” ما عدت أذكر والحرائق في دمي “
.. ! ما عدت أذكر كيف ٱستسلمت إلى حبه الماكر…
كيف سلّمت مفاتيح قلبي إلى قلبه المشبوه…
لا أدري…
لا أدري كيف أكلت من تفاح جنته و طلحه المنضود…
و ظل جرحه الممدود !
لا أدري…
لا أدري كيف قطفت من أزهار شرفته…
كيف شربت من فنجان قهوته…
كيف أفقت على إشراقة وجهه المخادعة و صباحات صوته المهزوم…
لا أدري…
لا أدري ” كيف ٱلتجأت أنا إلى زنديه “.. !
كيف ٱنخدعت ببريق عينيه و لهفة ذكرياته الدافئة و ذهبت إلى منفى حبه بكل هذا الضعف…
لا جدوى من الإحتماء بهذا الحب المريب و حمله الكاذب…
لا جدوى من العيش في ضواحي هذا الزمن العشوائي و قلبي يسكن على شفا نزوة تأكل أعصابي و تلتهم التماسا لخرائبه كل ليلة…
كل يوم لا جدوى من وطن يخونك في لهج روحك و في كل خطواتك اليومية و يأوي إلى فراشك ليلا يلتمس دفء قلبك و عطر نبضك و خمر أنفاسك …
… حسنا…
سأسامحك و أغفر لك طيشك ..
لكنني لا أستطيع عناقك و ٱحتضانك…
لأنك قطعت يديّ…
و تجاهلت ندوب قلبي و خراباته…
ففي حروبك الذاتية…
و معاركك اليومية ينهزم فيك الأكثر صدقا…
الأكثر حبا…
ينهزم قلبك !
لا أدري كيف أحببت هذا البلد…
و متى كان ذلك !
لا أدري أين صادفته…
و لا كيف قابلته !
لا أذكر كيف …
أذكر فقط بأنني عانقته ذات ليل طويل…
و سألت عن أخباره ! …
” وبكيت ساعات على كتفيه ” .. !