جور نار

عربيا… ماذا بعد مجازر غزة؟

نشرت

في

شيخوخة جامعة الدول العربية

تعيش القضية الفلسطينية حلقة أخرى من مسلسل المجازر التي فاقت مجازر النازية سنوات الحرب العالمية لكن هذه المرة اختلف الأمر.

<strong>محمد الزمزاري<strong>

إذ لم تمر أحداث غزة وحتى الضفة الغربية مرور الكرام على مستوى الإعلام العالمي مثل مثيلاتها دير ياسين او صبرا وشاتيلا او العديد من المجازر و العمليات الاجرامية في حق الفلسطينيين من حرق و تدمير البيوت و افتكاك الأملاك و المنازل وامتلاء السجون بالشباب و الشيوخ وحتى بالأطفال و النساء. والاكيد ان وسائل الإعلام قد رفعت الغطاء هذه المرة وحركت الدوافع الإنسانية لدى جل شعوب العالم و حتى بعض الحكومات و أعضاء البرلمانات شرقا و غربا بل يمكننا حتى إضافة العديد من اليهود المنددين بهذه المجازر و ما رافقها من حصار وتجويع للمدنيين.

لعل ما يجلب الانتباه و يثير مزيدا من الاحباط و حتى النقمة لدى الشعوب العربية هو ما اعتمل و يعتمل لدى الحكام العرب من مواقف مخزية وجبانة وصلت إلى التورط والعمالة ضد الفلسطينيين وهو ما سيساعد على تغذية ذاكرة النقمة الشعبية لدى ناشئة الشباب العربي الذي ابتعد ابتعاد كليا عن عقيدة القومية العربية التى اكتسحت شباب سنوات الستينات او السبعينات ..لكن بالمقابل قربت نفس الاجيال من مفهوم احتلال فلسطين و نازية الصهيونية التي ترسخت في عقول هذه الاجيال الجديدة من الفلسطينيين الذين عايشوا اجرام الصهيونية الذي فاق بكثير محرقة هولوكوست في ألمانيا النازية.

ولعله لن يكون من المبالغة في شيء ان الكيان قد زاد في نحت منظومة المقاومة لدى الاجيال القادمة كما قد يكون قد اشاع مزيدا من الاحباط و النقمة و إعادة بؤر الإرهاب في العالم، و طرح القضية الفلسطينية بأكثر قوة لدى أجيال لم تعرف إلا القليل منها في عالمنا العربي و في بقية العالم بعد ان ترسخت صورة المحتل النازي و صورة المقاوم للاحتلال ضحية النازية. وهو تدرج إيجابي بالنسبة للفلسطينيين قد يؤتي ثماره لاحقا.

لكن اهم ما يمكن تسجيله أيضا هو مكامن نقمة جديدة تجاه الحكام العرب الذين ذكرناهم والذين لم يكونوا سلبيين فقط أمام المجازر التي قام و يقوم بها الكيان لكن أيضا تميزوا بدعمهم للكيان النازي و في أحسن الحالات بصمتهم أمام ما يجري .

ستشهد الساحة العربية لاحقا سقوط عدد من رؤوس حكامها التي اينعت و حان قطافها سواء بالاغتيالات او بالانقلابات او بمزيد انتشار الانتفاضات الخطيرة حتى لو البست أسبابها الاجتماعية المتعلقة بشظف العيش، لان الهوة أصبحت ساحقة إلى حدود الياس من عمامات و رؤوس احمرة تقودها ربطات عنق أمريكية و خرق طاقيات صهيونية.

إن موجات الانتفاضات قد أعلنت قدومها قريبا لتعصف بعدد من الملوك و الرؤساء العرب لكن الخوف كل الخوف هو ان تعيد هذه الانتفاضات شعوبنا إلى عشرية أخرى او لاشباح الاخوان الذين دمروا اوطاننا ..

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version