جور نار
“البيت دَه طاهر وحيفْضَلْ طُولْ عُمْرُو طاهر…”
نشرت
قبل 4 سنواتفي
من قبل
محمد الأطرش Mohamed Alatrash
…والآن وبعد أكثر من عشرة أيام على تعليق العمل بالدستور …عفوا على تعليق نشاط مجلس نواب الشعب، ماذا حققنا وماذا كسبنا؟ وهل خرجنا مما نحن فيه؟ أم لا نزال نراوح مكاننا، حتى غرقنا في حفرة حفرناها بأرجلنا من فرط المراوحة بنفس المكان…؟؟

ماذا حققنا فعلا خلال هذه الأيام الأولى؟ هل يكفي أن نُخرج النهضة من الحكم وهو الأمر الذي أسعدها رغم ما أبدته في أول الأمر من ممانعة، أو نجبرها على الصعود إلى ربوة المعارضة، لنقضي على الفقر… والتهميش والبطالة…ولنصلح وضع الخزينة العامة …ونخفّض من نسبة العجز ونسبة التضخم؟ أو أن كل ما جرى ويجري هو من أجل أن يهتف جميعنا باسم مولانا ساكن قرطاج “يحيا الرئيس” و”الشعب معاك يا قيس”؟
يذكرني ما يقع اليوم في تونس بما وقع في فرنسا أيام ماكسيمليان دي روبسبيير ألم يكن روبيسبيير نصيرا للإصلاح الديمقراطي، ألم يشرف خلال “عهد الرعب” على اعتقال وإعدام عددا كبيرا من الخصوم السياسيين، من الذين اعتبرهم هو وحلفاؤه معارضين للثورة…ألم يشرف على قمع الجيرونديين من اليمين، والهيبرتيين من اليسار، والدانتونيين من الوسط…لا أظنّ أننا في تونس سنصل ما وصله ماكسيميليان في فرنسا…لكن ألا ترون معي أن التشابه في الأحداث كبير بين ما يقع اليوم في تونس، وما وقع في فرنسا أيام روبسبيير مع فارق بسيط هو أننا إلى يومنا هذا لم نصل إلى مرحلة الإعدام ونصب المشانق ومن يجزم أننا لن نصل إليها يوما؟…ألا يشبه ما يقع اليوم بما وقع سنة 2011 فماذا حققنا بعد 14 جانفي…ألم يخرج علينا أناس لا نعرفهم…يشوّهون هذا ويشوّهون الآخر…يتهمون هذا ويحاكمون الآخر…يسحلون هذا ويطردون الآخر…فماذا حققنا بما أتوه وفعلوه…؟؟ طبعا لا يمكن أن نشبّه الرئيس قيس سعيد بماكسيميليان روبسبيير، لكن يمكننا أن نشبّه أتباعه ومناصريه بماكسيميليان المسكين، فداخل الكثير من عقول مناصري ساكن قرطاج، يعيش ماكسيميليان بحقده وجبروته ونهمه الكبير للانتقام، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا …لماذا الانتقام وممن يريد أنصار سعيد الانتقام؟ ممن يكبرونهم سنا بعنوان أن هذه المرحلة هي مرحلة الشباب أم ماذا؟ وهل كان ابعاد النهضة مجرّد ذر الرماد على الأعين، وتحويل وجهة هذا الشعب المسكين عن حقيقة اهداف ما وقع يوم 25 جويلية؟
هؤلاء اليوم وبما يأتونه من خطاب استئصالي حاقد على الجميع لا يبشرون بخير …وهم بما ينشرونه لا يخدمون مصلحة البلاد ومصلحة “معبودهم” ساكن قرطاج…بل هم يغرقونه في دائرة ضيّقة قد تسيء إليه كثيرا…ألا يمكن أن يجلس ساكن قرطاج لنفسه يخاطبها…يناقشها ويسألها ما تريده منه وعنه وبه…وما تنتظره… ينقد ذاته… ويراجع بعض أقواله وأفعاله، أم أنه وكمعظم رجال السلطة والنفوذ وأصحاب الأمر والنهي، لا يقبلون بممارسة النقد الذاتي والقبول ببعض المؤاخذات والمراجعات؟ لسنا ضدّ كل ما وقع….لكننا نخاف مما يمكن أن يقع…
لنسأل كل العارفين والمتابعين للشأن التونسي، ماذا سينفعنا وينفع هذا الشعب أن نجلس يوميا لبعض إطارات الدولة وعلى مرأى ومسمع متابعي شريط أنباء الوطنية، وصفحة رئاسة الجمهورية، نجلدهم بخطاب نقدي غير مبرّر…هل نأمل من أن هؤلاء سيقبلون بما قلناه فيهم وعنهم…وهل نحن قضاة حتى نشتبه في أمر الجميع… وهل وجب أن يكون الجميع محلّ شبهة حتى نخاطبه بخطاب نصفه اتهام، ونصفه الثاني تهديد ووعيد…فمن سيقبل بالعمل في مؤسسات الدولة، حين يستمع إلى خطاب كهذا من أعلى سلطة في الدولة، رئيسها…؟ ألا يمكن أن نغيّر خطابنا ليصبح خطاب استمالة وتهدئة وطمأنة واستقطاب لكفاءات أصبحت رافضة لكل منصب أو خطّة وظيفية في مؤسسات الدولة؟
