جور نار
ورقات يتيم … الورقة 65
نشرت
قبل 5 أشهرفي
عبد الكريم قطاطة:
في 4 افريل من سنة 1980 كتبت في دفتري الخاص بحكايتي مع كوكتيل من البريد الى الاثير الفقرة التالية {ان العمل الاعلامي الذي لا يرمي صاحبه من ورائه الى تحريك ذهنه وذهن المستهلك … الى اسعاد هذا المستهلك بالاخذ والعطاء، هو عمل محنّط وفاقد لكلّ جدوى… وانا رفضت وسأبقى رافضا كلّ ما من شأنه ان يضعني في بوتقة اولئك الذين يعيشون خارج التاريخ … اولئك الصراصير التي تُزعج ولا تُجدي …انا رفضت وسأبقى رافضا ان اكون صرصارا …}
نعم كان ذلك بعد ثلاثة اشهر فقط من ولوج دنيا التنشيط الاذاعي عبر بوابة من البريد الى الاثير والذي اضفت له كلمة كوكتيل حتى اجسد التنوّع فيه… ولسائل ان يسأل… لماذا تلك التدوينة ..؟؟ ما الاسباب …؟؟؟ في اية مؤسسة هنالك ثلاثة اصناف تقريبا من الزملاء ..هنالك الزميل العياش …الذي لم يهمه يوما ما يحدث لا في مؤسسته ولا في مدينته ولا في بلده …يعيش يومه خالي الذهن من كل ما يحدث وفلسفته في ذلك (لا تدخّل يدك لمغاور لا تلسعك عقارب) … وهؤلاء داخلون في الربح خارجون من الخسارة… هم ينتفعون بكل ما هو ايجابي،خاصة ماديا، ولا خوف عليهم ولا هم يتظاهرون او يعتصمون او يرفعون اصواتهم هاتفين مطالبين مندّدين … هم من نوع (ياكلو البصل بافواه غيرهم)…وللامانة هم ليسوا كلّهم خبثاء او (محاسبية) بل هناك العديد منهم بسطاء الى حد الغباء …
الصنف الثاني من الزملاء وهم قلّة، هم اولئك الذي يشاركونك اشياء عديدة فكرا وقناعات … عندما تلتقيهم ترى في اعينهم البهجة الحقيقية ..تشتمّ فيهم رائحة الحبق والنعناع ..تسمع في اصواتهم الحب وللحب اصواته الجميلة ايضا والعذبة والشهية … وهنالك الصنف (المُريع) وكأنهم خُلقوا ليكون الواحد منهم (عُبّيثة) وهي كلمة يخوّفوننا بها ونحن اطفال وتعني جنّية مختفية ترانا ولا نراها ..وهؤلاء فعلا عُبّيثات لأنهم يروننا دون ان نراهم… عيونهم وراءنا… انوفهم وراءنا ..كالقدر المحتوم كالقضاء …هم غير قادرين على الحب امّا لأن الكفاءة تعوزهم او لأنّهم يريدونك مثلهم او (ومللخّر) مايحبوكش تكون كيف ما انت، يلزم تكون كيف ما يحبو هوما…
ولأنني خُلقت ومنذ طفولتي من فصيلة (اخيب منها ما ثمّاش): الرفض القاطع للتسليم بالامر الواقع او ما يعبّر عليه البعض بـ” التأقلم مع الاوضاع حتى ولو كانت مخالفة لقناعاتك” … عندي انا يعياو وهوما يقبضوا… والا ما فائدة ما تعلمته في دراستي منذ (اقرأ باسم ربّك الذي خلق) وفي “اقرأ” تكمن الدعوة الى الغوص في بحار من المعرفة الى آخر جوهرة طالعتها منذ ايام والتي تقول (يُرمى الحجر في بئر ثمّ ينتظر ليسمع صوت ارتطامه بالماء كذلك من لا يحبك يشتمك وينتظر ردّك فدعه يدرك ان بئرك اعمق) .. والشتيمة انواع منها الصريحة والعلنية (اي وجها لوجه) وقلّ من تجد في تلك الفترة من له الجرأة ليفعلها… او من وراء ظهرك امّا سخرية واستهزاء وتعود تلك الاغنية (اش يحسايب روحو) او بنصب الفخاخ …
