جور نار
ورقات يتيم … الورقة رقم 13
نشرت
قبل 8 أشهرفي
…تلك كانت رحلة الاكتشاف الاولى لمدينتي العتيقة من باب الجبلي حتى الباب الشرقي وبالتحديد نهج الجم حيث ماخور البغاء العلني والذي لم ادخله الا في السنة الرابعة ثانوي وللحكاية بقية عندما ابلغ تلك المرحلة …
سنتي الاولى في “الحي الزيتوني” شهدت هي ايضا مجموعة من احداث طفولية بحتة …لنبدأ بطريق المهدية (بالتحديد بساقية الدائر) حيث اقطن في غابة من غاباتها …في تعليمي الابتدائي لم اكن اعرف ساقيتي عميقا … دراستي الابتدائية كانت بساقية الزيت ويوم انتقلت لدراستي الثانوية كان الذهاب الى معهدي ايسر عبر ساقية الدائر …نعم انا كنت اسكن بين الساقيتين الا ان الخروج الى ساقية الدائر كان ايسر نظرا لعبوري اجنّة الجيران (دار غربال) بورك فيهم جميعا ورحم امواتهم ..كان قابض البريد بساقية الدائر (المرحوم علي غربال) من ضمن الجيران الذين اعبر جنانه … كان كثيرا ما يعبر عن تضايقه من عمله باعتبار سوء الظروف المهنية انذاك واستعماله للهاتف الاسود الذي كان يدير يده الجانبية طويلا حتى يحصل على الخط لطلب اي رقم .. وليعبر عن غضبه من عدم استجابة الهاتف له، كان يعيد دوما نفس العبارة: “ملا شكشوكة” مما جعل جل حرفائه يلصقون به لقب شكشوكة … وكان ينتظرني في المساء وانا عائد من المعهد ليرافقني حتى منزلنا اذا لم تستطع عيادة رحمها الله ان تاخذ لحافها (السفساري) وتنتظرني في محطة الحافلة (الشرطة) خوفا على ولدها الذي يخاف الظلام جدا …
سي علي هذا اكتشفت بعد سنوات انه هو ايضا يخاف ظلمة الليل وينتظرني حتى نترافق في الدخول الي سكنانا …وكنت كثيرا ما اتأخر في العودة بعد انتهاء الدروس لسببين ..اولهما اننا كنا نختار بعض السوّاق الذين نفضلهم على آخرين وخاصة “الغروبي” و”الحصايري” لا لشيء الا لبشاشتهما معنا ولسرعتهما في السياقة …وكنا ابدا مثلا ان نركب مع سائق نلقبه “الداڨرة” لانه كان عبوسا جدا وكان كلما تاخر احد في النزول اغلق الباب بنرفزة متمتما: ملاّ داڨرة …اما السبب الثاني الذي يجعلني (“ني” وليس “نا”) اتأخر عن اخذ اية حافلة فهو انتظار الحبيبة … نعم تصوروا طفلا عمره 12 سنة يحكي لكم عن حبيبة ….؟؟؟؟… هي تقطن بالساقية، بقلب الساقية، تشابكت عينانا مرة صدفة فابتسمت لي ……يااااااااااااااااااااه …. انذاك حضر على شاشتي البصرية كل ابطال الغرام في مجموعة جرجي زيدان وارتسمت على شاشتي السمعية كل اغاني الغرام وفي مقدمتها ودون منازع العندليب ‘بحلم بيك’ و’بتلوموني ليه’ اساسا …
اذن كريّم محب وعاشق وولهان ..لذلك كنت انتظر امّا خروجها من منزلهم لاخذ الحافلة التي تمتطيها فتاتي ..او انتظرها في المساء للعودة معا على نفس الحافلة حتى ولو كان سائقها الداڨرة… لست ادري اين اضع ذلك الحب او اصفه فقط لم يحصل اطلاقا ان سمعت صوتها او تحادثت معها او التقينا خارج جغرافية الحافلة ..فقط كنا نتخطّف احيانا نظرة اوابتسامة ويوفى الحديث (الذي لم يبدأ مطلقا) …من اجلها دخلت عالم الكشافة اذ انه بعد “تنسنيس” كريّم الطفل عرفت ان ابن عمها كشّاف …يا للكنز الذي عثرت عليه …عالم الكشافة عالم ثري جدا بالنسبة لي في ذلك الزمن خاصة وانا المعروف عني نشاطي وحيويتي ..رحّب بي القادة واقترحت عليهم مجلة حائطية اسبوعية لبعض الخواطر نتدرب على كتابتها جميعا …وصدر العدد الاول وكنت الوحيد الذي كتب فيها وكان العدد الاول والاخير لانني رسمت عليها حكاية عشقي لحبيبتي ..فكانت كتابتي فاضحة وموجّهة “عيني عينك” للحبيبة … فهم القائد (المنجّة انذاك) اطال الله عمره، فهم سرّي خاصة وهو يتابعني دون ان ادري في ترحالي معها في الحافلة ..