والسؤال الأخطر ماذا ينتظر الشعب من ساكن قرطاج بعد أن أبعد الأحزاب من المشهد العام للحكم…هل سيكتفي هذا الشعب بالتصفيق والصراخ والغناء ليلا نهارا احتفالا بــ”الزعيم”…؟ هل هذا فقط ما يبحث عنه الشعب؟ وهل هذا ما يريده حقّا ساكن قرطاج؟ وغدا….حين يستفيق الشعب من سكرته…ماذا سيقول له ساكن قرطاج…هل سيكتفي بأن يقول ” لقد اتفقت مع تجار الجملة والتفصيل على بيعكم بضاعتهم بأرخص الاثمان…واتفقت مع الصوناد على أن توفر لكم الماء الصالح للاستحمام عفوا للشراب دون انقطاع…وسأتفق مع شركات بقية المنتجات الغذائية واللحوم لنوفر لكم الغذاء واللحم بأرخص الأسعار …كما أن اتحاد الصناعة والتجارة وافق على مراجعة بعض الأسعار خدمة للمواطن ضعيف الحال وسيقع التخفيض في سعر “الشوكوطوم” ليكون في متناول كل الشعب”…أهذا حقّا ما يريده المواطن اليوم؟ لا أظنّ فالمواطن يبحث عن تحقيق ما وعدوه به في كل محطّة انتخابية…ويبحث ما يعيد له كرامته التي سلبت منذ عشر سنوات ويزيد…كرامته بكل تفاصيلها…
هل ستعيد هذه الإجراءات البسيطة التي يلهث وراء تحقيقها ساكن قرطاج “زعيم” حركة تصحيح المسار كما يسميها البعض الهدوء إلى الشارع التونسي، والأمن في نفوس أبناء هذا الشعب، والأمل لشبابه الذي أحبطه ساسة ما بعد 14 جانفي؟ وهل تعيد إجراءات ضمان “شكشوكة تونسية” الحياة للطبقة الوسطى بعد اندثارها تماما؟ فانخرام توازن الحياة الاجتماعية سببه الرئيسي هو اندثار الطبقة الوسطى…ولن يعود إليها توازنها دون إعادة الحياة إلى هذه الطبقة التي تمّ القضاء عليها عمدا من حكام ما بعد 14 جانفي…فالطبقة الوسطى هي من يضمن بقاء بقية طبقات المجتمع على قيد الحياة، فهي التي تضمن انتعاش وتوازن المشهد الاقتصادي عموما…
والسؤال الذي يطرح نفسه دائما، هل ثمة من يدفع بالبلاد على طريق الانهيار فالبلاد تواجه أزمات لا سابق لها في تاريخها؟ أم أن حكام هذه البلاد فقدوا الرؤية والبصيرة بسبب أنانيهم، وضعف خبرتهم في إدارة الشأن العام، فتونس تعاني ومنذ دخول الليالي السود سنة 2011 نوعا من “الكساد المتعمد” والتفقير الممنهج…وغلق متعمد لكل مواقع الإنتاج الاستراتيجية…فهل يمكن اعتبار ما يحدث للبلاد اليوم طبيعيا؟ وهل يمكن تحميل كل الطبقة السياسية التي حكمت البلاد بعد 14 جانفي مسؤولية هذا الانهيار؟ فتونس ومنذ استقلالها لم تعش مثل هذا التقاعس المتعمّد في إدارة الشأن العام…فهل دبّ الوهن في عظام ساستنا…أم ترهلت وشاخت الطبقة السياسية لتصبح ديارها فارغة خِرَبًا لا حياة فيها…؟؟
جميل أن نقاوم الفاسد والمفسدين…وجميل أن نقتلع الفساد من جذوره…وجميل أن نحمي الدولة ونعيد إليها الاعتبار، بعد أن عانت من الإذلال طويلا من جماعات “اللاّدولة”…فهذا الشعب يعيش ومنذ أكثر من عشر سنوات حالات من الإحباط والشعور بالعجز التام… فجميل أن نعيش اليوم عهدة مقاومة هذا الفساد، مع من لا يخشى في الله لومة لائم من رجالات المؤسسة الأمنية والعسكرية والقضائية…فالفساد أصبح عقلية…وثقافة عامة …منذ غاب الرادع…وضعفت الدولة…ومرغنا بهيبتها الأرض…فالفساد عند البعض أصبح منهجا…لكن هل سنكتفي بمقاومة الفساد دون أن نواصل البناء، وننقذ ما يمكن إنقاذه بعد الخراب الذي حلّ بالبلاد…فالتصفيق لوضع أحدهم تحت الإقامة الجبرية لن يفيدنا في شيء….