جور نار
الباسم فرحا… الباسم وجعا … الباسم دواما
نشرت
قبل سنة واحدةفي

كان القلب واجفا، ولكن كانت الحواس متوقعة مستسلمة، حين هاتفني الصديق مصطفى الشارني في الصباح الباكر على غير العادة … ومباشرة سألته عن جديد مولدي الهمامي، فكان جوابه: لقد توفي منذ قليل …

ورغم توقع هذا النبإ المحزن، فقد اعتراني ما يشبه عدم التصديق … وغالبا ما يحدث لنا هذا مع الموت، خاصة إذا طال واحدا أو واحدة ممن يشغلون حيزا مهما في حياتنا… وصديقي مولدي الهمامي أخذ مكانه في وجداننا جميعا، منذ كم من وقت؟ … غيري ربما عرفه من زمن الطفولة، أما أنا فلقائي به يعود “فقط” إلى 47 سنة، أي مذ كنا في طفولتنا الثانية، طفولة الجامعة ومعهدنا القديم بمونفلوري زنقة البشروش … كان هو ومصطفى الشارني يمثلان ثنائيا كوميديا من الدرجة العليا … أحدهما (مصطفى) كان يكتب مقالات هزلية صمّاء في جريدة موروثة عن زمن تحت السور اسمها “القنفود” … فيما كان مولدي يرافقه برسوم الكاريكاتور … وكانت للحق موفقة موهوبة هازلة، في زمن علي عبيد وبالخامسة نعم، ولكن قبل كثيرين ممن صاروا أعلام هذا الفن بعد ذلك …
وتمضي عقارب الساعة وخطى الأيام والأعوام و”ينحرف” الثنائي الفكه نحو آفاق أكثر صلابة … الهمامي انتهج طريق الإذاعة والتلفزة التي بالتدريج أصبح من كبار مدرائها … أما مصطفى فقد استغرقته هموم إدارية ونقابية شتى (مثل حالي تقريبا) وابتعد نهائيا عن صناعة الهزل، ولعله أوكل ذلك وأورثه إلى ابنه (الفنان جهاد الشارني) الكوميديان الشاب الناجح في السنين الأخيرة … وقد بقيت على صلة شبه دائمة بمصطفى طوال هذا النصف قرن، فيما قلّت مناسباتي مع مولدي واقتصرت أحيانا على مكالمة من هنا ومعايدة من هناك، ولكنه لبث دائما حاضرا في مجال ذاكرتي، وأعتقد أني كنت حاضرا لديه أيضا …
وتأتي سنة 2014 … كنت خارجا من تجربة إذاعية مُرّة في محطة خاصة مع منشطة جحود، مقررا أن مكاني النهائي في الصحافة المكتوبة ولا مجال مستقبلا للجلوس وراء ميكروفون … حين طلبتني الصديقة كلثوم السعيدي ذات عصر وأنا في خرجة عائلية بضاحية قرطاج … كانت كلثوم بصوتها الماسي ولغتها المباشرة الجذابة على الطرف الثاني من الخط تقول لي باختصار: “محتاجة إليك يا فلان، ولو كنت صديقي فعلا فتعال حالا، أنا بمكتبي مع نخبة منكم، وقد أودعت اسمك في لوج الإذاعة” …
أمر الحسناوات لا يُردّ … خصوصا إذا كنّ في جدية كلثوم وحرفيتها العالية، وضمّت زوجتي رجاءها إلى رجاء كلثوم وكانت من المعحبات بها … وهكذا قطعنا خرجتنا وحوّلنا وجهة عائلة بكاملها ـ زوجتي وليال وأنا ـ من قرطاج بيرسا إلى شارع الحرية، وصعدت إلى مكتب أختنا السعيدي في ركن بلوري من الإذاعة الدولية … كانت الحجرة الصغيرة تضيق بأفراد من النخبة حقا … علي سعيدان الشاعر والفنان، شكري الباصومي الشاعر والصحفي، مولدي الهمامي بتاريخه الإذاعي ووجهه البشوش وضحكته التي تملأ المكان، وكلثوم طبعا بوجهها الطليق ولباسها شيه العسكري الذي تعلوه قبعة كوماندوس …
بعد النقديم قالت كلثوم إنها كانت في فترة تجميد بثلاثة أعوام من “بركات” ثورة 14، وإنهم أخيرا فتحوا أمامها الضوء الأخضر … وهي تريد أن تكون عودتها غير عادية … “تولك شو” فيه أسماء هي تراها رنانة وذات شأن، تحيط بها إحاطة المجموعة الشمسية بقرص الشمس … ووافقناها دون كبير تردد … أما أنا ورغم قراري الجازم أعلاه، فما أن رأيت هؤلاء وسمعت من هؤلاء، حتى نسيت حقدي كله في لحظة … على العمل الإذاعي طبعا … ورحنا في الإعداد لما يمكن أن يكون عليه مشروعنا، مشروع إعادة نجمة مظلومة، إلى دائرة الضوء التي أقصيت منها ظلما …