للامانة وجدت في المدير انذاك الزميل قاسم المسدّي تشجيعا مطلقا ودون اي تدخّل في عملي ..من جهة هو يعرفني عن قرب ويثق في قدراتي، ومن جهة ثانية الكوكتيل اصبح برنامجا جماهيريا ومنذ الشهر الاول لانطلاقه ..يكفي هنا ان اذكر بعض الارقام للتوثيق ..الكوكتيل تصله شهريا قرابة الاربعة آلاف رسالة رغم اني حددت المراسلة لكل مستمع برسالة واحدة في الاسبوع… وهذا اصبح رقما قياسيا في اذاعة صفاقس ويليه انذاك برنامج ابوسهيل (دبّر عليّ)… ثم الكوكتيل اصبح قبلة الحوارات والتعاليق في الصحافة… كل هذا يُحسب ضمنيا للمسؤول الاول عن اذاعة صفاقس اي مديرها ..لذلك خصّص لي المدير تقنيين اثنين على ذمّتي (الزميلين عبدالحميد سلّام ونورالدين بن حميدة) للقيام بكل عمليات التسجيل والمونتاج لمواد الحصّة يوميا… علاوة على سنّ عادة ما يسمّى بالحصص الخاصة كاعيادنا الدينية وراس السنة وعيد ميلاد اذاعة صفاقس ..والاحداث الثقافية الهامة كريبورتاجات عن مسرحيات مهمة (غسالة النوادر مثلا) وحفلة مارسيل خليفة بصفاقس حيث اعددت اول حصة اذاعية في تونس على امتداد ساعة لمارسيل .. الذي كان لا يذاع الا في اذاعة تونس الدولية (ار تي سي اي)… مارسيل كان يمثل الاغنية الملتزمة وذاك يعني الخطر في الاعلام …وقامرت به وبالعاشقين ويفرقة البحث الموسيقي بقابس ونجحت …كنت من نوع (اللي نطلب نلقى)…
ولكن في المقابل كنت اعمل يوميا للكوكتيل 16 ساعة دون مقابل مادي ..كنت اكتفي بمرتبي الشهري فقط ..لان هنالك قناعة في داخلي تقول: “متى قبضت اجرا على انتاجك ستصبح اجيرا عند العرف” …انذاك من حقّه ان يُدخلك شيئا فشيئا في اجندته .. اي تصبح بيدقا اعلاميا يحركك كما يشاء و (اطعم الفم تستحي العين)… ولهذا السبب كنت انتج دون مقابل مادّي باستثناء سنة واحدة وسآتي لتفاصيلها في ورقات قادمة ….. كانت ثقته عمياء فيّ وحتى ان حدثت هزة ما، كان يقول لي (اللي شبكها يخلّصها، دبر راسك)…
في هذا الباب اتذكّر جيدا حادثة وقعت لي مع تلميذة في الثانوي باحد معاهد المحرس ..كنت ذهبت لتسجيل ركن (مع احباء البرنامج على عين المكان) مع مستمعي بالمحرس… ووقع ان تدخلت تلميذة لتعبّر عن غضبها من احد المدرسين بمعهدها باسلوب فيه خدش لكرامة ذلك الاستاذ… وكان عليّ ان احذف بعض عباراتها المنافية لقواعد المهنة في المونتاج وسهوت عن ذلك… وما ان انتهيت من بث البرنامج يومها حتى وجدت سي قاسم ينتظرني مكفهرّ الوجه وعيناه جاحظتان …دون مقدمات قال (اش عملتلك يا وخيّ علاش احنا ناقصين ؟؟؟)… سالت: اش ثمة؟ ..قال: هاكة الريبورتاج متاع المحرس وهاكي التلميذة واللي قالتو في استاذها… الدنيا شعلت والنقابة صعّدت والاساتذة مڨرّفين على التدريس … والوالي كلمني وما لقيت اش نقللو… دبّر راسك حلّلي هالمشكلة في اقرب وقت يبارك فيك …
نظرت اليه مليا وقلت له (ساعة ونصف ويوفى المشكل) ..نظر اليّ باستغراب وقال لي (كيفاش هذي؟ انا نقللك الدنيا خايضة وانت تقللي ساعة ونصف؟) ..قلتلو: عندك ثيقة فيّ؟… قللي: بيان سير… قلتلو “انا راجعلك”… حملت اشرطة تسجيل عذراء …لم يطمثها انس ولا جان .. وهذي في العموم لا توجد الا في الجنة … وركبت سيارتي وماهي الا نصف ساعة وكنت بالمحرس ..استقبلني المدير وللامانة بترحاب وطلبت منه ان التقي الاساتذة المضربين ونقابتهم ..وكان لي ذلك في الحين … طرح الاشكال عندي كان يجب ان يكون بكل نزاهة وشفافية مطلقة ..اولا برّأت التلميذة من المسؤولية لأنها صغيرة السن وحمّلت نفسي المسؤولية الكاملة بل ورجوتهم عدم معاقبة تلك التلميذة ثم اضفت: (من حقكم ان تسجلوا ما شئتم في ردّكم… انا هنا لاعطيكم حقكم المشروع حق الرد ثم ساسجّل امامك بصوتي اعتذاري دون ايّ اشكال وبكل صدق… ولعلّ من يعرفني منكم يعرف اني صادق مؤمن وواع بما اقول) ..
