاعة صفاقس ..
هذا الامر اسرّته لي يوما ما كيارا بقولها وبعربية مهروشة .. (دار راجلي يهبوك برشة) … طبعا تقصد يحبّوك … وحرف الحاء هو من اصعب الحروف نطقا لدى الاوروبيين عموما .. وربما من اجل ذلك وفي ختام الدروس وقبل الامتحان النهائي للحصول على شهادة تمكّن الناجحين فقط من السفر والقيام بتربّص تقني في الراي اونو ..ربما لذلك السبب وقبل يوم من الامتحان وعند انتهاء الدرس طلبت منّي كيارا ان لا اغادر لامر هامّ …خرج الجميع وجاءتني كيارا بتردّد ولكن بحزم وحبّ ..قالت لي: سي عبدالكريم (واقرؤوا الحرف “هـ” كلما استعملته عوضا عن حرف الحاء) ماشي نقلك هاجة ويلزم هتّى هدّ ما يسمع بيها ..انا هبيتكم الكلّ في الشهرين اللذين قضيناهما معا وقلبي يوجعني لو ايّ فرد منكم لا يسافر الى ايطاليا … وانا مطمئنة لمستواكم في استيعاب اللغة باستثناء اسمين …خايفة عليهم .. فرجاء وبطريقتك وبشكل غير مباشر هسسهم انّ الامتهان سيكون في الدرسين الفلانيين …
اندهشت جدا واغرورقت عيناي بالدمع .. وحاولت ان اتجاوز واخفي ذلك بقولي لها: توة ولاو ثلاثة، حتى انا وليت نعرف موضوع الامتحان … نظرت إليّ وقالت بكلّ وثوق: انت ما نخافش عليك لاباس لاباس .. وكان الامر كذلك واتصلت بالزميلين واشعرتهما بـ”تكهناتي” في مواضيع الامتحان ..ويوم الامتحان اندهشا من حدسي هذا ..ولم اشأ اخبارهما بما حدث بيني وبين كيارا لحدّ يوم الناس هذا … رايت في صمتي عدولا عن تنغيص فرحتهما انذاك واستنقاصا منهما بعد ذلك .. اليست افضل الصدقات ان لا يكون فيها منّ…؟؟… ونجح الجميع وبعضنا وكنت منهم بملاحظة اوتّيمو .. هذه طبعا بالايطالي موش بالفائز من التسجيل سنة ثانية ايطالية بمعهد اللغات الحيّة بالعاصمة …بورقيبة سكول …
كنت وددت لو تمكنت من ذلك ولكن لا تسالوا الناس بل اسألوا الظروف .. ظروفي وقتها يستحيل معها ان اقيم بالعاصمة لمواصلة الدراسة ببورقيبة سكول ..اقولها بكلّ حُرقة واسف لانّي عاشق لغات باستثناء اللغة الالمانية …مانيش على نفس الموجة انا ويّاها… احسّ بها لغة متعجرفة متغشرشة متهوغششة . ما تسألونيش اشنوة معناها الكلمات اللي قافيتها شششة ..والله لا نعرف …رغم عشقي الكبير للالمان ..الارادة .. العمل .. الانضباط ..
وحان شهر ماي للرحيل ..المحطّة الاولى كانت بتورينو .. مدينة اليوفي ..لابدّ وقبل الدخول في التفاصيل من التنصيص على انّ مصاريف اقامتنا سكنا و(ميكول) ومصروفا يوميا تكفلت به الراي اونو ..وترانا كلّ بداية اسبوع نهرع جميعا للمكلّف بالخزانة المالية كي نستلم نصيبنا الاسبوعي من تلك المنحة… وكانت صدقا الخير والبركة ..السفر وكما تعلمون هو من يكشف لك حقيقة الاخرين ..وقتها نكتشف اللي حدّو حدّ روحو ونكتشف القرناط (اي البخيل) ونكتشف الزبراط ونكتشف خفيف الظلّ وثقيله ..خاصة عندما تقتسم واياهم شهرين كاملين الاول بتورينو وهو مخصّص للجانب النظري والثاني بروما وهو للجانب التطبيقي ..لن اوغل في الجانب المعرفي طوال الشهرين فقط اكتفي بالقول انّ دنيا التلفزيون في ايطاليا وتحديدا في الراي اونو ومشتقاتها دنيا رهيبة ..هم يعملون كخلايا النحل ولكن وهو الاهمّ هم مبدعون خلاقون وفي منتهى حذق مهني على درجة عالية من الكفاءة .