وانطلقنا بعد أسيوع أو اثنين … كانت البداية حافلة بنا الخمسة … وبعد مدة انسحب اثنان وأضيف واحد مكانهما … واستمررنا 22 شهرا بالصيف والشتاء، برمضان والإفطار، بموعد شبه يومي، بمواضيع لا حصر لها … وغاب أناس وحضر أناس، ولكن أكثر من حضر وقبل الأوقات وبعدها، بقيت أنا والمولدي الذي كنت أقضي ساعات الإعداد والانتظار بمكتبه نتحدث في كل شيء تقريبا … أخبرته عما فاته من سيرتي منذ تخرّجنا ووجدته متابعا وفيا لما كتبت، وعرفت منه ما فاتني من أحواله وتطوراته في تلك العهود والعقود … منذ دخوله متدربا في بداية الثمانينات، إلى مروره بمرحلة رئيس جمهوريتنا الأول ورئيسنا الثاني، إلى هجرته في ألمانيا الغربية، إلى تحمله المسؤوليات من أدنى درجة إلى أرفعها، وصولا إلى الثورة وتنكيلاتها وقد عانى منها هو أيضا …
ورغم ما زخرت به هذه الفترات من أفراح وأتراح، فقد كانت للمولدي طريقته الخاصة في التعليق والتعبير … كان يسخر من كل شيء ويجد زاوية تنكيت في أية حادثة … ويروى لي كمّا من النوادر التي تخللت وجوده في أهم مصادر الخبر، في غرفة الأخبار، في مكاتب المديرين، في دواوين الوزراء، في منائي السفراء، في محافل العرب والعالم، في القصر الرئاسي حيث كان مثلا شاهدا على مقابلة الزعيم بورقيبة العاصفة مع سفير أمريكا غداة عدوان حمام الشاطئ 1985 … مع طائفة من الطرائف حول جميع هؤلاء الساسة، وحول أكبر نجوم الإذاعة والتلفزة الذين لحق بمعايشتهم، وحول كواكب الفن زمن كانوا يملؤون ردهات الإذاعة ومقهاها وشوارعها الجانبية وكامل حي “لافاييت” مرحا وصخبا ومناوشات ومواقف …
حصصنا الإذاعية المشتركة كانت بمثابة العيد بما تحمله الكلمة من معان تونسية … فيها الأصوات المتقاطعة التي لا تخلو منها لمّة من لمّات بلدنا، فيها الإفادات كل بما جاد علمه أو تخيل ذلك، وفيها المراوحة بين الجد والهزل، وفيها الهراش بين من يكتسي رداء المسؤولية (هو) وبين من يرفض المنظومة برمّتها (العبد لله) … ويتطوّر ذلك في “الأوف” فأتهمه بأنه من أبواق السلطة، فيردّ عليّ بأنني يساري متخلّف … وفجأة يعلو من القاعة الفنية نغم إيقاعي مما يختاره لنا مخرج البرنامج، فيترك المولدي كل شيء وينغمس في رقصة شعبية متخمّرة، تحت قهقهاتنا وتصفيقنا الحار …
اختلفنا طويلا واتفقنا آخرا وفي كل مرة … ولكن أبدا أن حصل بيننا جرح أو شرخ … كان دائما يجد الكلمة المناسبة لكي يقول إنك على حق في مكان ما، أو إنه قصد خيرا ويعيد صياغة رأيه، أو يبعثني أقضي إذا لم يعجبني العجب … فلا نتمالك من الانفجار ضحكا … كان هكذا مع كل الذين تعامل معهم أيضا … رؤساء ومرؤوسين … ولطالما وجدت في مكتبه أو أثناء تجوالنا بين المعابر والطوابق، وجوها وقامات من تلك الدار تثني عليه وتعانقه معانقة الخلان رغم ابتعاده عن كل منصب تلك المدة حتى تقاعده … أجواء المرح والصراحة والعمل الكثيف هي نفسها وهم يشهدون ويمتنّون … أسس في الإذاعة وأنجز وكانت لفترات حكمه إضافات ووقفات مجد كم حدثوني عنها، وكم رأيت منها … حاول إعادة وهج الأغنية الإذاعية وجهّز استوديو من أحدث ما يكون وقد زرته منبهرا … ولكننا نعرف أن الخلف لا يبقي شيئا كثيرا مما يبنيه السلف …
