زيْتُ نار

قناديل : منصف الخميري

نشرت

في

<strong>قناديل منصف الخميري<strong>

إضاءة 1

عندما تنهار منظومة الصحة العمومية أو تتردّى خدماتها، تُطلّ المصحّات الخاصة برفاهها وسرعة تعهّد إطاراتها وأعوانها بالمرضى ورعايتهم ولكن بكُلفة لا يقدر عليها سوى الأثرياء و متوسّطو الدخل الى حدّ ما.

ولمّا تعجز المدرسة العمومية عن الاحتفاظ بأبنائها ولا تُمكّنهم من أي مهارة أو اقتدار يقيهم حرّ التشرّد وبرد البطالة وقرّ الأجور المُهينة…تُطل المدارس والمؤسسات التربوية الخاصة بجودة التعلّمات داخل أسوارها وأمن ساحاتها وارتفاع نسب النجاح في نهاية مساراتها…ولكن بكُلفة تُقصي بصفة آلية فقراء البلد ومُعدميه.

أتمنّى أن لا ينهار الأمن العمومي يوما فتلجأ الطبقات والفئات المُترفة إلى شراء أمنها وطمأنينتها تاركة الشعب الكريم أعزلا في مواجهة الجريمة والإرهاب والعنف بأنواعه.

في فرنسا على سبيل المثال التي يعرفها أغلبنا مؤشرات الجودة في الخدمات الصحية توجد في مستشفى سالبتريار أو المستشفى الأوروبي جورج بومبيدو وليس في المصحات الخاصة وجودة التكوين في التعليم توجد في سانت جونوفياف أو هنري4 وليس في المدارس الخاصة.

إضاءة 2

“تتبغدد علينا وإحنا من بغداد”

سمعت كاظم الساهر يغنّي هكذا، فرُحت أبحث في معاني “البَغْددة” فوجدت أن هذا الاشتقاق الصّرفي كان يُطلق مجازا خلال خمسينات وستينات القرن الماضي في المشرق العربي والجزيرة العربية على كل واحد أدركته النّعمة وعمّ خيره واتّسعت دائرة ثرائه وترفه ورخائه… لأن بغداد كان يضرب بها المثل في ثقافة الكتاب والموسيقى والثراء وبهاء الشوارع وألق السّاحات… وغيرها من علامات الرّغد والرفاهية.

أما اليوم وقد “تأيرنت” بغداد و”تأمركت” بتواطؤ من البغداديين أنفسهم وإخوانهم العرب، أصبح القتل والاقتتال والجوع والفقر والتشرد الخبز اليومي للعراقيين لا تُسعفهم حُرقتهم على  زمن كانوا يتبغددون فيه على العالم بأسره.

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version