في احد الايام كان لنا لقاء بمعدّ ديكور انبهرنا بما اعدّه كمناظر لبرنامج ما ..وعندما سالناه عن ماهية تلك القطع الجميلة التي صنع منها ديكوره كانت الدهشة والانبهار الحقيقي ..انه صنع مناظره من علب الياغرت الفارغة … شيء يمخوج والله … اذن ليس غريبا ان تتبوّأ ايطاليا المكانة العالمية الاولى في جودة التلفزيون… من جانبنا كتونسيين وجدنا كلّ الاحاطة تأطيرا وعلاقات انسانية .. وخاصّة المامهم وبسرعة بقدرات كل واحد منّا .. كنت مثلا الناطق الرسمي باسم المجموعة تقديرا من زملائي لشخصي وتقديرا من الطرف الايطالي لتمكّني من اللغة الايطالية .. وعندما عرفت المجموعة الايطالية بهذا الامر اصبحت تتعامل معي بكلّ ثقة وتفهّم وتقدير .. ووصل الامر ببعض المكوّنين عندما ارغب في عدم حضور حصة ما واطلب الاذن منهم، ودون تردد يوافقون… خاصة انّ شهري ماي وجوان لتلك السنة تزامنت مع دورة رولان غاروس الفرنسية في كرة التنس ..فكنت يوميا انا وزميلي الحبيب المسلماني نشتري ما لذّ وطاب لاهواء كلّ منّا وننصبو الطاولة في بيتي لمتابعة دورة التنس . ويلتحق البقية ولن تنتهي الجلسة الا في أعقاب الليالي .وآشي فسدق وآشي فراز … وآشي بنان وآشي حاجات ..
دون تفاصيل في آشي حاجات احتراما لخصوصيات الاخرين .. لكن اعدكم بالحديث حول بعض تلك الخصوصيات ..وهو يصير فول مدمّس من غير كمّون ؟؟ اعدّو العدّة اذن للمدمّس وما شابهه في الورقة القادمة …
ـ يتبع ـ
تصفح أيضا
عبد الكريم قطاطة:
قبل ان امرّ لسنة 88 لابدّ من توجيه التحيّة لكلّ من آزرني في فترة ابعادي عن المصدح سنة 85 وحتى عودتي سنة 87 ولمدّة 18 عشر شهرا ..
الشكر اوّلا لمستمعيّ … نعم واقسم بالله انّه وبمبادرة منهم فوجئت بهم يتّفقون على تكوين خلايا في كافة مدن الجمهورية هدفها الامضاء في عريضة تطالب ببرنامجهم، كوكتيل من البريد الى الاثير .. وبالمنشّط عبدالكريم… وما اثلج صدري في نصّ تلك العريضة كلمة “برنامجنا” التي وردت في نصّ العريضة… عندما يتبنّى المستمع ايّ برنامج ويصفه بانّه برنامجه فذلك دليل على انّه وصل الى مرحلة الانتماء ..عرفت بعد ان ارسلوا اليّ نسخة من العريضة انّ هذه الخلايا كانت تعمل كخلايا نحل في المعاهد والكلّيات والحقول والاسواق والادارات ومع ربات البيوت ..وهذا ايضا ما عملت عليه وعلى تحقيقه في رؤيتي للعمل الاذاعي ..