تقدّم احد الاساتذة ليتحدّث باسمهم وقال: (يا سي عبدالكريم، المؤلم انّ ما حدث وقع في برنامجك انت بالذات …ولم نتصور لحظة واحدة ان تسمح لنفسك بتمرير تلك العبارات…) لم اتركه يُكمل وقلت: انا جئتكم من صفاقس لاعتذر لكم جميعا… العملية لا تعدو ان تكون سهوا غير مقصود البتة، ولكن في نفس الوقت وانتم تعرفون ذلك جيدا، انا لست هنا لاستجديكم ومن حقكم رفض اعتذاري واعود من حيث اتيت ولكم الخيار… عاد نفس الاستاذ ليقول: (التقطيعة جات في الحجر )… والله جات معاك انت والا الدنيا نقلبوها… وفعلا سجلت لهم حقهم في الردّ ولم اغادر المعهد الا بعد ان رجع الجميع لتلاميذهم ولواجباتهم …
عندما وصلت الى الاذاعة راجعا من المحرس وجدت سي قاسم ينتظرني وهو مستبشر سعيد… نظرت اليه وقلت له: اشنوة الماس ضرب وقالولك المشكلة اتحلّت؟ ردّ ضاحكا: (والله السيد الوالي هو اللي كلمني بالتلفون وهنّاني) … هل فهمتم كيف تعمل المخابرات في كل الازمنة؟ المؤكد انها يومها تبعتني منذ خروجي من الاذاعة الى المحرس .. ذهابا وايابا …والمؤكد ان كل الخلايا اشتغلت من العمدة الى المعتمد الى الوالي في برنامج اسمه (عيونهم لا تنام)…
دعوني افضفض معكم على هاجوج وماجوج المخابرات … انا على يقين ان المخابرات عندنا وفي الوطن العربي اجمالا تعرف اكثر من الفرد نفسه كم دخّن اليوم من سيجارة وعدد الخطوات الذي يقطعها المواطن باش ياخذ كيلو سردينة ويرجع… وعدد الضحكات والتكشيرات .. وعدد طروح البولات في القهوة وعدد البيييييييييسات لتلك او تلك …ان لم تكن باللسان والصوت فبالعينين الملتهمتين يا لطيف محرش عيونّا عاش من اعترف بالعيون الحرش …وعدد النشرات الاخبارية والقنوات التي تابعها يومها وعدد السبات التي سبّها في صدره وهو يتوّج زوجته كل يوم بتلك الآهة التي عجز عن قولها امام اطفاله (اووووف مخيبو النهار اللي عرفتك فيه تي اشبيك موش كيف جارتك اشلعزاء ؟؟؟)…
ويعرفون ايضا رد فعل الزوجات السعيدات جدا الى حد الشقاء بازواجهن وهن يرددن ودائما في الصدور (تي اشبيك موش كيف حروز جارنا قداش ما عنديش زهر لا يبلّ لا يعلّ يممة عليّ قعدت انا وحدي من دون صحيباتي بكلّهم شايخين كان انا مللي عرّست لا شفت نهار خير من خوه ربّي بلاني براجل لا يصلح لا للسوق ولا للصندوق) …وهذي حسب ما اظنّ و ان بعض الظن حقيقة …السوق تعني امام الناس والصندوق تعني راس راس وخاصة هنالك …على فكرة جلّ النساء نسخة مطابقة للاصل من بعضهن البعض ومطبوعة في البلدية زادة … تتشكّين من سعدهن المكبوب وتتصورن ان الاخريات اقضل منهن بينما الحقيقة جلّهن في “الهواء” سواء في غياب الهوى ..وتلقاها عاد في الفيسبوك (زوجي خذ بيدي الى الجنة) وهي لو كان تلقاه في الجنة تهرب لجهنم ..