دعاني للقاء ثنائي وقال لي: “انا خوك الكبير ونحب ننصحك راني نعرف حكايتك انت وفلانة ..قريبها معنا في الفوج وسيذبحك لو كشف سرّكما …. انصحك بوضع حد للحكاية” … كانت صدمة مهولة بالنسبة لي ..لا خوفا من ابن عمها وسكينه بل كيف لسي المنجّة ان يتجرّأ ويتدخّل في شؤوني. ..؟؟؟ .. و”كبرت في دماغي” وقلت له: “مانيش عيّل ونعرف اش نعمل …انت قائدي فقط في الكشافة دون ذلك لا دخل لك في حياتي الخاصّة” … تصوروا كريّم وهو في الثانية عشرة من عمره له حياة خاصة، يعطيني للذبّان عمى! اوقفت الجريدة الحائطية التي كتب لها ان تكون عددا يتيما تماما مثل اغنية ثريا عبيد “عودتني ع الودّ”، وقررت ان اوطّد علاقتي بابن عمها وفعلا توطدت العلاقة وصرت من زائري منزل ابن العم طمعا في رؤية ابنة العم .. وما حبّ الديار سكنّ قلبي .. ولكن حبّ من سكن الديارا …
والغريب الذي لم افهمه لحد الان اني لم احظ ولو مرة واحدة برؤيتها خارج الاطار القانوني (الحافلة)!…فالكهوف التي تغلق فيها الابواب على الحريم وبنات الحريم امر معقول في ذلك الزمن.. حسرتي على كهوف تغلق على الادمغة والقلوب في زمننا الرديء هذا …ولم تتوقف الكتابة عندي … اصبحت اؤلف القصص الغرامية التي هي في جلها اقتباس لابطال الغرام لجرجي زيدان في مجموعته “فتاة القيروان”.”فتاة غسان” ..”شجرة الدر” ..17″ رمضان” ..”احمد بن طولون” ..”جهاد المحبين” وغيرها … والانكى اني كنت دوما اقدّم محاولاتي الكتابية للشيخ الاستاذ محمد قطاطة ابن عم الوالد رحمهما الله للاطلاع عليها وابداء رأيه فيها …وكان باسلوبه الهاديء الجميل يشجعني على الاسلوب ويضيف: “تبقّينا اكتب في مواضيع اخرى زادة” … يقولها ويمضي دون حتى مجرد النظر اليّ…
باختصار كانت تجربة طفولية بريئة جدا جدا جدا انتهت مع انتهاء السنة الدراسية …كيف لماذا …؟؟؟ صدقا لا ادري …
سنتي “الاولى ثانوي” شهدت ايضا حدثا لا ادري ما اسميه ..دعوني اختزله مرة اخرى في عبارة “اقدار” وستكتشفون ذلك ..الحدث في بداية سنتي الاولى في تعليمي الثانوي وبالتحديد في ديسمبر 1961 وفي الثامن منه، كان مولد اذاعة جهوية سمّيت على بركة الله ا ….ذ ….ا …ع ….ة …. ص…ف ….ا ….ق …س …آسف على تقطيع الكلمة …ولكن هو اسلوب للتعبير عن الألم من اناس قطّعوا اوصالها وعبثوا بها ..وهم لم يدركوا يوما انهم قطّعوا شرايين العديد من ابنائها ومن مستمعيها …سامحهم الله ….اذاعة صفاقس كانت بالنسبة لنا نحن في صفاقس مفخرة … نشأتها مفخرة .. لا فقط للجهة بل وللجنوب عامة ..عندما استمعنا للكبير الزميل احمد العموري يوم 8ديسمبر من دار البريد بطريق تونس وهو يعلن مباشرة عن افتتاحها ….كان عرسا بالنسبة لنا ..لم اكن ادرك كثيرا مغزى فرحة جل اهالي صفاقس بها انذاك لأن ابرتي كانت موشومة بالاذاعة التونسية وبالسيدة علياء اولا وبالبقية ثانيا …كنت احفظ من الاذاعة الأم عديد الاغاني _البوز انذاك في الاذاعة الوطنية (اش علينا لنعمة، لأ لأ ما نحبكشي لصفية شامية، أه يا خليلة لصليحة، والله ىالو ما نخاف من الله لنبيلة التركي، نصبر نصبر والصبر اولالي لاحمد حمزة، وريحة البلاد للجموسي طبعا… و كذلك بعض الاغاني الوطنية وفي مقدمتها انذاك “يا حبيب تونس يا عزيز علينا” و “ياسيد الاسياد” …