كان ذانك العامان (2014 ـ 2016) من أخصب المدد التي عشتها بمرافقة العشير الذي غاب عني سابقا وحضر بقوة أيامها وفي ما بعد إلى حد البارحة … طاف بي في مجاهل مبنى الإذاعة السحيق، الخاوي في معظمه والعابق بألف تاريخ، من الباب المهيب الذي يفتح مرة ويغلق مرات على شارع الحرية وحلاق المذيعين الراحل، إلى البهو الملكي وتلك اللوحة الخزفية من روائع زبير التركي، إلى البيانو العتيق الذي ما زال صامدا ويجلس إليه صاحبنا و ينقر عليه نقرات عازف هاو، إلى الطوابق العليا ومكاتب مجلة الإذاعة المهجورة حيث استذكرت أيامي الشابة مع صالح جغام رئيسا للتحرير وأسطورة حظيتُ بصحبتها … هنا كان مكتب صالح … هنا كان بوراوي بن عبد العزيز … هنا كان فريد بالقايد، هنا كان المصور إلياس والكاتبتان الرقيقتان سميرة ومامية … كنت أتنهد مع ركامات الأنقاض والعلب الملقاة أرضا وبقايا أوراق قد يكون لي منها شيء … وكان يسخر كعادته ويجد في هذا الخراب ما يسلّي وما يستدعي لمحة جذلى وخاطرة ظريفة …
ورغم انتهاء المكتوب بشكل درامي مع برنامج كلثوم الناجح، فقد بقيت الصلة مع مولدي مستمرة ويومية تقريبا، بالحضور أحيانا، وبالتلفونات المطولة في غالب الوقت … وحين جاءت ولادة “جلنار” كان المولدي من أول المؤسسين والمحررين … وانتظمت كتابته الخبيرة شهورا وأمتعت قراءنا بصفحات من عمر الإذاعة وعمر صديقنا الطريف وألأستاذ في آن … كنت أتعلم منه ومن تجاربه الطامية، وكان رغم فذلكته الأبدية حصيفا ناصحا موزون المواقف عارفا بقدره محترَما ومحترِما … وكانت مكالماتنا غذاء روح لي، رغم أن آخر السنوات حملت لرفيقي عذابات لا أدري كيف احتملها … من وفاة والدته وأخيه أيام كوفيد، إلى أوجاع هذا المرض الذي تعب أولا في تشخيصه الصعب، ثم في اكتشافه وعلاجه، ثم في نُذر النهاية التي يبدو أنه استشعرها ولم نشعر …
لروحك ألف صلاة وألف زكاة وألف قبلة طاهرة … وها أني أقول لك أخيرا ما لم أقله في حياتك، ولو قلته لضحكت مني وشتمتني كما أعرفك … الله كم أحببتك أيها الصافي الذي لا يعكّر مراياه حدث مهما جلّ … ولكنك دون أن تدري كسرت بعضا من فؤاد لا أظنه سينجبر قريبا …
رحمك الله عشيري …

تصفح أيضا

عبد الكريم قطاطة:
في مارس 2003 وكما ذكرت في الورقات السابقة انغمست انغماسا كلّيا في التعرّف على ديني… وبعد اشهر فهمت قول خالقي (وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُون)…

نعم فهمت انّ خالقي اراد ان يعوّضني في تلك الفترة عن ما عشته من تجاذبات ومشاكل لا حصر لها مع مديري انذاك سامحه الله وغفر له… ورغم انّي غادرت مصلحة البرمجة كرئيس لها وغادرت قبلها المصدح رغم عشقي الكبير له ووقعت تسميتي على رأس مصلحة الانتاج التلفزي، لكنّ كلّ ذلك حزّ في نفسي وبكلّ ألم… الاذاعة والمصدح كانا بالنسبة لي عشقا لا يوصف… لكنّ الله اجابني وانا اطّلع على قرآنه العظيم بالقول (وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم) اذ انّ نقلتي مكنتني اوّلا من الاقتراب من خالقي ومكنتني كما ذكرت من سلام روحيّ داخلي عوّض عليّ كلّ ما اعتبرته خسارات…
