..سأقرأ حكمتك يا عبد الصبور…
سأتلو هزيمتك أمشي إلى نفسي متعبا بهذا الخراب…
تنام الأرض هنا على كرسي هرم مشروخ..
تفترش تربة من جراح تشرب زبد الظن والإحتمال..
تنام نومة الآباد في كهف يحرسه الموت بكل وجوهه…
قررت أن أتوقف عن الغناء لبعض الوقت…
فالريح ستعصف بأيّ لحن عن هذا المدى ولو للحظات…
الصيف هنا عنيد ومصرّ على أن يكون عدوّا لهذه الأرض الذاهلة…
أين ذهبت أصابعي القديمة…
وأنامل القصيدة التي طوّعتها للساني الذي كان ينثر براهين الحياة أمام خطوات الموت المستحثة…
أين ضوء عيونها التي كانت تتنفسه هدى وبريقا يظمأ الساري له…
لماذا لا نستطيع أن نبتكر غير الخراب !لمبين !
أما آن لهذا الزمن الراكض على ضفاف هذه الأرض أن يستريح…
لماذا ينطفئ الحلم الراكض في عينيها ويموت !
لماذا يطول ليلها ويموت حلمها وتتعثر صباحاتها المتأخرة !
لماذا لا تصنع هذه الأرض الحياة وتكتشف الطريق التي تمشي إليها ؟
اشربي أيتها الحثالة على نخب السقوط…
استريحي في ظلال الوجع والإنكسار !