كانت ومازالت لديّ قناعة بانّ البرنامج الجيّد هو الذي يلتصق بكلّ الفئات عمريّا وتعليميا اجتماعيا وحتّى سياسيا رغم اختلافي مع بعض الايديولوجيات… نعم من حقهم ان يتواجدوا معي في برامجي وطبعا باستثناء اعداء الوطن ..هذوكة اللعب معاهم امس واليوم وغدا، لاااااااااااااع …دون ذلك التوجّه وتلك الرؤية يبقى برنامجا نخبويا يعتني بفئة خاصة ..وبالنسبة لي هو اعلام يمارس العادة السرية في العمل الاذاعي… طبعا مع احترامي للبرامج المتخصّصة… البرامج الطبّية مثلا… وحتى هذه عليها ان تنزل من عليائها الاكاديمي الى اللغة المبسّطة التي يفهمها الجميع دون ذلك ستبقى تماما كروشيتة الطبيب للصيدلي ..ولست افهم لحدّ الان لماذا سي الطبيب ما يكتبش كيف العباد الكلّ ويبتعد عن اللغة الصينية او اليابانية او الهونولولية ..
تلك الخلايا في عملها الدؤوب لتجميع امضاءات العريضة حققت رقما قياسيا لم يحدث ان تحقق قبل ذلك في تاريخ الاعلام ..انها استطاعت تجميع 20 الف امضاء للمطالبة بعودة برنامجهم وعودتي …تحيّة الشكر الثانية اتوجّه بها الى العديد من الزملاء وفي الاذاعات الثلاث (تونس، صفاقس، المنستير) الذين تعاطفوا معي رغم انّ اغلبهم في السرّ وليس في العلن ..وهنا _ وهذا علمته بعد عودتي الى المصدح يوم 12 جانفي 87… هنا لابدّ من توجيه تحيّة خاصّة للسيّد المنصف الهرقلي مدير اذاعة المنستير في تلك الفترة الذي حاول التدخّل في شأن ايقافي مع الزميل المرحوم محمد عبدالكافي لارجاع المياه الى مجاريها ..وعندما فشل في ذلك قال السيّد الهرقلي للسيد عبدالكافي: (ما يعزّش بيك خويا محمد ..اذا ما وصلتش لحلّ مع عبدالكريم راني ماشي نفكهولك وناخذو معايا في اذاعة المنستير )..اخيرا تحيّة لكلّ الاقلام الصحفية التي تبنّت قضيّة ايقافي… وللامانة كانت لدى العديد منهم قناعة بانّو اسم عبدالكريم يبيع الجريدة…
بقية سنة 87 كانت عادية في احداثها ..كنّا مستبشرين بتوجّهات بن علي… كانت هناك في ميدان الاعلام نوافذ للحرّيات ..وككلّ عمليّة تغيير تظهر اسماء وتختفي اخرى …هذه الاخيرة لمدّة لا تطول لتعود باكثر ضرب على كلّ آلات الايقاع(اي مات الملك عاش الملك وينصر من صبح)…لكن وحسب ما عاينته كان هنالك ارتياح عامّ لما يحدث على الخارطة السياسية للبلاد ..
ظاهرة اخرى تبرز في كلّ عملية تغيير: هرولة الجميع… الصادقين والمنافقين… لتقديم اجندات جديدة كلّ في اختصاصه .. وهنا اعني مقترحات عمليّة لارضاء الحاكم بامره وحتى يسجّل اسمه في قائمة الملأ الذي يشتغل للبلاط ..اعلاميا بدأ التفكير في تحديث العمل التلفزي واخراجه من قوالب الرداءة والروتين ..لذلك ارتأى اصحاب هذا القطاع وعلى رأسهم عبد الوهاب عبد الله، بلدوزر الاعلام في فترة بن علي ..ارتأى هؤلاء ارساء تعاون وثيق مع مؤسسة الراي اونو .. وهي القناة التي كنا نهرع اليها كلّما اطلّ بيبو باودو و خااااااصّة رفائيلا كارا …وبكلّ امانة حتى لا نستنقص من اسماء البعض، كنا ايضا نتشوّق في التلفزة التونسية لمنوّعات نجيب الخطاب الذي افنى حياته في العمل المضني جدا من اجل التجديد المستمر… ورسّم اسمه في سجلّ التلفزة التونسية كافضل منشط عرفته عبر تاريخها… ولم يستطع ولحدّ الان ايّ زميل معاصر له او جاء بعده، ان يزحزح اسمه من على رأس القائمة ..