اذن وحتى اغلق هذا القوس _ ونعرف اللي برشة ما يحبونيش نغقلو… جلّ النساء اللي من نوع (زوجي هو او لا احد … زوجي طيارة) …وهو حتى كريطة ماجاش .. (زوجي اممممممممممممممممممه عسل يقطّر) …وهي راس راس غادي ما خصّها كان تقللو راك بصل بصل بصل … ويختموها كيف ما قلنا بـ(زوجي خذ بيدي الى الجنة )… تهييب وتفشليم وكذب ما ياخذكمش الهلس راهم اتعس منكنّ الف مرّة… مسّطناها زعمة برشة ..؟؟؟ باهي انا ماشي نسكت وكان ظهرلكم باهي الشيء استناوني في الورقة 66 .. فقط اقراوها 66 ..اكاهو عاد مادام طحت للمصروف وسعوا بالكم معايا …
ـ يتبع ـ
تصفح أيضا
محمد الزمزاري:
يعتزم شق نقابي حشد العمال بساحة محمد علي يوم السبت 18 جانفي القادم وهو اليوم المصادف لذكرى تاسيس الاتحاد العام التونسي للشغل…
ويبدو أنه زيادة عن الخلافات الحادة صلب المكتب التنفيذي بين أغلبية مسيطرة و تيار يعارضها، وعن ماخذ المعارضة النقابية السابقة واللاحقة والمراحل التي تميزت بالحدة وبشبه انسداد كامل أمام التوصل إلى حلول تحفظ صورة الاتحاد النضالية وتدفعه للعمل من أجل مصلحة الطبقة الشغيلة بعيدا عن العقليات البيروقراطية او الجمود او الركود… وهي خلافات لا تستجيب لأهداف المنظمة الشغيلة ومصالح العمال، بل تفسح المجال لارباك وتقسيم الاتحاد قصد الإجهاز عليه وهي أهداف انطلقت مع حكم الاخوان حين استفحلت الاعتداءات وتجييش وسائل اعلام “الذباب الازرق” في كل مكان للتهجم على المنظمة ناعتة إياها بـ”اتحاد الخراب”…
هذه المنظمة العتيدة التي كان لها دور مفصلي في الكفاح الوطني ضد الاستعمار ثم في الدفاع المستميت عن الطبقة الشغيلة، لطالما تعرضت لمؤامرات ومحاولات اختراق وتكوين نقابات صفراء وأخرى تنادي بالتعددية النقابية ..وكلها محاولات تستهدف العمل النقابي و تؤسس لخدمة الراسمالية الفاسدة ..
وقد عاشت بلادنا خلال حكم الاخوان مضاعفة اعداد أصحاب الملايين والمليارات، في حين ازداد الفقراء فقرا وتآكلت الطبقة الوسطى وديست الحقوق وتردت قيمة العمل الشريف… ولعل مازاد الطين بلة هو التصريح (ان ثبتت صحة هذا الخير) بأن ميزانية الاتحاد راكمت ديونا تقدر بـ 40 مليون دينار…
وذلك ما ترى فيه المعارضة النقابية دليلا جديا على وجود سوء تصرف او شبهات فساد سيما أن مداخيل المنظمة النقابية سواء من الاشتراكات التي تصل إلى 800 الف او المداخيل الأخرى المتعددة، تغطي النفقات ومن المفترض أنها تحقق فوائض. وترتفع الدعوات اليوم لإجراء محاسبة دقيقة سواء داخل المؤتمر او خارجه…
إن الوضعية الحالية التي يمر بها الاتحاد من صراعات لن تخدم هذه المنظمة العتيدة التي واجهت كل ضروب الحصار و السجون و الظلم و الاعتداءات واليوم تفرز خلافات داخلية مؤسفة.