عندما استمعت لاذاعة صفاقس اول مرة اكتشفت الوانا جديدة لحمزة: “ارجع يا عمي يهديك” و”شدوها الخنابة”، ولصفوة “رد بالك رد”، ومبروك التريكي “يطول عمرك يا اميمة” …ولكن الاكتشاف الاهم كان الشيخ بودية في الفولكلور او في النوبات وخاصة سيدي منصور .. اذاعة صفاقس.في بدايتها لم ترق لي برامجها …وجدتها معلّبة جدا وجدّية اكثر من اللزوم ..ولعل اول برنامج استرعى انتباهي هو “الحان وطرائف” لعلي المكي رحمه الله … استرعى انتباهي لانه كان بلغة عامية بسيطة على عكس جل البرامج الاخرى التي انتهجت انذاك الفصحى فبقيت حكرا على النخبة …استمعت الى الحان وطرائف وهو برنامج اسبوعي خفيف يختتمه سيدي علي بلغز وهو عبارة عن احجية تنطلق من امثالنا الشعبية …يومها كان المقصود من احجيته “الهندي” … سارعت باخذ القلم لكتابة رسالة للبرنامج ذاكرا حلّ اللغز …وانتظرت موعده في الاسبوع الموالي وبدأ سيدي علي بذكر اسماء المستمعين الذين راسلوه …وفجأة …هاهو عبدالكريم قطاطة !…
فرحتي لم تسعني انذاك رغم انها كانت الرسالة الوحيدة التي ارسلتها لاذاعة ما في حياتي …هل تفهمون الان لماذا طيلة حياتي الاذاعية لم اهمل يوما رسالة واحدة وصلتني من اي مستمع كان ..؟؟؟ سعادتي التي احسست بها وسيدي علي يذكر اسمي اذاعيا هي التي كانت دائما حاضرة وبعمق كلما افتح الرسائل وهي بمئات الالاف طيلة مسيرتي … الرسائل في السنة الاولى من عملي باذاعة صفاقس كانت بمعدل 3 الاف رسالة اسبوعيا واقسم لكم بكل المقدسات اني لم اهمل طيلة حياتي رسالة واحدة لاني عشت تجربة ان يكون المرسل سعيدا حتى عند ذكر اسمه فقط … صدقا كان اهتمامي باذاعة صفاقس مقتصرا على جانب الاغنية فيها …وكنت اثناء راحة الغداء اذهب احيانا الى منزل اختي الكبرى بزنقة بن سعيد لاتغدى عندها و”اشويها”حسب تعبيرها لاني لا آكل من الخبز اللفيف الا “قرقوشه” الفوقي واترك لها البقية … كنت في منزلها افتح الراديو (راديولا) واستمع الى اغاني اذاعة صفاقس …ولا شيء غيرها …
وحدث ان ذهبت مرة الى منزلها فوجدت عمة زوجها ضيفة عندها وهي كبيرة في السن عزباء يخاف منها الجميع “عيشة راجل” شكلا ومضمونا … وكانت على بعد امتار من المنزل صالة تقام فيها الافراح وكانت “كسودية” عازفة البيانو الشهيرة “تشرڨع” بصوتها المبحوح دخانا ومشروبات لا علاقة لها بالبراءة ..وعمة رجل اختي تمتّع سمعها وتشنّفه بكسودية …ونظرا إلى ان مضخم الصوت كان يقلقني جدا كنت من جهتي استمع الى المذياع وهو “يشرڨع” بدوره حتى اخفي صوت كسودية …وعبثا حاولت العمة اثنائي عن صنيعي حتى اخفض من صوت الراديو ..عنايدي الله غالب… فكان ان دعت على كريّم دعوة قالت عنها امي عندما سمعتها: “اللطف على ولدي بعيد الشر عليه” … هل تدرون ماذا دعت العمة ..؟؟؟ نظرت اليّ عميقا وانطلقت كقطار سريع تتمتم وتهدر دون ان تحلّ رموز التمتمة او الهدير … نظرت اليّ شزرا وختمت اطروحتها بغضب شديد وهي تدعي: “برة يجعلك تطلع تخدم في الاذاعة” …