وبقيت منذ مارس 2003 حتى يوم 23 اكتوبر من نفس السنة في قطيعة تكاد تكون كلّيا مع مديري… هو على حالو وانا على حالي لا واحد يجي على ساحة لوخر… يوم 23 اكتوبر 2003 مدّتني سكرتيرتي بظرف يحمل شيئا من مديري… فتحته فوجدت فيه السيد عبدالقادر عقير يستجوبني عن الاسباب التي جعلت من وحدة الانتاج التلفزي لا تنتج… في البداية اعتبرت انّ تساؤله مشروع جدا واجبت مفسّرا ذلك يثلاثة اسباب… السبب الاول انّ الوحدة لا تملك ضمن العاملين بها فريق اخراج اي على الاقلّ مخرجا وكاتبة مخرج… والانتاج طبعا يتطلب حتمية وجود هذين الاختصاصين… السبب الثاني انّ وحدة الانتاح غير مدرجة ماليا في ميزانية اذاعة صفاقس فكيف يمكن لها ان تؤمّن حتى الحدّ الادنى من نفقات الانتاج؟… والسبب الثالث انّي توجهت الى رئاسة المؤسسة بتقرير كامل عن وضعية وحدة الانتاج منذ الاسبوع الاول من مباشرة مهامي على رئاسة مصلحة الانتاج بها، لكن لا حياة لمن تنادي… و لتلك الاسباب اقتصرت اعمال الوحدة على بعض الريبورتاجات الاخبارية او نقل بعض المباريات الرياضية…
وتصورت انّي بردّي هذا اغلقت الملفّ… لكن ما ان حلّت سنة 2004 وبالتحديد في 3 فيفري حتّى مدّني الزميل الشاذلي الغريبي رئيس مصلحة الشؤون الادارية والمالية بنسخة من مراسلة ادارية وصلته من السيّد المدير مضمونها الآتي حرفيّا: من مدير اذاعة صفاقس الى رئيس مصلحة الشؤون الادارية والمالية …الموضوع حول مواظبة مسؤول… أما نصّ المراسلة فيقول: (وبعد… فانّ بعض المسؤولين يعمدون الى عدم احترام التوقيت الاداري، من ذلك انّ السيّد عبدالكريم قطاطة رئيس مصلحة الانتاج التلفزي يعمد الى الالتحاق بعمله متاخّرا ومغادرته له مبكّرا… ادعوكم الى وضع مواظبته تحت المراقبة وموافاتي اسبوعيا بتقرير مفصّل في الغرض وخصم ما يجب خصمه من رصيده في الاجازات السنوية والسلام)…
اشنوة معناها؟ تقولشي مجرم خطير يجب ان يوضع في غوانتنامو وتحت حراسة مشدّدة زادة… تتذكروا اني في ورقة ما، قلتلكم علاقتو بيّ منذ خلافنا معا يمكن تلخيصها في (قاتلك قاتلك) ؟؟.. هاكي هي … اذن هذا يعني انّ المدة الماضية كانت استراحة محارب فقط… بل والانكى انّ احد الزملاء اسرّ لي بانه توعّدني بالقول (والله اللي ما نخرّجو من الاذاعة قبل التقاعد)… للامانة وقتها لم اردّ الفعل بتاتا الم اقل لكم انّ الايمان العميق يمنحنا السلام الروحي؟… بل عندما اسرّ لي احد الزملاء بقسمه ذاك ضحكت وقلت له بالحرف الواحد: الله وحده هو من يُحيي ويُميت… وقررت وابتعادا عن مزيد من المشاحنات وتعكير الاجواء ان اتقدّم برخصة مرض لمدّة شهر علّني اُريح واستريح… وكان ذلك…
نعم لم اكن مريضا ولكن تعاطف الطبيب الذي هو يوما ما، كان احد مستمعيّ وواكب مسيرتي بهضابها وسهولها، لم يتأخّر لحظة واحدة في مدّي بتلك الرخصة المرضية لمدة شهر كامل… بل وابى بشكل بات ان يأخذ منّي ايّ ملّيم مقابل كشفه… وسلّمت الشهادة الطبية للمصلحة المالية والادارية تجنبا للقاء مديري في تلك الظروف… ولبثت في منزلي لا اغادره الا لشرب قهوة سريعة والعودة اليه… وفي اليوم الثالث من اعتكافي فوجئت بجرس المنزل يدقّ… خرجت لاستطلاع الامر فاذا به رجل محترم يقدّم لي شخصه كطبيب مرسل من ادارة اذاعة صفاقس للقيام بما يسمّى الفحص المضادّ حتى يقوم بعده بكتابة تقريره الطبي لادارة اذاعتي… ضحكت بكلّ هدوء وقلت له تفضّل وقم بعملك… كان صوتي الداخلي يقول (اكتب يا حسين انا متيقن من النتيجة)…
