داخليا
على وقع أيام الغابات
غنجاء عريضي
نشرت
قبل 5 سنواتفي
من قبل
غنجاء عريضي Ghanja Aridhi
قديما كانت الغابات في عين دراهم هي مصدر الحياة و مصممة اسلوب عيش الناس فيها … فمنها بنى أجدادنا مساكنهم فكانت الجدران من أعواد الريحان و الأعمدة من جذوع الزان و الغطاء من أغصان الفرنان و الديس أما الأفرشة فكانت من يانع الأعشاب كالفرسيق و البرواق … كانت الأعراس تقام في الليالي المقمرة بأغصان القندول الذي يشتعل و حول لهبه تعلو زغاريد النسوة تحت دق الطبول و رقصات الرجال… كانت الغابة مرعى الماشية و مسرح أغاني النسوة التي تجلب منها كُسار حطب أسقطته الثلوج لتتدفأ به الأسرة في زمهرير الشتاء و عليه يطبخ الأكل … كانت الأغاني و الأهازيج تنطلق من الغابة حيث تتفجر العيون الجارية التي تتجمع حولها الصبايا ليرِدن الماء العذب و يتبادلن أطراف الحديث … في الغابة كان النحل يقطن ما بين الأشجار ليصنع عسلا لذيذا يبحث عنه الرعاة و يعودون في أواخر الربيع بغنيمتهم من أقراص الشهد، فتتحلق الأسرة حولها يتذوقون طعمه …

من الغابة كانت الجدات تجمعن القضّوم لتعصرنه و تحفظنه ذخرا لوقت الحاجة بين أحضان الغابة كان الأطفال يمرحون و يتلذذون طعم التوت صيفا و الأرنج و العذارى شتاء من الغابة … كل شيء جميل تحت شجرة الخفّاف أو الزان كان الملجأ من الأمطار الغزيرة شتاء و حماية من حرارة الشمس صيفا … حول غصن من الصنوبرة كانت الأرجوحة تحلق بنا نحو الفضاء فتشعرك بمتعة ممزوجة بخوف الصغار … تحت ظلال الفلّينة كانت الأقارب تجتمع لتنعم بالهواء النقي و تترشف الشاي ببندق الغابة الطازج … على جبال الغابات كانت الماعز تمارس رياضتها وتبحث عن قوتها فتنقش صورة رائعة على لحاء الفرنان و الضرو … كان الأهالي يصنعون المقاعد البسيطة و أواني الأكل مما يتيحه المحيط، فمن الجفان أنواع و من الملاعق أحجام، ومن الطين المجلوب من الغابة صنعت المرأة أواني الطبخ، من تحت السرو و الصنوبرالحلبي جمع الإنسان الفقاع و البلّوط غذاء للماشية و نبتت أنواع عديدة من الخضر البرية كالكرفس الجالي و السلق الجالي و الكرّاث الجالي و غيرها … و من وهاد الغابة جنى الإنسان أعشابا طبية نافعة …
و لكن منذ سنوات حرم السكان من خيرات الطبيعة البكر، فهوجمت الغابة بكل شراسة و حل محل الماعز الخنزير البري الذي ظل يتكاثر حتى قضى على مصدر عيش أهلها و راح يلتهم الأخضر و اليابس فيما عمد الهمج إلى إشعال النيران و إحراق كل جميل فهربت العصافير و هاجر نسر خمير أيقونتنا و سافر النحل إلى أماكن أكثر أمانا … احترق البقر الوحشي و كل حيوانات الغابة و فُتحت مسارب للتهريب و الإرهاب … وما تزامن الحرائق المتعددة في صائفة واحدة إلا دليل على أن أياد عابثة لها ضلع في مأساة الغابة، و باعث شك في أعداء الحياة والجمال … و مَن مِن سكان الشمال لا يذكر تلك الأيام العصيبة التي اختنق فيها السكان وأهدرت فيها طاقات رجال المطافئ بسبب وعورة المسالك و هبوب رياح الشهيلي؟