لنعد الى ايطاليا ..البلد الجميل باهله ..كنت ومازلت اقول عنهم (هاكوما اولاد عمنا) نعم لنا تاريخ مشترك منذ عهد قرطاج ..وكانت لنا معهم حروب وجولات… انهزمنا في بعضها وانتصرنا في بعضها الاخر ..اي نعم، التاريخ يقول اننا استعمرنا نحن التونسيين أيضا، البعض من المناطق الايطالية ..وحتى لهجتنا الدارجة فيها من الكلمات الايطالية الكثير (سيكورو .. صبارص ..تكوردو .. باستا ..) ولغتهم هم ايضا فيها الكثير من كلماتنا التونسية ..(اي نعم تحسابونا شوية احنا التوانسة ؟؟ احنا بحويجاتنا عبر كلّ التاريخ) … اصحاب القرار في الميدان التلفزي امضوا اتفاقية شراكة بين التلفزة التونسية ونظيرتها الراي اونو ..اتفاقية الشراكة تقتضي من التلفزة التونسية توسيع ارسال الراي اونو في مناطق عديدة من تونس (شفتو ما يجي شيء بلاش؟!)… مقابل تكفّل الراي اونو بارساء استوديو تلفزي بصفاقس ويبدو انّ الاستوديو يكون في صفاقس احدى اخطاء الحاكمين بامور تونس… اما ما تقلقوش برشة سيكون مصيره مشابها في نهايته لمشروع الميترو والمدينة الرياضية…
و لكن وقبل كلّ شيء كان لابدّ من استباق ذلك بالتكفّل بتدريب للتقنيين لتعلّم المناهج الحديثة في اختصاصات عديدة ..لكن كانت هنالك معضلة اللغة ..نحن وفي جلّنا لا تتجاوز معرفتنا للغة الطليان بعض الكلمات … بونجورنو، داكوردو،تشاو .. وهزّ ايدك من المرق ..لذلك ودائما في مجال اتفاقية الشراكة كانت الحلول بالنسبة للراي اونو جاهزة ..وهذا امر طبيعي ..اللي حاجتو باش تنشر صوتو ومن خلالو ثقافتو يعملك في الجنّة .. تي اما ذراع …؟.. كيلومترات …وتحددت قائمة التقنيين المشمولين بهذا التدريب ..القليل منهم من تونس (خاصة تقنيّو الارسال التلفزي) والبقية من صفاقس .. تسألون وعل طريقة عادل امام ..اسمي موجود ؟ نعم موجود ..للامانة لم اعرف اطلاقا وجود اسمي انذاك… كان نوعا من الترضية بعد ايقافي عن العمل مرّتين في عهد الزعيم بورقيبة رغم اني استبعد ذلك لانّي ايضا اُبعدت عن المصدح 7 سنوات في عهد بن علي ..
المنطق يقول انّ دراستي بالمعهد الوطني للعلوم السمعية البصرية بباريس وحصولي على ديبلوم درجة 3 في تلك العلوم باختصاص اخراج هو ما كان وراء وجود اسمي في القائمة التي ستتدرب في الراي اونو ..ايه واش عملنا اذن في معضلة اللغة الايطالية التي نجهلها جميعا ؟؟ ..تعرفوها عبارة ضربان لوغة ..اي اكاهو عاد، ساتوقف عن ضربان اللغة واواصل معكم بقية ضربان اللوغة في الورقة 83 وشكرا في اليوم العالمي للشكر على وسع بالكم معايا ..اما بكلّ امانة وقتاش يعملونا اليوم العالمي للفلوس؟؟ اذا ثمّة اعتصام في هالميضوع، انا موجود موجود موجود …
ـ يتبع ـ
محمد الزمزاري:
منذ عقود ووسائل النقل بين العاصمة ومدن داخل الجمهورية تعاني ويعاني ركابها، لا سيما الأرتال المتوجهة من تونس إلى قابس او القادمة من مدينة قابس إلى تونس برشلونة مرورا بالمحطات المعتادة.