والصراخ لخطاب تأديبي لسيادته أمام أحد المسؤولين لن يفيدنا في شيء…والوابل من التهم والصواريخ العابرة من الشتائم والتهديد والوعيد لن يعيد للبلاد شيئا مما ننتظر…واتهام الجميع بالفساد لن يذهب بنا بعيدا…وعمليات إنزال في مقهى شعبي بحي شعبي لن تخرجنا مما نحن فيه…وفتح المجال لأنصارنا لابتزاز رجال الأعمال والمسؤولين ستكون عواقبه أخطر…فهل يمكن أن نقاوم الفساد ونحمي الدولة بالأحقاد وزرع الفتن…هل يمكن أن نعدل بين الناس بخلق الأعداء يوميا من خلال ما نقول ونفعل…فماذا سنقول لأبناء من أتهم ظلما وعدوانا….وماذا سنقول لأم من نُعت ابنها بالفساد وهو بعيد عنه كل البعد….وماذا يمكن أن نقول لمن وضعناه في السجن ظلما وبسبب وشاية انتقامية…وماذا سنقول لوالد أحد المسؤولين بعد أن أقلنا ابنه حقدا وانتقاما…علينا أن نهدأ في معالجتنا لأوضاع البلاد ..وأن نُغلّب العقل والمنطق في كل خطوة في هذا الاتجاه…فالدولة تترنّح ونحن نصرخ طربا لشتيمة ولسجن مظلوم…ونطرب للانتقام…
دَعُونا نخرج البلاد من أزمتها دون أحقاد…فالظلم والحقد…وعقلية الانتقام تقتل الأوطان في قلوب بعضنا…ولن ننجح في انقاذ البلاد دون أن يكون هذا الوطن جزءا منّا…حيّا فينا…فالأوطان تقتلها الأحقاد والفتن…فحين يموت الوطن فينا …تصبح كل الأوطان الأخرى أوطاننا…وتصبح “الحرقة” وطنا…والغربة وطنا…والمنفى وطنا…والخيانة وطنا…والسجن وطنا…وحضن عاهرة وطنا….وحين يصبح الإذلال والظلم والتهميش والخيانة والتفرقة و”الحقرة” شعار المرحلة …يموت الوطن فينا…فنبحث عن وطن آخر نحميه ويحمينا…ففي تونس اليوم ومنذ عشر سنوات يُغْتَالُ الوطن فينا كل يوم…وكل ساعة …وكل دقيقة…ولا يزال البعض يصرّ ويسرد على مسامعنا كل يوم ما قالته تلك الراقصة في شريط “عسكر في المعسكر” ” البيت ده طاهر وحيفْضل طول عمرو طاهر…”….
تصفح أيضا

عبد الكريم قطاطة:
في الفترة ما بين 2004 و 2010 لم تكن الاحداث التي عشتها كمّيا كثيرة وها انا امرّ على ابرزها لاخلص بعدها لقهرة الربيع العبري…

عودة لسنة 2004… في اواسط تلك السنة بدأت رحلة تعاقدي مع جامعة صفاقس كخبير مدرّس للعلوم السمعية البصرية بمعهد الملتيميديا… صاحب المقترح هو مدير معهد الملتيميديا انذاك الزميل والصديق “عبدالحميد بن حمادو” الذي أعرفه منذ درسنا معا في تعليمنا الثانوي بمعهد الحيّ… سي عبدالمجيد فكّر في انشاء مادّة للعلوم السمعية البصرية ببرامج بعض شعب المعهد…تحادث في الموضوع مع زميلي الكاميرامان انذك مفيد الزواغي فأشار عليه بالاتصال بي وكان ذلك… وانطلقت مسيرتي كمدرّس لهذه المادة لمدة عشر سنوات بعد ان طلبت ترخيصا في الامر من رئاسة مؤسسة الاذاعة والتلفزة وتحصلت عليه، شرط ان لا يؤثّر ذلك على واجباتي المهنية… ومنين يا حسرة ؟
في وحدة الانتاج التلفزي كنا نعيش البطالة الدائمة ونتقاضى على ذلك رواتبنا ومنح الانتاج ايضا… وكان كلّما عُيّن مسؤول جهوي أو وطني جديد، قام بزيارة اذاعة صفاقس للتعرّف على احوالها وطبيعيّ جدا ان يزوروا وحدة الانتاج التلفزي… وكنت مطالبا كرئيس مصلحة الانتاج ان استقبلهم وان اقدّم لهم بسطة عن الوحدة وعن انتاجها… وكنت دائما اردّد نفس الاسطوانة التي كم اقلقت المديرين الذين تعاقبوا على رأس اذاعة صفاقس… كنت اقول لضيوفنا الاعزاء (اعني المسهولين): وحدة الانتاج التلفزي فيها كلّ شيء الا الانتاج، وبقية التفاصيل تأتيكم من مديري!…