ياااااااااااااااااااااااااااااااااااه الم اقل لكم اقدار …
ـ يتبع ـ
تصفح أيضا
عبد الكريم قطاطة:
الحديث عن ايطاليا البلد الذي احتوانا في تدرّبنا بالراي اونو حديث يحتاج الى مجلّدات .. اليوم ساحدثكم عن ايطاليا والمعمار والجمال ..
لا نختلف في انّ جمال المدن الايطالية له رونق خاص وهذا ما دفع بالبعض وهو يصف بعض هذا الجمال يردد مقولات من نوع: (اشاهد فينيسيا، اي “البندقية” المدينة العائمة، ثم اموت) VEDERE VENEZIA E MORIRE .. … رغم انّ تاريخ هذه المقولة يؤكّد انها قيلت عن مدينة نابولي وليس فينيزيا ..ولانّ الجنوب كان ومازال ضحية التحيّل والظلم، تحوّل المثل الى البندقية … اي نعم كل جنوب قدره الاحتقار ..وحتى ايطاليا نفسها الواقعة في جنوب اوروبا يعتبرها الاوروبيون الاخرون حثالة اوروبا… رغم انهم يدركون جيدا انّ الفنّ خُلق في ايطاليا ..والسباغيتي ايطالية او لا تكون… والمثلجات بفففففففففف دنيا اخرى .. خللي عاد من الكورة المحنونة .. نودّكم ولا نشهّيكم ..
نحكي على اوروبا .. اما كي نحكيو على العالم كُرويا بالنسبة لي تبقى البرازيل عنوان السحر وتجي بعدها تونس (متاع الجرو والقادري!! .. ايّا نبدّلو هالصحيّن) .. في زمن ما… القرن الخامس عشر… اصبحت ايطاليا زعيمة العالم ورائدته في الفنون والثقافة ..وهو ما يسمّى عصر النهضة ..طبعا النهضة متاعهم موش النهضة متاعنا …ما اقرب طز لشرّڨ …في ذلك الزمن وتحديدا في افريل 1507 وضع البابا يوليوس الثاني حجر الاساس لبناء معلم الفاتيكان… والذي هو وبعبارة موجزة يمثّل مكّة بالنسبة للمسيحيين، لانّه مركز القيادة الروحية للكنبسة الكاتوليكيّة… وككل المشاريع الضخمة في المعمار كان عرضة للعراقيل لانّ بناء معلم الفاتيكان نهائيا لم يتمّ الا في 14 ماي سنة 1590 …
وكيف نكون في روما ولا نزور الفاتيكان؟ … الفاتيكان اصبحت فيما بعد اصغر دولة في العالم 0 فاصل 49 كيلومتر مربع مساحة… وسكانا لا يتجاوز تعداده 850 فردا ..هذه المعلومات اسوقها فقط للتذكير بها لكن ما هالني وانا ألج إلى كاتدرائية “الفاتيكان”سيكستين” هذا المعمار الضخم والرهيب …كنت اتساءل كيف للانسان في ذلك الزمن (القرن 15) ان يشيّد مثل ذلك المعلم وبذلك الحجم ..اعمدة رهيبة طولا وسُمكا .. كيف صنعوها ؟؟ كيف رفعوها وهي طولا بحجم عشرات الامتار وسُمكا بقطر دائري ضخم؟؟ .. بكلّ امانة لم ار في حياتي لا الواقعية ولا الافتراضية معلما بتلك العظمة… وهو مُحلّى بابهى الزخارف والفسيفساء اتسمعني ليونارد ديفنشي ؟؟ وبتماثيل عملاقة … قلت في بداية توصيفي له هذا المعلم الرهيب ..اي نعم ..رهبته تتمثّل في انّ كلّ من لا يحمل في قلبه ايمانا عميقا بالاسلام، قادر هناك في لحظات وجيزة ان يعتنق العقيدة المسيحية !…