هذه القطارات او قل القطار أصبح نقطة سوداء ضمن أسطول النقل العمومي رغم ايماننا جميعا بدور شركة السكك الحديدية الهام جدا سواء في نقل شريحة كبرى من المسافرين، او في نقل البضائع وخاصة الفوسفات ووضع حد لجشع لمافيات الشاحنات التي كانت تتولى هذه المهمة بأسعار باهظة، مستفيدة من محاباة بعض الفسدة وخدمتهم للمصالح الضيقة بدل مصالح البلاد سواء بالحرص على موازنات شركة وطنية تستخرج هذه الأسمدة، أو تمكين شركة وطنية أخرى من العمل المستمر وتحقيق أرباح رغم كلفة نقلها المعتدلة بل الزهيدة.
وقد ظلت هذه العصابات طويلا تنهش البلاد بأكثر من شكل، مما أثر سلبا على عتاد شركة النقل الحديدي التي كانت بدرها تعاني الإهمال والفساد. ويكفي التذكير هنا، بان عشرات من العربات التي كانت معدة لنقل الفوسفات بقيت مجمدة خارج الخدمة تحت ذرائع عديدة لمدة تفوق العشر سنوات دون صيانة رغم ان صيانة كامل او جل تلك العربات لا يتطلب وقتا طويلا، بدليل أن ذلك تم في ظرف لم يتجاوز الشهر سنة 2022 عندما حضرت الإرادة الوطنية وصدر القرار.
لكن هذا يجرنا اليوم إلى الإشارة إلى تواصل رداءة خدمات الشركة الوطنية للسكك الحديدية خاصة على مستوى رحلات قطار تونس _ قابس ذهابا او رجوعا. إذ ان حالة القطار لا توحي بالأمان تبعا للترهل البادي على مظهره الخارجي وأنكى من ذلك داخل عرباته، اضافة إلى البطء الشديد الذي صار معتادأ أثناء السفرات بين تونس وقابس او بين تونس وصفاقس و العكس أيضا.
محمد الزمزاري:
اسئلة ملحة تطرح عن زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية إلى السعودية للمرة الثالثة في ظرف لم يتجاوز السنة او اقل…
هذا الوزير الذي صرح مؤخرا انه صهيوني متطرف أكد المرات العديدة أيضا دعمه لما قام ويقوم به الكيان الغاصب على مدى اكثر من سنة… ووصف تقتيل الأطفال و المدنيين وهدم المستشفيات و محاولات التهجير و التجويع بـ”الدفاع عن النفس” فيما ينعت المقاومة بالارهاب… هذا وتدفع الولايات المتحدة بكل انواع الاسلحة المدمرة و تهدي الكيان النازي اخر صيحة من الطائرات لرمي القنابل على آخر ما بقي ومن بقي من غزة… لكن بصفتنا صحفيين و محللي أحداث محاولة لاستشراف بعض الوقائع، نجد ان هذه الزيارة تكتسي أبعادا مختلفة عن زيارات بلينكن السابقة… والتي الحت كل مرة على ضرورة التطبيع بين اسرائيل والسعودية…
اولا لان زيارة وزير الخارجية الأمريكي جاءت إثر الجولة التي أوصلت منذ اكثر من اسبوع وزير خارجية إيران إلى لمملكة وبعض الدول الخليجية الأخرى… ثانيا، زيادة عن “تحييد” سلطات المملكة عن أي ترابط او اتفاقيات مع إيران (التي دعمت الحوثيين وهم كانوا وربما سيستمرون لاحقا في مواجهة السعودية)… أما اهم ما افرزته هذه الزيارة فهو “مزيد الضغط” على الرياض لتسريع التطبيع مع الكيان، ولكن أيضا لاستعمال القواعد الأمريكية المقامة على اراضيها و فتح الأجواء السعودية لمرور الطائرات او الصواريخ لضرب إيران…
خلال هذه الزيارة الاستثنائية كشف بلينكن عن هدفه العاجل وهو ان الوقت “مناسب جدا ” لإرساء علاقات رسمية مع الكيان النازي… ومن يتابع طرق تسويق السياسات الأمريكية، يمكن له ان يستنتج بسهولة ان بلينكن يرغب في جر المملكة وراء الولايات المتحدة واسرائيل لضرب “الشيطان الايراني”… ثم إن العجلة في إعادة هذا الإلحاح اليوم يؤكد ان الرد الصهيوني الأمريكي على إيران، قد ينفذ قبل التوقيت الذي صرح به بايدن، أي 5 نوفمبر.