مقابل ذلك كانت علاقاتي مع منظوريّ في مصلحة الانتاج التلفزي على غاية من الودّ والاحترام … بل ذهب بي الامر الى إعلامهم انه بامكان ايّ منهم ان يتغيّب لكن عليه يكتب لي مطلبا مُسبقا لرخصة غياب دون ذكر التاريخ، احتفظ به عندي حتى يكون وثيقة استظهر بها اداريّا كلّما اقتضى الامر وذلك لحمايتهم وحماية نفسي… وفلسفتي في ذلك تتمثّل في الآتي: مالفائدة في حضور موظفين لا شغل لهم ؟ خاصة انّ بعضهم يقطن عشرات الكيلومترات بعيدا عن صفاقس المدينة… ثمّ اليس واردا للموظّف الذي لا شغل له أن يصبح شغله الشاغل احداث المشاكل مع زملائه ؟ اذن مخزن مغلوق ولا كرية مشومة… لكن في المقابل واذا اقتضت مصلحة الوحدة ان يعملوا 16 و 18 ساعة ما يقولوش (احّيت)…
تلك العلاقة التي وضعت اسسها بيننا كرئيس ومرؤوسين رأيت عمقها يوم مغادرة الوحدة للتقاعد… يومها أحاط بي زملائي ورفضوا رفضا قاطعا ان اكون انا من يحمل بنفسه وثائقه وكلّ ماهو ملكه الخاص الى منزله… وحملوها عني جميعا وبكلّ سعادة مخضّبة بدموع العشرة… والله يشهد اني وطيلة حياتي كمسؤول سواء اذاعيا او تلفزيا لم اقم يوما باستجواب كتابي لايّ كان… ولم اخصم لايّ كان من اعدادهم في منحة الانتاج وفي الاعداد المهنيّة…
اذن وعودة الى علاقتي بجامعة صفاقس كمدرّس للعلوم السمعية البصرية بمعهد الملتيميديا ثم بعده بسنتين بمدرسة الفنون والحرف، حاولت ان اعطي دون كلل لطلبتي… كنت قاسيا معهم نعم… ولكن كان ذلك بحبّ لا يوصف… وبادلوني نفس الحب ان لم تكن دوزته اكبر … كنت الاستاذ والاب والاخ والصديق و كنت ايضا صدرا اتّسع حتى لاسرارهم الخاصة… رغم اني كنت ايضا بوليسا في امور الانضباط وتقديس العلم… وطلبتي الذين هم في جلّهم اصبحوا اصدقاء بفضل الفيسبوك شاهدون عليّ… ولعلّ من الاوسمة التي افتخر بها ما حصل في نهاية السنة الجامعية سنة 2012…
إذ ككلّ نهاية سنة جامعية يقع توزيع شهائد وجوائز للطلبة المتفوقين في جميع السنوات… وفي اخر القائمة سمعت من منشط الحفل يذقول: (الان الجائزة الاخيرة في هذا الحفل وادعو الاستاذ عبدالكريم قطاطة لتسلّمها)… فوجئت حقا بالاعلان… وكانت لوحة رُسمت عليها زيتونة وكُتب فيها (شهادة تكريم للاستاذ عبدالكريم قطاطة نظرا إلى عطائه الغزير لطلبة المعهد)… واعذروني على اعادة جملة تُريحني كلما ذكرتها وهي… “وبعد يجي واحد مقربع ويقلك شكونو هو عبدالكريم اش يحسايب روحو ؟؟” … بل تصوروا انّ زميلة من اذاعة صفاقس بعد حادثة ذلك الفيديو المنحوس حول من هم اعلام العار في نظري سنة 2012 (رغم انّي صححت فيما بعد ماجاء فيه ووضحت انّي لم اعمم وختمت بالاعتذار .. لكن وقت البعض يبدا يستناك في الدورة مهما وضحت وكتبت واعتذرت يكون موقفه”قاتلك قاتلك”)… تلك الزميلة ذهبت الى ادارة مدرسة الفنون الجميلة وطلبت منها فسخ عقدي معهم لاني لا اشرّفهم… وضحكوا منها وقالوا لها فيما قالوا: هاكة موش فقط استاذ الطلبة، سي عبدالكريم استاذنا وشرف لنا ان نكون تلاميذه… ورجعت المسكينة الى منزلها خائبة مذهولة مهمومة وغبينتها غبينة، المغبونة… وانا مسامحها…
قضيت 10 سنوات بمعهديْ الملتيميديا ومدرسة الفنون الجميلة وحتما ساعود الى اشياء عديدة حدثت فيها خاصة بعد قهرة جانفي 2011…