معلم آخر وهو في قلب العاصمة روما لا يمكن لكلّ زائر للمدينة الخالدة ان لا يذهب اليه .. انها نافورة تريفي (لافونتانا دي تريفي) ..النافورة تُعدّ من اجمل نافورات العالم وهي من مواليد القرن السابع عشر واستغرق بناؤها 30 سنة… و منذ ولادتها ولحدّ الان ظلت محلّ رعاية واصلاح وتطوير (كيف المعالم التونسية اللي عندنا بالضبط قريب يطيحو على روسنا … وهي المصنفة في خانة “دار الخلاء تبيع اللفت”)… الشيء الخاص بنافورة تريفي انّها تختزن اسطورة منذ القدم ..فالسائح عند الوقوف امامها عليه ان يرمي بقطعة نقدية في فسقيّتها… حسب المعتقدات الايطالية، فإن القاء تلك القطعة النقديّة يحقّق لصاحبها كلّ ما يتمنّى وحتما سيعود لزيارة روما ..انا كنت طبعا من الذين القوا بالقطعة النقدية .. فقط لاخذ صور تذكارية … ولانّ نيتي كانت مخوّزة .. لم تتحقق برشة امنيات ومللي دفنوه ما زاروه …
الايطالي في حياته انسان (تعشقو عشق) يحبّ جدّا الحياة بكلّ ملذّاتها .. وفي نفس الوقت يؤمن بالعمل كقيمة حضاريّة ..الايطالي يمكن ان نفهمه من اغنية لـ”توتو كوتونيو” بعنوان (دعوني اغنّ)… لاشاتا مي كانتاري… لانه حتى وهو يتحدّث ويداه في حركات سمفونية رائعة، يغنّي .. حتى وهو يمشي (وهنا الاصحّ حتى وهي تمشي) هي تغنّي وترقص …الباعة الذين ينتصبون كلّ ايام الاسبوع في اماكن مخصصة لهم يعرضون بضاعتهم على الآخرين وهم يغنّون .. ربما هم من فهموا (المغنى حياة الروح … يسمعها العليل تشفيه ..وتداوي كبد مجروح ..تحتار الاطباء فيه ..وتخلّي ظلام الليل .. بعيون الاحبّة ضيّ .. شوي شوي شوي شوي غنيلي وخذ عينيّ) .. اصبحت لديّ شكوك في انّ الكبير محمود بيرم التونسي صاحب كلمات هذه الاغنية عمل حرقة في زمانو لايطاليا واستلهم من روح شعبها الفنان في كلّ شيء ..اغنية الستّ غنيلي شويّ شويّ …
وهنا يتوقف قلمي عن مواصلة الكتابة ..معناها بعد رائعة بيرم كلمة، وزكرياء احمد تلحينا، والستّ غناء نواصل انا في لغوي؟؟ عيب يا عبدالكريم عيب …
ـ يتبع ـ
جور نار
الدفعة الثالثة من الرد الإيراني… بالتزامن مع نتائج الانتخابات الامريكية أم قبلها؟
نشرت
قبل 10 ساعاتفي
4 نوفمبر 2024محمد الزمزاري:
لفت الانتباه تصريح المسؤولين الإيرانيين خلال هذه الساعات الأخيرة، وهم يشيرون إلى ان النسخة الثالثة من الرد ستكون اكثر شمولية وقوة…
ويعود هذا الاصرار إلى الضغط الداخلي وايضا بسبب الحرص الإيراني على المحافظة على صورة الدولة القوية اثر محاولة التقزيم الذي عمد إليها نتنياهو وكررها داخل حكومته اليمينية… وخاصة ما ذهب اليه من ان إيران لن تتمكن من استعادة قوتها الصاروخية الا بعد سنة على الاقل… وفي المقابل يرى صقور السلطة الايرانية ان التحديات الصهيونية لاذرعها في لبنان و اليمن و سوريا وتحديدا ضرب الفرع العراقي، تضع صورة إيران في موضع محرج لا حل لتجاوزه الا بضربة ثالثة اكثر دقة و قوة و شمولية… و قد يقصد قادة إيران من “الشمولية” تحريك صواريخ الحوثيين و العراقيين وحزب الله بنفس التوقيت.