وتوجهت ادارة اذاعة صفاقس بمراسلة لرئاسة المؤسسة مرفوقة بتقرير الفحص المضادّ وكانت النتيجة ان رفضت المؤسسة رخصة مرضي وإن منحتني الحقّ في 13 يوما خُصمت مما تبقى لي من عطلتي السنوية وكذلك خصمت 17 يوما من مرتّبي الشهري… قبلت القرار بصدر رحب وقلت في نفسي وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير ولكم… والحمد لله بفضل صبر عائلتي وتآلف البعض من اهلي واصدقائي لم ابت وعائلتي ليلة واحدة وفي كلّ ازماتي مع مديري الاذاعة، دون عشاء… وصبرت على كلّ المحن… لكنّ مديري رحمه الله وغفر له واصل سلوكه معي ودائما من صنف قاتلك قاتلك… ومما زاد ألمي وحزني انه وعندما انتقلت عيادة الى جوار ربها يوم 30 مارس 2004 هو لم يكتف فقط بعدم زيارته لي لتقديم التعازي بل كلّف البعض بتسجيل اسماء كل من يحضر موكب العزاء… هم كانوا في نظره خونة له وانصارا لعبدالكريم …
ولعيّادة طبعا حضور مؤكّد في ورقتي القادمة… ايماني العميق بالله وبقضائه واقداره وبكل امانة كانت رافدا لصبري في فقدان عيادة رحمها الله… ولكن ألمي بعد فقدانها اوعز لديّ رغبة شديدة في اطلاع رئيس المؤسسة على كلّ ما عانيته… فكان ان قررت ارسال مكتوب لرئيسها انذاك اعلمه فيه بكلّ ما حدث مع مديري منذ توليه ادارة اذاعة صفاقس بحلوها ومرّها… والله يشهد على انّي لم اكذب عليه اطلاقا… واكّدت له انّي رئيس مصلحة الانتاج التلفزي على الورق فقط… وأن كلّ مكاتيب المدير لوحدة الانتاج التلفزي لا تصلني البتّة بل كان يرسلها لرئيس المصلحة التقنية… الاعداد التي يضعها رئيس المصلحة للمنضوين تحت مسؤولياته سواء المتعلقة بمنحة الانتاج او بالاعداد المهنية لم اعد مكلّفا بها… بل الادهى انّ اعدادي المهنية ومنذ كنت اشتغل في المؤسسة الأم في بداية السبعينات ورئيسي المباشر سي ابراهيم الغضاب اطال الله عمره شاهد على ما ساقول… اعدادي لم تنزل يوما عن 100 بالـ 100 .. لكن الآن ومنذ تعكّرت علاقتي بمديري سي عقير، اصبحت اعدادي المهنية من هواة الهبوط ودون باراشوت… الى ان وصلت الى 80 بالـ 100…
المكتوب كان طويلا ومطوّلا ولكن اردت من خلاله ان اقول لرئيس المؤسسة مادمت لا اقوم بايّ عمل في مصلحة الانتاج التلفزي فما الفائدة من وجودي هناك؟ اليس الاجدى تعيين زميل في مكاني حتى تستفيد الوحدة منه؟ واقسم بالله اني كنت صادقا في ذلك… للامانة ليست لي ايّة فكرة عن كيفية تعامل الرئيس المدير العام مع مراسلتي تلك… ولكن فوجئت يوما بالزميل والصديق صادق بوعبان يكلمني هاتفيا ويطلب منّي ان اقبل رجاءه والمتمثل في تدخله بيني وبين مديري كواسطة خير لرأب ما تصدّع… وقال انه مستعدّ للمجيء إلى صفاقس للقيام بهذه المحاولة شريطة ان يتلقّى موافقتي… الزميل الصادق بوعبان عرفته منذ عملنا معا في جريدة الأيام وعرفته كمنشط في اذاعة المنستير وعرفته عندما اشتغل بالمؤسسة الأم مديرا لقناة 21 ثم للتلفزة الوطنية الاولى… ليس بيننا سوى الودّ والاحترام وبيننا ايضا تقاطعات في عديد الافكار والمواقف…
ضحكت ضحكة مختصرة وصمتّ قليلا… فاردف خويا الصادق بالقول: (انا نعرفك ونفهمك اما اشنوة خاسرين كيف نعملو محاولة صلح؟ انت صديقي وسي عبدالقادر صديقي وانا نحبّ نصلّح بيناتكم)… قلت له (خويا الصادق رغم اني مانيش متفائل برشة بالنتيجة متاع القعدة، اما مرحبا بك طلبك غالي)… واتفقنا على اليوم والتوقيت… وجاء ذلك اليوم وشرفني زميلي الصادق بزيارته وكان اللقاء الثلاثي… نعم تمّ ذلك اللقاء ولكن ما تمّ بعده وفي نفس اليوم غيّر مجرى الاحداث تماما ..