الحدث الاخير سنة 2004 كان دون جدال كُرويّا… تتذكّرو نوفمبر 2004 ..؟؟ وبالتحديد يوم 20 منه ؟؟ تتذكّروا هاكي التشكليطة السافيّة ؟ تتذكّرو زوبا وهو يمشكي في ملاعبية المكشّخة واحد بعد واحد ؟ تتذكّروا كيفاش علّق تيزييه في سقف الملعب ؟؟ انّه نهائي الكأس الشهير… وانه يوم سقوط امبراطورية فرعون الكرة ولد شيبيوب… وانا نعرف انو بعض المكشخّين ماشين عاد يسرسطو ماجاء من سور في كتابهم .. عن بطولاتهم .. عن القابهم وتونس بكلّها تعرف عن محصولهم في الشمبيونزليغ وطبعا ماشين يذكروني بهدف بوتريكة ويختمو بـ (ما تكلموناش احنا ماشين لكاس العالم في امريكا).. لاصدقائي المكشّخين الباهين فيهم وهم قلّة لانّ اغلبهم لا يورّيك ولا يفاجيك .. فقط لاصدقائي نحب نسألكم سؤال وحيد ..توة هدف زبير السافي في هاكي الفينال موش سميّح موش شيء يعمل 5555 كيف؟
موش تقول الواحد صيفا يبدا في يدو مشموم ياسمين وطاولة معبّية بالبطيخ والدلاع والهندي وما ننساوش الفقوس .. وهي تصير كورة من غير فقوس ؟…ويعاود يتفرّج عليه ويعشق العزف متاع زوبا ورقصتو كيف انتوني كوين في زوربا اليوناني ؟ وفي الشتاء يبدا قاعد تحت كوسالة وكاس تاي منعنع ويعاود يتفرّج على زوبا وهو يعزف اشي الحبّ كلّو واشي انت عمري .. واشي انساك ده كلام ويختمها ب ميا موري … نعرف اصدقائي المكشخين الباهيين يعرفوني بليد وماسط وخايب وقت نحكي على مكشختهم ..اما يدبّرو روسهم قلتلهم حبّوني؟… واذا حبوك ارتاح والله… دعوني الان اسرّ لكم بما لا يعرفه اغلب محبّي الفريقين حول ذلك النهائي… واصدقائي ومهما كانت الوان فرقهم يعرفون جيّدا انّي صادق في ما اقول والله شاهد على صدقي…
قبل خوض النهائي كان لنا لاعب معاقب (وسام العابدي)… ولد شيبوب كلّم هاتفيا انذاك احد مسؤولي النادي وقللو نقترح عليك اقتراح لفائدة الزوز جمعيات… قللو نسمع فيك هات… قللو تهبّط وسام يلعب الطرح وانا نقول للملاعبية يسيّبوا الطرح… تربح انت وتعمل شيخة انت وجمهورك وانا نعمل احتراز عليكم وناخذ الكاس… طبعا المسؤول رفض وبشدّة… ولد شيبوب قللو راك ماشي تهبط من غير قلب دفاعك وسام… تعرف اش معناها ؟ معناها ماشي انييييييييييي………… بزوز .. المسؤول ظهر حتى هو قبيّح وقللو .. انا منيش مهبّط وسام واحنا اللي ماشي انننننننننني ……… بزوز … وكلمة عليها ملك وكلمة عليها شيطان ..ولكم ان تعمّروا الفراغ وتربطوا بسهم … لكم حرية التعليق مهما كانت الوان فرقكم لكن مع ضوابط الاحترام …السبّ والشتم والكلام البذيء لا مكان لها في صفحتي! …
ـ يتبع ـ

جور نار
لا تخرّبوا سور وسقف الوطن… فنحن غدا من سيدفع الثمن!
نشرت
قبل شهر واحدفي
15 أبريل 2025من قبل
محمد الأطرش Mohamed Alatrash
محمد الأطرش:
كنتُ بصدد وضع اللمسات الأخيرة على مقالي الأسبوعي في جلنار، حين بلغ مسامعي صراخ وألم ووجع عائلات من قضَوْا تحت أكوام حجارة سور معهد المزونة، رحمهم الله.

تمرّد القلم بين أصابعي، ورفض إتمام ما بدأه والانصياع لأوامري، وما أكتب، معلنًا الحداد على من ماتوا، ووُئدت أحلامهم تحت حجارة سور جريح ينزف دم سنوات الإهمال والتخلي.
سور أصابته لعنة “باركينسون” تشريعاتنا المهترئة، فارتعش وجعًا. سور لم يرأف بحاله أحد من القائمين على شؤون ترميمه، وترميم ما يحيط به. سور سال دم جراحه، وأسال دم من مرّوا بجانبه وأمّنوه على أرواحهم. سور توجّع وتألم طويلًا، وبكى… ولم يسمع بكاءه أحد، حتى أبكى أمهات بعض من اعتادوا المرور بجانبه… سور تآكل، وبانت عورته، فغضب وانهار على من كانوا يمرّون بجانبه، يتكئون عليه، ويستظلون به من غضب الشمس وثورة الأحوال الجوية، وهم في طريقهم لطلب العلم.
الغريب ما قرأته بعد الفاجعة، وما سمعته من صراخ من خرجوا يهددون بالويل والثبور وعظائم الأمور. أغلب من خرجوا علينا يولولون، يطالبون بمحاسبة من تسبب في الفاجعة، ويطالبون بتحميل المسؤولية لكل من قصّر في أداء واجبه أو غفل عنه.