صارت النسوة يخشين ارتياد الغابة بعد أن هجم السراق على المواشي في مراعيها و احترق الفلين و الزان و بكت المرأة على شياهها و طيورها المحروقة أمام عينيها … صارت الخمائل و العيون الجارية أوكارا للدعارة و العربدات الخمرية و أحيانا مصبا للفضلات … و ظلت الغابة تقاوم بأمطارها و ثلوجها ما يفعله بها الإنسان … دون الحديث عن مجازر قطع الأشجار بالمئات و الآلاف بعد أن طالتها أيادي شياطين الإنس و مافيات الخشب النفيس خاصة … و أحراشنا تستنجد و تصرخ أين أهلي أين إدارة الغابات أين وزارة البيئة و لا من مجيب … فقد نُحرت الأشجار في الليالي المقمرة و ناسها نائمون

تخلينا عن تربية الماعز الذي يتغذى من أوراق الغابة وينفع البشر بحليبه و لحمه و تركناها مرتعا للخنزير الذي ينتظر صيادين من بلدان أخرى قد يأتون أو لا يأتون … فأي يوم للغابة؟ أهو للاحتفال بها أم للبكاء عليها؟ إن السلطات تنظف الشواطئ كل بداية صيف، فلماذا لا تهتم بتنظيف أرجاء الغابات مما طالها من زجاج قوارير مكسور متناثر في فجواتها مسببا للحرائق … لماذا أيضا لا يمنع إشعال النار تحت الأشجار كما تفعل البلاد المتحضرة؟ ألا تستحق الغابات أن نغار عليها و أن نحميها؟ ألا يمكن مثلا أن تنظم حملات تنظيف فى شكل احتفالي مع بداية كل صيف و تساهم فيه كل الجهات و مكونات المجتمع المدني و الكشافة و أبناء المدارس؟ ألا يمكن تشجيع سكان الريف و سفوح الجبال بتوفير مساكن لائقة لهم و تخصيص حوافز لهم و حماية لبيئتهم من وزارة الفلاحة حتى يحرسوا ملكنا الغابي و الجبلي و يتمسكوا به؟
لا افهم معنى الاحتفال بأيام الغابات في بداية الشتاء فتمرّ دون أن يعلم بها أحد … هل الطقس مناسب للاحتفال و لماذا لا يكون ذلك صيفا و الاهتمام على كامل السنة بمنظومة بيئية هشة كم أوصت الأمم المتحدة بصيانتها … و كم بلادنا في حاجة إلى غطائها الغابي السائر نحو الانقراض … و كأنه لا يكفينا أن عددا مهولا من جبالنا فقد كساءه النباتي و انجرفت تربته بعد ذلك … فتحوّلت إلى كتل صخرية ملساء جرداء أو إلى مقاطع حجارة و بارود و غبار …