ورغم ان العاهل السعودي قد وضع شروطا للتطبيع الكامل مع اسرائيل منها إعادة حقوق الفلسطينيين فيما كان بلينكن يعرض حلولا جديدة بـ”ايقاف القتال و رفض احتلال اسرائيل لغزة”.. لم تتسرب اية معلومات عن الاتفاق بين بلينكن و وزير الخارجية السعودي… ومهما يكن من امر حول جر المملكة لـ”التعاون” لدى ضرب إيران فإن الولايات المتحدة و اسرائيل ستقومان باستعمال اية أجواء انطلاقا من القواعد العسكرية او غيرها ..
مرة أخرى قد تكون العاشرة او اكثر من ذلك، يقوم بلينكن بالضغط على السلطة السعودية لأجل “ايجاد فرصة سانحة للتطبيع” لكن هذه المرة مقابل إمكانية ايقاف الحرب بغزة ولينان… كل هذه الأحداث تشير إلى قرب الرد الصهيوني الأمريكي على هجمة إيران… والاكيد ان إمكانية ضرب المفاعل النووي الإيراني اكثر من محتملة رغم التسويق الأمريكي لمقترح اجتناب ذلك …
كيف ستكون طبيعة الرد الإيراني على الرد الذي لم يطبخ إثر أحداث غزة منذ اكثر من سنة، بل هو مترسخ ضمن اكبر أهداف اسرائيل منذ اكثر من عشر سنوات؟… و مستبعد جدا أن يفلت نتنياهو هذه الفرصة التي قد لا تعاد…
ورقات يتيم … الورقة 83
افتتاح ملتقى التدفئة والتبريد بتونس
إسبانيا… الفيضانات تودي بحياة العشرات في فالنسيا
وتستمر الإبادة… مجزرة جديدة في “بيت لاهيا” الفلسطينية
قاسم: الاحتلال اعتدى على لبنان في 78 و82… و “حزب الله” لم يكن موحودا
استطلاع
صن نار
- اقتصادياقبل 16 ساعة
افتتاح ملتقى التدفئة والتبريد بتونس
- صن نارقبل 16 ساعة
إسبانيا… الفيضانات تودي بحياة العشرات في فالنسيا
- صن نارقبل 16 ساعة
وتستمر الإبادة… مجزرة جديدة في “بيت لاهيا” الفلسطينية
- صن نارقبل 17 ساعة
قاسم: الاحتلال اعتدى على لبنان في 78 و82… و “حزب الله” لم يكن موحودا
- صن نارقبل 17 ساعة
السعودية… لا تطبيع قبل إقرار حل الدولتين
- صن نارقبل 17 ساعة
فرنسا: الخارجية تدين مجزرة بيت لاهيا… وماكرون يشتم الفلسطينيين أمام ملك المغرب!
- راجل و سيد الرجالقبل 19 ساعة
“أكتوبر”
- ثقافياقبل يوم واحد
محبة وفنون وحرف… في يوم إندونيسيا الوطني