منذ أطلّ علينا المغربي يونس بني ملال في بداية سنة 2020 و أكّد لنا أنها ستكون سنة سعيدة و أنّه “باغي يتزوّج فاطيمة” و نحن نُصارع أيام العام “الأحرف” و نعُدّها لا تيمّنًا بل تطيُّرا.
فمنذ أن دقّ العام “ناقوس بداية المقابلة” حتى “غَشَمتنا” الكورونا “بضربة قاضية” فتصدَّرت الكوفيد 19 الأخبار و أحاديث الناس، و جلبت الكآبة و الرعب إلى كل بيت على الكرة الأرضية، فأصبحت العدو «الأوحد» للبشر، رغم اختلاف مذاهبهم و ألوانهم. لن أكتب براحةٍ عن سنة 2020، فحصادها السلبي يفوق الإيجابي، فبفعل رعب الفيروس، خالف المسلمون و أتباع الديانات في صلاتهم، تعاليم التقارب و رصِّ الصفوف، و أهدافنا في حياتنا اليومية مبدأ التباعد، و الخشية من التسليم، و عدم احتضان الأطفال و القرب من الإخوة، و تقبيل أيادي والدينا و كبارنا،
كما أصبحنا نخشى الوعكات الصحيّة حتى لانذهب للأطباء و المستشفيات، فهناك قد تصيبنا الكورونا من حيث لا نشعر. لقد مرّت أعيادنا بدون احتفالات و بدون زينة و بدون لقاء الأهل و تجمع الأحباب، مرّت أعياد الفطر و الأضحى للمسلمين دون لقاء العائلة، و ها هو عيد الفصح يأتي وإخوتنا المسيحيون يغلقون أبوابهم و يُقضّون مناسبة ميلاد السيّد المسيح عليه السلام منعزلين.
أيّ سعادة في سنة 2020 يا يونس بني ملال؟ كم من قريب أو صديق أو جار غادرنا للحياة الأخرى بفعل كورونا بدون مراسم وداع، و كم منعتنا الكوفيد المشؤومة من الاحتفال بقدوم مولود جديد، أو تخرّج أبناء، أو زيارة للعائلة، فقد ضاقت لحظات الهناء و التَّوادد الثمينة.
و في المقابل أنعش الفيروس البحث العلمي و تسابقت المخابر و نشطت الأبحاث الطبية لمجابهته و لخدمة صحة الإنسان، و هذا النشاط لايخصّنا نحن العرب، فنحن أمّة تنتظر اللقاح الذي ستنتجه مخابر العلم الحقيقي ولا بأس أن يكون مجّانا فنحن كعادتنا ننتظر “الهندي المقشّر”.
و لعل ما يقلّل من منسوب الإحباط لدينا في تونس خلال سنة 2020 أنّ عدد الاستثمارات قد إرتفع مقارنة بسنة 2019، فقد وصلت الاستثمارات المصرح بها لدى الهيئة التونسية للاستثمار الى حدود شهر نوفمبر 2020 49 مشروعا بقيمة قدرت بـ 2008 مليون دينار ، و تنوعت هذه المشاريع بين : 29 مشروعا في قطاع الصناعة بقيمة استثمارية بلغت 1011 مليون دينار قادرة على احداث 9021 موطن شغل ، 9 مشاريع في قطاع الطاقات المتجددة بقيمة استثمارية بلغت 471 مليون دينار بإمكانها احداث 70 موطن شغل ، 8 مشاريع في قطاع الخدمات بقيمة استثمار بلغت 250 مليون دينار ، بقدرة تشغيلية تقدر بحوالي 2282 موطن شغل ، 3 مشاريع في قطاع السياحة بقيمة 277 مليون دينار و بطاقة تشغيلية تصل إلى 1072 موطن شغل، و في نفس السياق ارتفع حجم الاستثمارات في قطاع الكهرباء و الطاقات المتجددة بنسبة 37.8 بالمائة منذ بداية السنة الى موفى نوفمبر 2020 و ذلك مقارنة بنفس الفترة من سنة 2019 و ستمكن هذه المشاريع من احداث 12445 موطن شغل جديد في تونس…
“هذا طبعا إذا سهّل ربّي … و لم تتكوّن تنسيقيات تُطالب بمنابها من القاطو ” !