ويبدو من خلال الأحداث التي باحت بها هذه الساعات مع تصريح نتنياهو عن ضرب كل دعم إيراني لحزب الله انطلاقا من سوريا، انه سيتوسع في استباحة الاراضي السورية عبر مضاعفة الاغتيالات و ضرب القواعد والمباني على شاكلة لبنان وغزة ما دامت “الثيران العربية” مكسورة القرون… والعارف بالعقلية الإيرانية يستشف من القرار المفترض بالضربة الثالثة رسالة واضحة المعالم للولايات المتحدة الأمريكية. لكلا المرشحين (هاريس او ترامب) اعتمادا على قناعة البيت الأبيض الذي لا يرغب في فتح جبهات قد تقود إلى مواجهات موسعة بالشرق الأوسط.والخليج…
و في نظرنا وبعيدا عما صرح به الايرانيون حول الرد الاسرائيلي او ما أكد الكيان دقته و تدميره لكل القوى الصاروخية الإيرانية، فإن دفعة الضربات الثالثة من جانب إيران لن تقع الا اذا ما اقتنع مخططوها بانها ستؤثر جديا على مجريات الحرب الدائرة، سواء بين الكيان والمقاومة او بين إيران واسرائيل…
لكن يبقى السؤال الأكثر طرحا هو: هل أن نتنياهو ـ بمغامراته التصعيدية هذه ـ سيستمر في نشر الرعب لدى مجتمع الصهاينة الذي انتخبه؟ وهل ستكون الضربة الإيرانية الجديدة سببا في ازاحته حتى قبل التحاق الرئيس(ة) الأمريكي(ة) الجديد(ة) بالبيت الأبيض؟؟
ملحوظة أخيرة: تكهنات جريدة جلنار حول نتائج الانتخابات الأمريكية… فوز هاريس بفارق طفيف.
محمد الزمزاري:
باعتباري اطارا سابقا بقطاع البريد، فقد آمنت دوما بأنه كان وأرجو ذلك لحدود اليوم مدرسة عتيدة تحظى بمكانة مرموقة بفضل دقة خدماتها و حتى تضحيات اعوانها من أجل اسداء خدمة ممتازة للمواطن.
كل ذلك رغم الازدحام الذي تشهده مكاتب البريد عموما وتنوع تلك الخدمات المالية منها، بالاضافة إلى المراسلات بكل اصنافها… وإذ احيي اطارات واعوان البريد الزملاء القدامى فانه حرصا على الصورة الناصعة للبريديين، لا يمكنني المرور مر الكرام على بعض النقاط السوداء التي صدمتني كمواطن راغب في قضاء خدمة او تسوية غلطة “لا ناقة له فيها ولا جمل” ! … و ربما تتطلب هذه النقطة السوداء التي عشتها خلال يوم الأربعاء الماضي، تنقية قطاع البريد مما علق به مثله مثل عديد القطاعات العمومية وربما الخاصة أيضا للوصول بنا إلى تحقيق إدارة وطنية في خدمة المواطن دون أي ارتخاء او تعطيل او بيروقراطية. ….