جور نار
لماذا أبقينا على قابيل داخلنا؟
نشرت
قبل يوم واحدفي
14 يناير 2025من قبل
محمد الأطرش Mohamed Alatrashمحمد الأطرش:
يروى أنّ وردة جميلة نبتت في صحراء قاحلة وأخذت مكانا لها بين الرمال والأحجار. كانت هذه الوردة كثيرا ما تفاخر بنفسها وبجمالها إلى درجة الغرور، وكان وجود نبتة صبّار قبيحة بجانبها هو الأمر الوحيد الذي يزعجها… ويغضبها ويخرجها من هدوئها…
ودون أن تدرك تبعات تصرفها انهالت عليها بالشتم والسبّ، مرّة تعايرها ببشاعتها وأخرى بشكلها المخيف ومرّات برائحتها… لم تردّ نبتة الصبّار الفعل والتزمت الصمت والهدوء… وكانت وفية لطباعها فالصبّار معروف بتحمله صعوبة العيش في المناطق القاحلة وصبره الكبير على الجفاف وقلّة المياه وندرتها… تحركت بعض النباتات الأخرى المتواجدة قرب الوردة وحاولت تقديم النصح وإعادة الوردة إلى رشدها وصوابها وفضّ النزاع بينها وبين نبتة الصبّار لكنها فشلت في جميع محاولاتها… حاولت… وحاولت حتى ملّت فالصيف على الأبواب ولا يمكنها بذل مجهود كبير يجعلها عرضة للذبول وربما الموت…
اشتدّت الحرارة بحلول أولى أيام الصيف وبدأت الوردة تعاني من نقص الماء في جسدها وبدأت تظهر عليها علامات الذبول والجفاف على أوراقها… ومع اشتداد الحرارة فقدت الوردة ألوانها الزاهية التي كانت تفاخر بها امام من يجاورها من النباتات والاعشاب… التفتت يمنة ويسرة… وشرقا وغربا… فلم تجد غير جارتها التي كثيرا ما اساءت إليها ونعتتها بأبشع النعوت وتآمرت عليها وحاولت ابعادها والتخلّص منها… فجأة رأت الوردة ما لفت انتباهها وما لم تعرفه سابقا ابدا… رأت طائرًا يدنو من نبتة الصبّار ويدسّ منقاره فيها ليشرب بعضًا من الماء الذي خزنته في جسدها وأوراقها وجذوعها المنتفخة بسبب تخزينها للماء…
وعلى الرغم من خجلها الشديد من نفسها وخوفها من أن ترفض نبتة الصبّار طلبها ونجدتها ببعض من الماء، طلبت الوردة من نبتة الصبّار بعض الماء لتطفئ ظمأها… فوافقت نبتة الصبّار دون تردد ودون أي نقاش، وساعدت الوردة على الصمود والنجاة في طقس لن تتحمله الوردة ليوم آخر ابدا… هكذا أنقذت نبتة الصبّار الوردة التي كثيرا ما اساءت إليها، لكن ماذا عن الانسان الذي عاني من الانسان؟… ماذا عن الانسان الذي يقتل أخاه الانسان… ماذا عن الانسان الذي يظلم أخاه الانسان… ماذا عن الانسان الذي يقصي أخاه الانسان… ماذا عن الانسان الذي يؤذي أخاه الانسان… ماذا عن الانسان الذي يجوع بجانبه أخيه الانسان… ماذا عن الانسان الذي يكره… ويحقد… ويشمت… ويضمر الشرّ لأخيه الانسان؟…
كل مخلوقات الله تصالحوا وتسامحوا وأمضوا ميثاق تعايش بينهم… ألم يصبح القطّ في زماننا هذا صديقا للكلاب؟ ألم يصبح الفأر في أيامنا هذه من أقرب الأصدقاء للقطط؟ ألم يصبح الذئب صديقا للكلاب يجالسها ويصاحبها ويتزاورون لا عداوة بينهم ولا هم يتحاربون… ألم يتصالح الجميع إلا الإنسان مع الإنسان… ألم يصبح الإنسان عدوا دائما للإنسان… ألم تصبح الكلاب أكثر منّا وفاءا لبعضها البعض… أسَمِع أحدكم يوما عن ذئب خان ذئبا… أليس الذئب أكثر بِرّا بوالديه من الانسان؟ لماذا أبقينا على قابيل داخلنا؟
محمد الزمزاري:
اقتراب موعد وصول ترامب للحكم. و اختلاط عدد من الأوراق في الشرق الأوسط مثل خلع بشار الاسد ضمن مخطط ممنهج بين أمريكا و اسرائيل و تركيا عبر استغلال وقح للعصابات الإرهابية بسوريا و لعملاء الأتراك خليط ما سمي بـ”المقاومة السورية”،
يضاف إلى هذا، انكماش نشاط حزب الله و قطع الإمدادات عبر سوريا برزت للمحللين السياسيين والعسكريين… بعض الاحتمالات القادمة بسرعة بجهة الشرق الأوسط والخليج العربي بما فيها المملكة السعودية على أهميتها.. وتاتي اهم الاحتمالات حول اتجاه ضرب اهم مفاعل نووي بايران نظرا إلى ان التوقيت المطلوب للهجوم على المفاعل وشل وصول إيران إلى اكتساب النووي قد حان إثر تكميم وشل اذرعها بالعراق و سوريا و لبنان وغزة أيضا …
لن تكون جريدة “جلنار” الأولى التي تستشرف ضربات كبيرة للسلاح النووي الإيراني وربما بعض توابعه المتعددة بايران… وقد يتبع هذا رد فعل إيراني مبرمج لضرب القواعد ببعض دول الخليج… وهي احتمالات لن تفوت السعوديين الذين انضموا سابقا للـ”بريكس” انه يعد تقاربا مع الصين العدو الاكبر المهدد لها اقتصاديا خاصة ..