تصفح أيضا
آخر تحيين لضحايا العدوان: بين القصف والجوع والمرض… 100 ألف شهيد في غزة
رغم الدمار والحصار… تلاميذ غزة سيجتازون امتحان الباكالوريا!
أجندا واشنطن في مفاوضات غزة: إنهاء الحرب… إنقاذ الأسرى… وتأجيل تفكيك “حماس”
صحف عبرية: لا بدّ من سنوات… لإصلاح الأضرار الناتجة عن الصواريخ الإيرانية
اختتام مهرجان الإذاعة والتلفزيون
مونديال الأندية… غدا ينطلق ربع النهائي
داخليا
أكودة: مشاريع ضرورية تنتظرها “مدينة الأمراء”… تعددت الآراء والحلم واحد
نشرت
قبل 4 أسابيعفي
2 يونيو 2025من قبل
التحرير La Rédaction
محمود بن منصور
في إطار إعداد المخطط الخماسي للتنمية عقد المجلس المحلي بأكودة جلسة عمل مساء السبت 30 ماي 2025 بقاعة الجلسات ببلدية المكان حضرها عدد من مختلف مكونات المجتمع المدني ومن المواطنين.
وقد استهل رفيق سقير رئيس المجلس بكلمات حملت في طياتها دلالات الوجع و الأمل في آن، مشيرا إلى أن كل عمل إنساني قابل للخطأ و الصواب، ليترك المجال لعضو المجلس رمزي الإمام الذي قدم في شريط رقمي أعمال المجلس المحلي ثم عرض أبرز المشاريع المقترحة برمجتها ضمن المخطط الخماسي لفائدة معتمدية أكودة و التي كانت نفسها تقريبا التي تم اقتراحها من قبل المتدخلين من مختلف مكونات المجتمع المدني الحاضرة في هذا اللقاء الاستثنائي الذي مثل عصارة عمل ميداني متواصل على امتداد عام و نيف.
مشاريع مقترحة..وأحلام تنتظر الإنجاز
وإن كان وهناك شبه إجماع على أهم المشاريع الضرورية و الحياتية التي تعد من الأولويات في حياة المواطن الاكودي و التي طالبت بها أجيال ووظفها العديد في التسويق السياسي مع كل استحقاق انتخابي فإنها بقيت مجرد وعود تتجدد مع كل محطة سياسية جديدة. وبقي الحلم في انتظار البرمجة ثم الإنجاز في مدينة لها كل مقومات المدينة العصرية إلا في مخيلة الماسكين بزمام الأمور و أصحاب القرار لتبقى “إيتيكودا” الملقبة بمدينة الأمراء تعيش على أمل.
وتتلخص أولويات المشاريع التي يطالب بها “الكوادة” في:
– جهر وتنظيف و تبليط الواد الكبير الذي يمثل لسنوات كارثة بيئية في المنطقة بكل المقاييس أمام صمت رهيب للجهات الرسمية التي اكتفت ببعض الحلول الحينية و الظرفية و التي تصب في خانة المسكنات لا غير
-مشروع حماية المدينة أمن الفيضانات حيث تصبح عديد المناطق معزولة مع كل نزول للغيث النافع
-إنجاز قاعة رياضية مغطاة خصوصا مع تعدد الجمعيات الرياضية بأكودة في شتى الاختصاصات و ما يشهده المشهد الرياضي من تنوع وثراء بما في ذلك النتائج و التتويجات.
داخليا
غار الدماء: ورشة عمل وطنية لتفعيل آليات دفع مشاريع قطاع الشباب والرياضة
نشرت
قبل شهر واحدفي
15 مايو 2025من قبل
منصف كريمي Monsef Krimi
من منصف كريمي
في إطار الشراكة الفاعلة بين وزارة الشباب والرياضة والهيئة العامة لمراقبة المصاريف العمومية والهادفة بالخصوص إلى التسريع في تنفيذ المشاريع العمومية في قطاع الشباب والرياضة وبمبادرة من الهيئة ومندوبية الشباب والرياضة بجندوبة، انتظمت صباح اليوم 15 ماي بمركز التخييم والإصطياف بعين سلطان بغار الدماء وتحت شعار “مراقبة المصاريف العمومية دعامة للتنمية الجهوية وترشيد التصرف في المال العام“ ورشة عمل وطنية لفائدة المكاتب الجهوية لمراقبة المصاريف العمومية.
وقد افتتحت أشغال هذه الورشة من قبل الاستاذ هشام الحسومي والي جندوبة والاستاذ حميد الستيتي المندوب الجهوي للشباب والرياضة بجندوبة ورئيسة الهيئة العليا لمراقبة المصاريف العمومية الاستاذة كوثر ناجي وفي برنامج أشغال هذا اللقاء أشرفت الاستاذة وفاء بلغيث وهي مراقب عام للمصاريف العمومية بولاية جندوبة والاستاذة مريم حسين وهي مراقب عام للمصاريف العمومية بولاية سوسة الى جانب مدير البناءات والتجهيز بوزارة الشباب والرياضة، على تأطير ورشة حول”آليات تسريع تنفيذ المشاريع العمومية : مشاريع قطاع الشباب والرياضة نموذجا”.
كما أشرف الاستاذ توفيق العبيدي وهو مراقب عام للمصاريف العمومية بولاية نابل والاستاذة سيدة قايدي وهي مراقب رئيس للمصاريف العمومية وفي تفاعل مباشر مع المدير الجهوي للتجهيز بباجة على تأطير ورشة بعنوان “حوكمة تعيين المصممين والمهندسين المستشارين ومكاتب الدراسات أداة لتسريع تنفيذ المشاريع العمومية”.
كما تناولت ورشة أخرى كانت من تأطير الثنائي الاستاذين عبد القادر البركوتي وعادل الغزي موضوع “دور مراقبة المصاريف العمومية في دفع مسارات الميزانيات على المستوى الجهوي من خلال أعمال التنسيق الجهوي والتدقيق والتقييم”.