يااااااه على اقدار الله ..نعم، قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلاّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا (سورة التوبة آية 51) …. لا تقلقوا كثيرا غدا باذن الله تتواصل الحكاية في الورقة 112… قولوا عاد ما نحبكمش ترا…
ـ يتبع ـ


محمد الأطرش:
طالب منذ أيام نائب فرنسي في البرلمان الأوروبي بإعادة تمثال الحرية إلى فرنسا… واعتبر البعض هذه الدعوة والحملة التي أطلقها رافائيل غلوكسمان، استفزازية إلى ابعد الحدود… لكنها في نفس الوقت غير مبررة…

ورغم كل هذا فإن إدارة ترامب نفسها، من خلال بعض التصريحات والمواقف المبدئية والقرارات التي صرّح بها ترامب، تعطيها بعض المصداقية والشرعية… علما بأن تمثال الحرية هو هدية من فرنسا للولايات المتحدة الأمريكية بمناسبة الذكرى المائوية لإعلان استقلالها… ويحتوي الاسم الكامل لذلك التمثال على السبب الذي من أجله قدمته فرنسا إلى الولايات المتحدة بمناسبة مائوية استقلالها، وهو “الحرية التي تنير العالم”… ويعتبر صاحب الدعوة إلى إعادة التمثال والذين معه، أن ترامب أطفأ نور تلك الحرية التي أهدت من أجلها فرنسا ذلك التمثال لبلاد العمّ سام… ترامب قرر تعليق وكالة التعاون “يوسايد” التي أسسها جون كينيدي منذ 64 عامًا… وهذه الوكالة كانت لفترة طويلة من أهمّ القوى الإنسانية القليلة التي تحسب على ما يُسمى “الإمبريالية الأمريكية”، لأنها كانت تقدم مساعدات إنسانية وتدعم التنمية في مئات الدول الفقيرة حول العالم، ففي سنة 2024 فقط، قدّمت الوكالة مساهمات تقدر بحوالي 72 مليار دولار…
إلغاء هذه الوكالة يعني إيقاف المساهمة والدعم للآلاف من البرامج والعقود في جميع أنحاء العالم… برامج وعقود كانت تهدف إلى توزيع الطعام، وتقديم الرعاية الصحية والتعليم، ومكافحة تهريب البشر… إضافة إلى تسبب هذا القرار في فصل وتعليق عمل الآلاف من الموظفين بشكل دائم…
وتقول منظمة “أطباء بلا حدود” التي تأسست على يد أطباء فرنسيين إن هذا القرار قد يقتل ملايين الأشخاص المصابين بفيروس الإيدز وغيرها من الأمراض الخطيرة، وقد تقتل أيضا الآلاف من الأطفال المصابين بالملاريا، واللاجئين والنازحين… فالمشهد الإنساني اليوم سيتغيّر في العشرات من الدول الفقيرة وفي كل مكان في العالم حيث كانت هناك لافتات تعلن للفقراء والمستضعفين أن “الديمقراطية الأمريكية” قد جاءت لمساعدتهم… هذه اللافتة لن تكون موجودة مستقبلا… ترامب ألغى كل عمل انساني كان يميّز أمريكا عن الكثير من الدول التي كانت تدعي الديمقراطية وترفع شعار حقوق الانسان… وقد يكون أغضب جون كيندي في قبره… هذا إن كانت طبعا نوايا الرئيس الراحل جون كيندي إنسانية بالأساس قبل أن تكون حاملة لنوايا استعمارية…
ويعتبر قرار ترامب ترحيل مئات الأجانب وطردهم من الولايات المتحدة سببا آخر من أسباب المطالبة بإعادة تمثال الحرية من بلاد العمّ سام غفر له… وقد تمّ نشر شريط قصير يظهر 250 فنزويليًا مكبلين بالأصفاد، يتم إجبارهم على الركوع ليتم حلقهم ثم اقتيادهم إلى الزنزانات منحنيين بزاوية 90 درجة… واعتبر هذا الشريط من كل مَن شاهده نوعا من الإذلال العلني… وقد قامت الحكومة الأمريكية بطرد هؤلاء استنادًا إلى قانون قديم يعود إلى أواخر القرن الثامن عشر حول “الأعداء الأجانب” (Alien Enemies Act) وهو قانون يسمح باعتقال وترحيل أفراد مشبوهين (لكن لم يُدانوا قط) دون محاكمة، وذلك في حالة الحرب أو الغزو من قبل دولة معادية…