أعود لاسرد انه خلال الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء الماضي تقدمت إلى مكتب بريد سليمان 1 (الواقع قرب محطة النقل) لمتابعة مصير رسالة مضمونة الوصول مع الإعلام بالاستلام، كنت أرسلتها منذ. مدة ولم يتم اعلامي بالقبول من عدمه كما اني لم اتلق اي اعلام ( avis) على عنواني… ولدى استفساري بالنافذة تمت دعوتي لمقابلة رئيس المكتب وهذا يعد عاديا جدا ..قمت بالنقر على باب المكتب ثم انتظرت … واعدت الكرة مرتين في مساحة وقت تصل تقريبا إلى 20 دقيقة دون أية خلفية مادمت أدرك متطلبات العمل البريدي التي تشمل احيانا قبول احتساب رزم الأموال او اي أداء عمل اخر …
لفت انتباهي على الجانب الأيسر المحاذي لباب المكتب قلم تم ربطه بإسلاك حبل (سباولي) ازرق …وهذا أيضا لم. يتجاوز الا ابتسامة .. اطل السيد رئيس المكتب طالبا مني مزيد الانتظار ..وهذا أيضا شيء عادي رغم اني شاهدته وراء نوافذ المكتب للقيام بالتمام او توجيه مهني… اخيرا استقبلني السيد رئيس المكتب بطريقة جافة… لم أكن بحاجة لأي ترحيب قدر رغبتي في حل مشكلة رسالتي المضمونة الوصول التي لم أعلم عن مصيرها …
وفي واقع الأمر كنت لا انتظر حلا من رئيس هذا المكتب الذي فكر قليلا ثم اردف: (موزع البريد متغيب منذ يومين ولا نعرف أي سبب… عد غدا لعله يكون هنا ليرى مآل الرسالة… لكن عليك بتقديم طلب كتابي)… تبسمت قليلا وانا أدرك جيدا ان رئيس المكتب إما انه لا يعرف اني لست مطالبا بتحرير مطلب، وان بكل مكاتب البريد مطبوعات لمثل هذه الحالة (imprimé de réclamation) … وهذا خطير… او انه يعرف ذلك جيدا و يطالبني بالرجوع موكلا كل الشكوى للموزع “الغائب”… وقد يعيد لي الاسطوانة خلال الغد في صورة تواصل غياب موزع البريد… وهذا أخطر بكثير فقد جمع مزيجا من البيروقراطية وربما سوء القصد ..ولا ادل على ذلك اني من الغد عوض العودة لنفس مدير هذا المكتب تقدمت إلى مركز بريد اخر لتتم الاستجابة لي بسهولة …
مفارقة بين عقلية بيروقراطية و حرص على اداء الواجب ؟؟ هنا تطرح الاسئلة الحادة والرغبة الجامحة في تحسين الخدمات و تنقية الادارة من كل الشوائب العالقة ..
ورقات يتيم… الورقة 84
الألكسو… مؤتمر للنهوض بتعليم المكفوفين
الدفعة الثالثة من الرد الإيراني… بالتزامن مع نتائج الانتخابات الامريكية أم قبلها؟
رئاسيات أمريكية… هل تنجح هاريس في اختبار “الجدار الأزرق”؟
منذ اغتيال نصر الله… هجمات “حزب الله” تضاعفت 4 مرات
استطلاع
صن نار
- جور نارقبل ساعتين
ورقات يتيم… الورقة 84
- اجتماعياقبل 9 ساعات
الألكسو… مؤتمر للنهوض بتعليم المكفوفين
- جور نارقبل 10 ساعات
الدفعة الثالثة من الرد الإيراني… بالتزامن مع نتائج الانتخابات الامريكية أم قبلها؟
- صن نارقبل يوم واحد
رئاسيات أمريكية… هل تنجح هاريس في اختبار “الجدار الأزرق”؟
- صن نارقبل يوم واحد
منذ اغتيال نصر الله… هجمات “حزب الله” تضاعفت 4 مرات
- صن نارقبل يوم واحد
الضفة الغربية غير مستثناة… الاحتلال ينكل بالمواطنين ويداهم منزل رئيس بلدية ديراستيا
- صن نارقبل يوم واحد
خبير عبري… الوضع في غزة قد يعود بالوبال على الكيان
- صن نارقبل يوم واحد
مع زيارة نتنياهو لـ”الحدود الشمالية”… مسيّرة لبنانية وصاروخان تثير الرعب في حيفا