يذكر أن هذه الورشة هي الاولى من نوعها وطنيا وقد أشرفت على تنشيطها وادارتها كل من الأستاذة منية أديب رئيس مكتب مراقبة المصاريف بوزارتي الشباب والرياضة والشؤون الثقافية اما مقررتاها فهما الاستاذتان رجاء فكرون وضحى البولاهمي.
وفي لقاء مع الاستاذة وفاء بلغيث وهي مراقب عام للمصاريف العمومية بولاية جندوبة أفادتنا أنه تم تقديم مقترح لوزارة الشباب والرياضة لتطوير ادائها بهدف التسريع في انجاز مشاريعها كما طرحت خلال اللقاء جملة من الاشكاليات التي تم التداول فيها من جميع المتدخلين في القطاع على غرار مصالح المجلس الجهوي ومصالح التجهيز لولايتي باجة وجندوبة كما تم جرد 1124 مشروع شبابي ورياضي في الجهات بعد دراسة مختلف اشكالات تنفيذها والنقاش حول الحلول الممكنة لحلحلتها، على غرار مشاريع المسابح والتعشيب وبرمجة المشاريع على مختلف الأصعدة من حيث توفير الاعتمادات والعقارات وحوكمة البرمجة حسب قواعد علمية.
كما تم كذلك عرض مداخلة قيمة جدا في خصوص تعيين المصممين والعقبات التي تعترض الادارة لإتمام هذه المرحلة المهمة وقد كانت هذه الورشة فرصة للتداول حول مختلف المفاهيم والمنهجيات المعتمدة في اكثر من ولاية وجهة.
ويشار من جهة أخرى الى ان هذا اللقاء سجّل حضور ومشاركة المجلس الجهوي بجندوبة بكل اطاراته واطارات الادارات الجهوية للتجهيز بكل من جندوبة وباجة والكاف وبعض البلديات الى جانب 56 مراقبا للمصاريف العمومية من ولايات الشمال والوسط.
داخليا
هرقلة… مربي الأجيال العروسي كشيش يترجل
نشرت
قبل 4 أشهرفي
20 فبراير 2025من قبل
التحرير La Rédaction
محمود بن منصور
بقلوب خاشعة وعيون دامعة ودعت اليوم الخميس 20 فيفري 2025 مدينة هرقلة في جنازة مهيبة أحد أبرز رجالاتها التربوية الأستاذ العروسي كشيش الذي شيع جثمانه الطاهر إلى مقبرة هرقلة بولاية سوسة.
الفقيد كان يلقب بملك الرياضيات أثناء تدريسه بمعهد سالم بن حميدة الثانوي بأكودة وكان على امتداد مسيرته المهنية صديق الجميع وأحد أبرز المدرسين وعلامة مضيئة في المشهد التربوي بالجهة.
وإلى جانب الدور البارز الذي لعبه في تنشئة الأجيال فقد تقلد العروسي كشيش عديد المسؤوليات منها مساعد رئيس بلدية هرقلة ورئاسة اللجنة الثقافية بها حيث كان من الفاعلين في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي بمدينة هرقلة.

آخر تحيين لضحايا العدوان: بين القصف والجوع والمرض… 100 ألف شهيد في غزة

رغم الدمار والحصار… تلاميذ غزة سيجتازون امتحان الباكالوريا!

أجندا واشنطن في مفاوضات غزة: إنهاء الحرب… إنقاذ الأسرى… وتأجيل تفكيك “حماس”

صحف عبرية: لا بدّ من سنوات… لإصلاح الأضرار الناتجة عن الصواريخ الإيرانية

اختتام مهرجان الإذاعة والتلفزيون
استطلاع
صن نار
- صن نارقبل ساعتين
آخر تحيين لضحايا العدوان: بين القصف والجوع والمرض… 100 ألف شهيد في غزة
- صن نارقبل ساعتين
رغم الدمار والحصار… تلاميذ غزة سيجتازون امتحان الباكالوريا!
- صن نارقبل 3 ساعات
أجندا واشنطن في مفاوضات غزة: إنهاء الحرب… إنقاذ الأسرى… وتأجيل تفكيك “حماس”
- صن نارقبل 3 ساعات
صحف عبرية: لا بدّ من سنوات… لإصلاح الأضرار الناتجة عن الصواريخ الإيرانية
- ثقافياقبل يومين
اختتام مهرجان الإذاعة والتلفزيون
- رياضياقبل يومين
مونديال الأندية… غدا ينطلق ربع النهائي
- صن نارقبل يومين
مقابل التخلي عن برنامجها… هل يدفع ترامب “تعويضات” لإيران من أموال دول الخليج؟!
- صن نارقبل يومين
على أبواب مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة والكيان… كلّ يزعم الانتصار التاريخي!