صار لديّ خوف حقيقي من المصعد ( ascenseur )
.. صرت أخافه و أخشى أن يصعد بي إلى المجهول..
إلى وجهة غير معلومة و يتركني هناك و يختفي !
صار عندي فوبيا من مصاعد هذا الوطن المرتجف…
“المرعشلي” كما يقول عادل إمام !
أصبحت الآن أمتطي صهوة “الدروج” إلى كل طابق أقصده !
دروج لا أعلم إلى أين تفضي بنا في البلد المنفلت…
ماذا أفعل ؟!
دائمًا أتمنى أن أكون شخصًا أقلّ حساسية و أقلّ إنفعالاً..
أن أختبر الحد الأدنى من الحب و الحزن …
لكن أجد أن مشاعري جميعها مضاعفة..
أفرح جدًا، أحزن جدًا، أستمتع جدًا، و أعشق جدًا. ممتلئًا و أفيض…
أتأرجح دائمًا بين أمواج لا تركد أبدًا…
ما هذا الوطن الذي لا يشبع من الموت ؟
ما هذا البلد الذي يتشفى بتشريد أبنائه و تأديبهم بالقتل و التنكيل…؟!
أهذا وطن أم ورطة !؟
نحن اليوم مرغمون على العيش بواقع لا يتناسب مع مشاعرنا !
صرنا نتمنى أن تكون أحلامنا حقيقية…
أو نتمنى أن تكون حقيقتنا حلما بائسا !
نغادر حقيقتنا بصناديق من الأحلام…
و تسقط أحلامنا كأوراق الخريف…
هكذا…
حلم يتحقق و حلم يتعثر و تبقى أحلامنا على قيد الانتظار !
بالأمس كنا شيئا و اليوم شيئا و ما بينهما مات كل شيء…
إلهي…أعنّي على العيش هنا…
إلهي…
أعنّي عليهم !