هكذا نقفز على كل وجع ومأساة، لنواصل الدعوة إلى الانتقام من كل ما سبق، ومن كل من سبقونا في تحمّل مسؤولية خدمة هذا الشعب… هل يجب أن ننتقم ونثأر بعد كل فاجعة أو فشل ممن سبقونا في تسيير شؤون مؤسسات البلاد؟ هل يجب أن نشيْطن كل من سبقونا في خدمة الوطن بعد كل وجع يشعر به جسد هذه الأمة؟ ألا يجدر بنا أن نعتبر مما حدث، ونبدأ بإصلاح حالنا وأحوالنا؟
أتساءل: ألا يتساءل أحدكم لماذا كل هذا العزوف عن تحمّل المسؤولية؟ أليس للفصل السادس والتسعين من المجلة الجزائية دور كبير في هذا العزوف، الذي أفرغ مؤسساتنا من كفاءات كنّا نفاخر بها، ونطمئن بوجودها على حالنا وحال مؤسساتنا وحال البلاد؟ ثم، أليس للفصل الرابع والعشرين من المرسوم عدد 54 نصيب مما نحن فيه، ومما عشناه ونعيشه؟ فمن كان يرى في السور عيبًا وخطرًا، لن يكتب عن الأمر، ولن يُنبّه لخطورته، خوفًا من أن يُتهم بنشر أخبار زائفة وإشاعات كاذبة…
ألم نغرق اليوم في وحل الفصل السادس والتسعين، ورعب المرسوم الرابع والخمسين؟ لماذا تنشر تشريعاتنا وبعض قوانيننا الخوف والرعب في نفوس كفاءاتنا، ومن يملكون القدرة على تحسين أوضاعنا؟ أيمكن للأمم أن ترتقي وهي تعيش تحت وطأة الخوف والرعب من قوانينها؟ كيف نطلب من بعضنا خدمة الوطن وهم يعيشون رعب القانون، ورعب الحقد، ودعوات الإقصاء والثأر والانتقام من كل قديم، وكل مخالف في الرأي، وكل من لا يعلن لنا البيعة، ولا يقف صارخًا “مزغردًا”، مصفقًا لأخطائنا، ملمّعًا لفشلنا، داعيًا لنا بطول العمر وجزيل الثواب؟
يا من تستمتعون بوجع خصومكم، ومن لا تتفقون معهم، ومن تركوا أثرًا طيبًا وانتصروا عليكم بما حققوه وأنجزوه…الوطن أمانة بين أيادينا جميعًا، فجنّبوه الفتنة، وجنّبوه الأحقاد، وحافظوا على سور الوطن…ولا تخربوا سقفه، فإن انهار سقف الوطن، فنحن، نحن الشعب، من سيدفع الثمن… نعم… نحن الشعب من سيدفع الثمن.


عبد الكريم قطاطة:
في جويلية 2004 انتهت حقبة اذاعة صفاقس مع السيّد عبالقادر عقير رحمه الله وغفر له وعُيّن السيد رمضان العليمي كبديل له وتحديدا يوم 12 جويلية…

والسيّد رمضان العليمي شغل قبل تعيينه على رأس اذاعة صفاقس منصي كاتب عام للجنة تنسيق “التجمع الدستوري الديمقراطي” (الحزب الحاكم وقتها) بقفصة ثمّ مديرا لاذاعة تطاوين… وكعادة ايّ مدير عند تسميته اجتمع بالمسؤولين في الادارة بقاعة الاجتماعات المحاذية لمكتبه… ليعبّر وكأيّ مسؤول عن امتنانه لرئيس الدولة صانع التغيير لتشريفه بتلك المهمة… وعبّر وكسائر المديرين عن سعادته بوجوده في صرح اذاعتنا ونوّه بتاريخها وبالسواعد التي عملت فيها… ودون الدخول في تفاصيل اخرى تعرفون جيّدا تلك الخطابات الممجوجة التي يلقيها المسؤولون في مثل تلك التعيينات…
بعد ذلك تعرّف على المسؤولين فردا فردا… ولمّا حان دوري نظر اليّ السيّد رمضان العليمي وقال: (سي عبدالكريم اشكون ما يعرفوش انه اشهر من نار على علم، وهو بالذات عندي حديث خاص معاه)… وانتهى الاجتماع… وبقيت انتظر ذلك الحديث معه… وطال الانتظار… وكتبت له رسالة مطوّلة لم استجدِه فيها العودة الى المصدح فالحرة تجوع ولا تاكل بثدييها… لكن كان من واجبي ان اعطيه فكرة شاملة لا فقط عن وحدة الانتاج التلفزي حيث اُشرف فيها على مصلحة الانتاج، بل عن اذاعة صفاقس بشكل شمولي… وذلك من خلال ما عشته وعايشت فيها مع زملائي من احداث ناصعة البياض واخرى رماديّة حتى لا اقول سوداء…