ولكن الذي قد يكون عجل بتجميد عضوية المملكة بالمنظمة الاقتصدية الناهضة، هو ورجوع الرئيس ترامب الذي يهدد و يتوعد صراحة كل من يعمل على اضعاف الدولار الأمريكي… يفهم ان دونالد ترامب ذو عقلية متراوحة بين جرعة ” كاوبوي” و تعطش اقتصادي تجاري يتصرف مثل ثعبان مصفر. Serpent sifflant يعلن دوما عن مكانه للترهيب و الوعيد وخلق أرضية للابتزاز المالي و السياسي …
وأمام كل هذه المعطيات الشاملة لاستشراف ضرب لإيران وإمكانية كبيرة لرد فعل منها تجاه قواعد أمريكية وربما خلق شروخ بين الاجوار، قد تشعل حربا إقليمية ليس من مصلحة اي من البلدان الخليجية المتمتعة بالترف والامن ان تقع في دوامتها مع الكاوبوي او غيره …ثم إن “تجميد ” عضوية المملكة بمنظمة “بريكس ” لا يعني الانسحاب الكامل، فالسلطة السعودية “تنسك العصا من الوسط” كما يقال، وتنتظر سير الأحداث القادمة وهي أحداث لا تبشر بخير بالمنطقة حتى دون اعتبار تهديدات “ترامب”، فالقدر يغلي “شمالا و جنوبا وشرقا و غربا وكل الاحتمالات واردة جدا… منها مثلا اذا انطلقت الضربات من القواعد الأمريكية ببلد خليجي فإن إيران ستيرز أنيابها أينما يبدو بالإمكان استرجاع صورتها التي فقدتها بسوريا ولبنان وربما أيضا العراق …
الشرخ يتوسع بين المكتب التنفيذي و”المعارضة النقابية”
مذكرة إدانة نتنياهو وغالانت… الكيان يستأنف، والجنائية الدولية تصرّ
لبنان… رئيس جمهورية ورئيس حكومة جديدان، فهل تنتهي الأزمة؟
سوريا… حملة الانتقام متواصلة، وكذلك الولاء لأردوغان!
لماذا أبقينا على قابيل داخلنا؟
استطلاع
صن نار
- جور نارقبل 5 ساعات
الشرخ يتوسع بين المكتب التنفيذي و”المعارضة النقابية”
- صن نارقبل 8 ساعات
مذكرة إدانة نتنياهو وغالانت… الكيان يستأنف، والجنائية الدولية تصرّ
- صن نارقبل 8 ساعات
لبنان… رئيس جمهورية ورئيس حكومة جديدان، فهل تنتهي الأزمة؟
- صن نارقبل 9 ساعات
سوريا… حملة الانتقام متواصلة، وكذلك الولاء لأردوغان!
- جور نارقبل يوم واحد
لماذا أبقينا على قابيل داخلنا؟
- جور نارقبل يومين
ماذا وراء تجميد عضوية المملكة السعودية في بريكس؟
- رياضياقبل يومين
الرابطة الجهوية لكرة القدم بالقيروان: قيادة الفرسان الثلاثة
- اجتماعياقبل يومين
ندوة الحرفيات وذوات الهمم