كما يعتبر قرار ترامب إغلاق “صوت أمريكا” و”راديو أوروبا الحرة “و”راديو آسيا الحرة” وهي محطات إذاعية بعضها تأسس سنة 1942 لمكافحة الدعاية النازية في أوروبا، سببا آخر في ما تقدّم به النائب الفرنسي… وقد كانت هذه المحطّات الإذاعية أداة إعلامية ونضالية حاسمة في الحرب الباردة من خلال وصولها إلى ملايين الأشخاص الذين كانوا يعيشون تحت الأنظمة التي تسيطر عليها الرقابة السوفياتية المستبدة… وكانت تبث بـأكثر من أربعين لغة وتهدف إلى جعل العالم أكثر حرية، من خلال تقديم الأخبار الموثوقة لأولئك الذين لم يكن لديهم مصدر لها… لكن اليوم والآن على تردداتها، يخيّم الصمت… وقد وصف مدير إذاعة أوروبا الحرة قرار ترامب بالهدية العظيمة لأعداء أمريكا…
قرارات ترامب لا رائحة للحرية فيها ولا تتقاطع ابدا مع الأبيات التي في اللوحة التي توجد أسفل تمثال الحرية… والتي تقول فيها إيما لازاروس، الشاعرة الأمريكية ذات الأصول اليهودية: “هلموا إليّ أيها المتعبون والفقراء، والجموع الحاشدة التواقة إلى استنشاق الحرية”…
فهل تعود الحريّة مكبّلة بالأصفاد إلى منزل أهلها باكية نادبة حظّها؟…

جور نار
رحم الله كلبة نجيب الريحاني…
نشرت
قبل 7 أيامفي
15 مارس 2025من قبل
محمد الأطرش Mohamed Alatrash
محمد الأطرش:
وأنت تعبر من شارع إلى آخر…وأنت تقف في طابور تنتظر دورك للفوز بعلبة حليب… وانت تسأل عن ثمن كيلوغرام من لحم خروف لا تلتقيه إلا يوم عيد الأضحى… وأنت تجوب أروقة الفضاءات التجارية الكبرى تغني “اش جاب رجلي للمداين زحمة… واش جاب قلبي لناس ما يحبوه”…

وأنت أيضا تتجول في شوارع وأنهج وأزقة فضاءات التواصل الاجتماعي… وأنت تركب الحافلة لتعود إلى منزلك محمّلا بما كسبته من الوقوف لساعات في طابور أطول من بعض قطاراتنا التي نسعد حين نراها لأنها تذكرنا بقطارات أفلام الوسترن والغرب الأمريكي في أواخر القرن التاسع عشر… وأنت تدخل يدك جيبك لتبحث عمّا تبقّى من مرتبك الموؤود الذي لبّي داعي ربّه قبل أن يولد… وأنت تفعل كل هذا وأكثر من هذا تستغرب وتسأل نفسك أين أنا؟؟ أين نحن؟؟؟ اين اختفى التونسي الذي كان يعيش على هذه الأرض… التونسي المتسامح والمتصالح… التونسي الذي يحب جاره ويسأل عنه؟؟؟ أين رحل التونسي الضحوك دائم الابتسامة؟؟ اين نحن؟؟؟ اين أنا…أين أنت…أين أنتم…أين هم…أين بعضنا…أين ذهبنا…واين غرقنا؟؟؟ أين ما كنّا ننعم به من طيبة واخلاق؟؟؟
وتعيدها… اين… وأين… وأين… وقد تلعن… وتلعن… من أوصلنا إلى ما نحن فيه وما وصلنا إليه من حقد وكراهية وفتنة… وما أصبحنا نضمره لبعض البعض… جميعنا دون استثناء يخرج من منزله متأبطا شرّه خوفا على فتات الخير الذي لا يزال يعيش داخله… جميعنا يبحث عن نفسه التي أضاعها… عن أخلاقه التي باعها… جميعنا نبحث عن تاريخنا الانقى والأجمل من حاضر شوهناه دون أن نعي خطورة ما أتيناه… بعضنا يحقد على التاريخ لأنه لم يكن فيه ولا من بُناته… وبعضنا يلعن الحاضر لأنه ليس منه ولأنه كشف للناس عوراته… وبعضنا يلعن الجميع وكل الأزمنة وكل الناس ويتهمهم بالفساد والخيانة والعمالة وهو الذي يسهر حتى ساعة متأخرة مع أصحاب السوء يضمرون شرّا للحاضر ويسيئون ويشيطنون الماضي ويعبثون ويتلاعبون بالمستقبل…
كلُنا نبحث عن كُلِنا… بعضنا لا يزال ينام في الماضي ولا يريد ان يغادره… وبعضنا يصفّق ويصرخ بأعلى صوته داعيا لـــ”مولاه” ومفاخرا بحاضره فقط لأنه انتقم له من ماض وتاريخ لم يكن فيه… والسؤال الذي وجب أن نلقيه على بعضنا البعض هل هذه أخلاقنا وما كنّا عليه وما ولدنا عليه ما عرفنا أهلنا عليه؟؟ سؤال لا يمكن أن تجد له إجابة وأنت تقرأ قصصا واقعية عن الكلاب تجعلك في حيرة من أمرك… لتسأل دون خجل: أين نحن من أخلاق الكلاب، كل الكلاب؟