هذه المراسلة كانت بتاريح 17 سبتمبر 2004 اي بعد شهرين و5 ايام من تعيينه… وها انا اختار الفقرة الاخيرة من مراسلتي الطويلة علّها تًعطي فكرة واضحة عن هدف تلك المراسلة حيث خاطبته بالآتي: (اخي الفاضل… انّ غيرتي على هذه الاذاعة هي وحدها التي جعلتني اكتب اليك فانا لا اطلب برنامجا او فضاء او ما شابه ذلك… ولكنّ الخطر الكبير يتمثّل في عديد الاسماء التي لا يمكن ان تكون امام المصدح وفي عديد البرامج التافهة تصوّرا وانجازا… وفي بعض الاشخاص الذين لا يملكون الحسّ الاذاعي ولا الكفاءة ومع ذلك يديرون امور هذه الدار على هواهم… اخي الفاضل احببت ام كرهت… الآن انت مدير هذه الدار وقدرك ان تعيد لها هيبتها وجمهورها واشعاعها… وهيبتها لن تعود الا من خلال تطبيق القانون ورفع المظالم … وفقكم الله لتسلّق هذه الجبال من المصاعب واعانكم على ان تكونوا كالميزان في عدالته، الذي لا يهمه ان ارتفع بالفحم او باللحم، بالتبر او بالتين… اليست العدالة هي اساس العمران ؟؟)…
السيّد رمضان العليمي كما ذكر في اجتماعه الاول بالمسؤولين وعد بحديث خاصّ معي… وانتظرت ولم يأت ذلك الحديث الخاصّ… وارسلت له المكتوب الذي حدثتكم عنه ولم يأت ذلك الحديث الخاص وها انا انتظر لحدّ اليوم وعده ولم يات ولن يأتي ولا حاجة لي بأن يأتي… لا لانه غادر الاذاعة ولست ادري ماذا اصبح اليوم وكلّ الرجاء ان يكون في صحة جيّدة مع طول العمر… ولكن لانّ الاجابة عن ذلك الوعد الذي لن يأتي جاءتني من احدى الزميلات في اذاعة تطاوين وهي بالاساس مستمعة لي منذ من البريد الى الاثير … وذلك بعد ستّة اشهر من تعيينه على رأس اذاعة صفاقس… حيث خاطبتني عبر مرسال فيسبوكي خاص بالقول: (لا تنتظر مؤازرة من السيّد رمضان العليمي… انه لا يكنّ لك الودّ وهذا عرفته عندما وددت تكريمك في اذاعة تطاوين ولكنّه عبّر بشكل مباشر انّه لا يطيب بذكرك… لكنّي كنت مصممة على تكريمك واذعن لي لكن لبس عن طيب خاطر)…
انذاك فهمت انّ الحديث الخاصّ معي لن يكون وحتى طيلة عهدته باذاعة صفاقس تحادثنا مرّتين فقط… يوم جاءني لمكتبي بوحدة الانتاج التلفزي ليسأل عن مشاكل الوحدة وندرة انتاجها… اي نعم قلبو وجعو على وحدة الانتاج… وتقولوشي عمل حاجة ؟؟ اقسم بالله وكانّه لم يسمع شيئا مما سردته له… المرة الثانية التي قابلته فيها يوم أقام حفلا خاصا لتكريمي سنة 2006 بعد احرازي على وسام الاستحقاق الثقافي من رئيس الدولة… وهو يصير منو ما يحتفلش بما قرره صانع التغيير؟…
ساعود لموضوع الوسام في ورقات قادمة… سنة 2004 ايضا وبالتحديد في 30 مارس شاء قدر الله ان يحرمني وللأبد من الوجود المادّي لوالدتي عيّادة… كان ذلك يوم اثنين… ولكن في الويكاند الذي سبق يوم الاثنين 30 مارس وتحديدا يوم الاحد 29 مارس كنت والعائلة وبعض من اهلي عائدين من الساحل بعد قضاء نهاية اسبوع باحد النزل… عندما وصلنا الى ساقية الزيت طلبت من سائق السيارة ان يتوقف.. اندهش الجميع لذلك… تصوروا انّ غايتي كان اقتناء قهوة او بعض المكسّرات للسهرة… توقف اذن ونزلت من السيارة وقلت لهم (كمّلوا ثنيتكم انا ماشي لعيّادة نحبّ نطلّ عليها ونبوسها وبعد نجيكم)… اندهش الجميع… يا ولدي اش قام عليك .؟ يا ولدي غدوة امشيلها … يا ولدي الدنيا مغربت .. تي راهي امّك في ساقية الدائر وانت في ساقية الزيت… تي راهو زوز كيلومتر موش شوية… تي هات على الاقلّ نوصلوك…
تعرفوه هاكة البهيم حاشاكم اللي يحرن ؟ اللي يعرفني يعرف انو من طباعي السيّئة وقت نحرن نحرن… وفعلا حرنت وزيد قلت لهم (انا طيلة دراستي الابتدائية كنت نجي من ساقية الدائر لساقية الزيت على ساقيّ… نحبّ نمشي على ساقيّ ونعيش شوية نوستالجيا ذلك الزمن… ايّا امشيو على ارواحكم)… وتوكّلت على الله وخليتهم داهشين في ها المخلوق وفي راسو الكبير وعنادو في احدى تلك اللوحات… صدقا كان هنالك احساس رهيب بداخلي وانا اقطع تلك المسافة… ذكريات… نوستالجيا… سعادة… وحزن لم افهم مأتاه…
وصلت الى مسكن الوالد والوالدة ومعهما اختي نبيهة التي تكبرني بسنة والتي لم تتزوج لإعاقة وُلدت بها ولم تقع معالجتها في زمن كان العلاج الطبّي نادرا جدّا… والتي لازمت الوالد والوالدة طيلة حياتهما، رحم الله الثلاثة… عندما دخلت للمنزل سلّمت على سي محمد… والدي هكذا كنت اناديه لا يا بابا ولا يا بويا ولا يابّا متع جيل توّة… ووجدت اخواتي الثلاث متحلقات حول عيادة… فرحت بي عيادة وباستغراب وقلق عن هذه الزيارة في وقت بدأ الليل يسدل ستائره ونظرت لولدها وسألتني: (يا وليدي لاباس عليكم ؟)… مسكت يدها وقبلتها وقلت لها وراسك الغالي لاباس توحشتك جيت نطلّ عليك اكاهو… تهللت اساريرها ونظرت الى اخواتي وقالت: (ما يعزش بيكم انتوما الكلّ في كفّة وعبدالكريم في كفّة راهو كفّتو تغلب)… وضحك البنات وأجبن (يخخي حتى تقوللنا؟..نعرفوا نعرفوا)… اعدت تقبيل يديها وبشكل جارف، لكأنّ القدر كان يهمس لي… اشبع بيها اليوم لانّها غدا ترحل…
في الغد وانا في مكتبي وكانت الساعة تشير الى الثالثة ظهرا هاتفني احدهم (لم اعد اذكر من هو) وقال لي: امّك مريضة وتحبّ تشوفك… ووجدتني بالنهج الذي تقطن فيه عيّادتي وسي محمد… وتسمّرت ساقاي عن المشي… سيارات رابضة امام المنزل… هذا يعني انّ عياّدة …. نعم دخلت وسالت اخوتي متى ؟ كيف ؟ بالامس كانت في صحة جيدة .. ماذا حدث ؟ لماذا لم تخبروني بما حلّ بها ؟… اجابتني إحداهنّ وقالت… كنا معها نتجاذب اطراف الحديث كما تعرفنا وفجأة قامت وقالت: (صلاتي ابجل من حديثكم سيّبوني نعطي فرض ربّي)… اقامت الصلاة ركعت ثمّ سجدت ثمّ هزّ ربّي حاجتو… وهي ساجدة…
دخلت فوجدتها مسجّاة في لحافها… دلفت اليها بهدوء لم ادر مصدره… رفعت الغطاء عن راسها… قبلت جبينها و قرات عليها نزرا قليلا من سورة البقرة (وبشّر الصابرين الذي اذا اصابتهم مصيبة) الى اخر الاية واعدت تقبيل جبينها و تقبيل يدها الباردة … والتي هي في برودتها وقتها كانت اشدّ حرارة من وهج الصيف في صحرائنا الكبرى… ورفعت يديّ الى خالقي وقلت (يا ربّي يجعلني كيفها)… لقد اكرمها الله بتلك الموتة الرائعة واستجاب لدعوتها الدائمة… يا ربّي يجعلني نهيّر في الفرش ونهيّر في النعش… ولأنّ الله قال في كتابه العظيم، سورة غافر آية 60: (ادعوني استجب لكم) واعاد نفس المعنى في سورة البقرة الآية 186، فالله اكرمها بان لا تقضّي حتّى يوما واحدا مريضة في فراشها…
الحمد لله اوّلا على قضاء الله… الحمد لله ثانيا على انّي نفذت وصيّتها لي بتلحيدها يوم دفنها… كان ذلك بعد اذان صلاة المغرب في المقبرة التي كنت اخاف من المرور بجانبها طيلة حياتي ليلا او نهارا… ولكن واقسم لكم بالله عندما ذهبت لتلحيدها في تلك الساعة، تحوّلت المقبرة امامي الى نور على نور… والحمد لله ثالثا انها رجتني في حياتها الاّ انقطع عن زيارة قبرها بعد وفاتها، وان احكي لها واطمئنها عن كل ما يجري في عائلتي…. وعائلات اخوتي… ووعدتها ولا زلت عند وعدي…
رحم الله عيّادة وابي واخوتي واهلي واصدقائي وزملائي… ورحم الله كلّ امواتكم واطال الله عمركم ومتعكم بالصحة والسلام الروحي …
ـ يتبع ـ


غزة… قصف من السماء، وحرائق في الخيام، واستشهاد صحفية وعائلتها

بوتين: أول شروط التفاوض مع أوكرانيا… ضمان أمن روسيا القومي

لبنان: لاغتيال قيادات حزب الله… الاحتلال استفاد من خدمات “منشد ديني”!

الاتحاد العربي للذكاء الاصطناعي ومهرجان “سينما الجبل” بعين دراهم

لإخلاء غزة من سكانها، تهجيرا وإبادة… الاحتلال يطلق عملية “جدعون ساعر” العسكرية
استطلاع
صن نار
- صن نارقبل 11 ساعة
غزة… قصف من السماء، وحرائق في الخيام، واستشهاد صحفية وعائلتها
- صن نارقبل 11 ساعة
بوتين: أول شروط التفاوض مع أوكرانيا… ضمان أمن روسيا القومي
- صن نارقبل 11 ساعة
لبنان: لاغتيال قيادات حزب الله… الاحتلال استفاد من خدمات “منشد ديني”!
- ثقافياقبل يوم واحد
الاتحاد العربي للذكاء الاصطناعي ومهرجان “سينما الجبل” بعين دراهم
- صن نارقبل يوم واحد
لإخلاء غزة من سكانها، تهجيرا وإبادة… الاحتلال يطلق عملية “جدعون ساعر” العسكرية
- صن نارقبل يوم واحد
جدل في الكونغرس الأمريكي… حول صفقة أسلحة بـ 3 مليار دولار مع قطر والإمارات
- صن نارقبل يوم واحد
بغداد… قمة عربية تحت رماح أمريكية، إيرانية وإسرائيلية
- اجتماعياقبل 3 أيام
300 فرصة عمل جديدة في تونس خلال العام الحالي و800 وظيفة أخرى خلال العام القادم