لعل بعضكم قرأ عن الكلب “هاشيكو” الذي توفي سنة 1935… هذا الكلب وهو من سلالة “أكيتا اينو” اليابانية كتب اسمه في التاريخ لأجيال قادمة من الحيوان والبشر… فهاشيكو هذا كان وفيّا لصاحبه ومشهورا بولائه غير العادي لسيده الأستاذ “هيديسابورو أينو”… وكان يرافق صاحبه يوميا إلى محطّة شيبويا في طوكيو ويبقى في انتظاره هناك حتى يعود… حتى بعد وفاة “أينو” المفاجئة سنة 1925 بقي هاشيكو لمدة تقارب العشر سنوات ينتظر في نفس المكان الذي كان ينتظره فيه… كان المسكين يظنّ ان سيّده سيعود، ولم يكن يعلم أن من يموت لا يعود… هاشيكو استمر على تلك الحال، يعود إلى نفس المكان حتى ساءت صحته ومات… فهل نحن بأخلاق ووفاء هذا الكلب ؟؟ لا… نحن كنّا بأخلاقه لكن اليوم لا… ونحن كنّا بوفائه واليوم لا وفاء لنا…
ولعل بعضكم أيضا يعرف قصّة كلبة نجيب الريحاني أحد أبرز رواد المسرح والسينما في الوطن العربي… كان الريحاني يقيم في شقة بإحدى عمارات القاهرة… وكانت كلبته تصاب بنوبة جنون كلما رأت كلب إحدى جاراته، فتهجم عليه محاولة الفتك به وكان الريحاني يعاني كثيرا مع جارته من اجل فضّ الاشتباك وإنقاذ كلب جارته المسكين… وفي احدى الليالي دخل الريحاني رحمه الله المصعد ومعه كلبته، فوجد جارته هناك ومعها كلبها المسكين… وقف الريحاني وجارته في حالة تأهب قصوى للتدخل في صورة انقضاض الكلبة على الكلب فلم يحصل شيء مما كان الريحاني وجارته يخافانه… فالكلبة لم تحرّك ساكنا كما كانت تفعل دائما ولم تنبح ولم تحاول الانقضاض على كلب جارة الريحاني بل تقدمت نحوه في هدوء وأخذت تلحس شعره في حنوّ شديد ورقّة غير طبيعية…
استغرب الريحاني الامر وسأل جارته ما الحكاية؟ فأجابته وهي لا تقلّ عنه استغرابا ودهشة وقالت: إن الكلاب أنبل من البشر أحيانا… لقد أصيب كلبي بالعمى منذ أيام… وشعرت كلبتك بما حدث له فلم تشمت… ولم تنتهز الفرصة للهجوم على عدوها… بل تقدمت إليه حزينة لأجله ومتضامنة مع وجعه وما هو فيه كما ترى وها هى تحاول مواساته بلحس شعره… تجمّد الريحاني مكانه وأخذ يتأمل، ودخل شقّته… وأخذ يبكى… علما بأن كلبة الريحاني ماتت قبل وفاته بثلاثة أيام… أتدرون ماذا يمكن أن يقول احد ممن تحدثت عنهم لو أصاب أحد خصومه ضعف البصر فقط … سيقول متشفيا: “يعطيه عمى”!
ألاحظتم الفرق بين أخلاقنا وأخلاق كلبة الريحاني؟؟ فهل أخلاقنا اليوم كأخلاق هذه الكلاب التي ذكرت في ما رويت؟؟ نحن لم نعد نحن… نحن شعب يُذنب بين كل صلاتين ليطلب المغفرة آخر كل صلاة… نحن شعب يسعد لموت خصمه… ويشرب على نخب اعتقال جاره… ويظهر الشماتة في كل من يختلف معهم إن اصابتهم مصيبة… هكذا نحن اليوم… فأين نحن من أخلاق الكلب ابن الكلب… أم هل سلكنا الطريق التي قال عنها سيّد حجاب: (ليه يا زمان ماسبتناش أبرياء… وواخدنا ليه في طريق مامنوش رجوع ؟؟)
في الأخير… رحم الله كلبة نجيب الريحاني….


مهرجان المدينة بالقيروان: تصوّف وغناء… واحتفاء بالمسرح وأهل المسرح

قيس سعيد يقيل رئيس الحكومة… ويعين سارة الزعفراني خلفا له

مرّ من التهديد إلى التنفيذ… ترامب يلغي وزارة التربية!

السودان: الجيش يتقدم نحو القصر الرئاسي… الذي تتحصن به “قوات الدعم السريع”!

13 مصابا جرّاء صاروخ يمني على الكيان ومطار بن غوريون
استطلاع
صن نار
- ثقافياقبل 23 دقيقة
مهرجان المدينة بالقيروان: تصوّف وغناء… واحتفاء بالمسرح وأهل المسرح
- تونسيّاقبل 15 ساعة
قيس سعيد يقيل رئيس الحكومة… ويعين سارة الزعفراني خلفا له
- صن نارقبل 15 ساعة
مرّ من التهديد إلى التنفيذ… ترامب يلغي وزارة التربية!
- صن نارقبل يوم واحد
السودان: الجيش يتقدم نحو القصر الرئاسي… الذي تتحصن به “قوات الدعم السريع”!
- صن نارقبل يومين
13 مصابا جرّاء صاروخ يمني على الكيان ومطار بن غوريون
- صن نارقبل يومين
تركيا: احتجاجات شعبية عارمة… بعد حملة اعتقالات طالت معارضين لأردوغان
- جور نارقبل يومين
ورقات يتيم… الورقة 111
- صن نارقبل 3 أيام
مكالمة بين بوتين وترامب… قد تحسم مآل حرب أوكرانيا