دراما نار

العميل المزدوج (ج 2)

نشرت

في

بعد أن لاحق الضابط سامي المرأة التي كانت برفقة العون السري الجنرال الاسترالي “أندرسون” المتعامل مع عدد من مصالح المخابرات العالمية، واثر تحديد الشقة عدد12 بالطابق الثالث بنهج الكويت بلافايات، تم الولوج الى الشقة و التحقيق مع المرأة المومس التي حددت موعدا مع اندرسن بالحلقة الماضية …و ننشر في هذه الحلقة سقوط العميل في الفخ الذي نصبه له ضباط المخابرات التونسية بدقة وحرفية نظرا إلى خطورة هذا الجاسوس المزدوج ..

(يدق المحافظ أعلى مراد باب الشقة 12 بنقرات خفيفة فيأمر سامي المرأة سلوى بفتح الباب…يظهر مراد فيما يواصل الضابط سامي مع المرأة بلهجة حادة :

“اذن اتفقنا انك ستنامين هذه الليلة مع ابنائك وليس بسجن منوبة ؟

سلوى (تحدق في وجه مراد بخوف شديد): حاضر سيدي …سافعل لكن أرجو أن يأتي هذا “القاوري” في موعده..

<strong>محمد الزمزاري<strong>

(يتدخل الكوميسار مراد بعد أن تحدث همسا مع سامي):

مراد: لا مشكلة من هذه الناحية سنعرف ان اخلف موعده .أم قمت بحماقة افعلي ما امرناك به حتى نترك سبيلك .. السجن مرعب خلال هذه الاوضاع التي تعيشها البلاد ..قد تموتين هناك !!

حوالي الثانية و النصف ظهرا وبعد التأكد من وصول الجاسوس اندرسن صحبة المرأة سلوى الى الشقة عدد 12 بنهج الكويت ..يدق المحافظ مراد الباب بقوة صائحا ورافعا مسدسه

مراد : افتح الباب .. شرطة ..بوليس. افتحوا الباب وارفعوا ايديكم …

(تفتح المرأة الباب رافعة يديها عاليا فيما يحاول العميل اندرسن الخروج فيصده سامي ويصيح في وجهه: ارفع يديك قبل ان افرغ في صدرك ست رصاصات)

يرفع اندرسن يديه صائحا: ” هي ..!! هي من أتت بي الى هذه الشقة الوسخة لم اكن ادري انها مومس ..!…. (يقوم سامي بتفتيش الرجل بدقة ..يمد للمحافظ مراد جواز سفر و هاتفا نوع “الثريا” و علبة سجائر رفيعة و كاميرا صغيرة في شكل ساعة و قلما يبدو انه مسدس).

يبتسم اندرسن ثم يعلق بسخرية : لكما علبة السجائر. اعيدا لي اشيائي ثم….

(يقطع عليه مراد الكلام ويحدق فيه حانقا ثم يرد : جنرال اندرسن …أُخيّر الاحتفاظ بنظارتك الانيقة (ثم ينتزع نظارة اندرسن يرمي بها أرضا، لكن الضابط سامي يلتقطها ويتفحصها بدقة بينما يتصفح مراد جواز سفرالعميل ويتوجه نحوه واضعا يده على وجه اندرسن)

المحافظ أعلى مراد: اذن جنرال اندرسن …اصبحت الآن “كوستيس” اليوناني؟! هذا الجواز مزوّر وأنا مضطر لايقافك

اندرسن: أنا لا اعرفكم …هذه المرأة اللعينة دعتني لممارسة الجنس ولم أفعل بعد كما تشاهدان ..اتركاني..أريد الاتصال بسفارتي …أنا استرالي و يوناني ايضا، اتركاني .

(يلتفت سامي نحو سلوى يدعوها للانصراف)

سلوى: سيدي …بطاقة تعريفي

سامي: هيا اغربي عن وجهي …

(ينتظر مراد خروجها من الشقة)

ثم يلتفت الى اندرسن: جنرال اندرسن نحن نعرفك جيدا. نتابع تحركاتك منذ وطئت قدماك أرض تونس، بل قل إننا نعرفك منذ زمن طويل حين كنت تعمل بالمخابرات العسكرية ببلادك ..قمت بمهمات قذرة لدى الحاقك بالكونغو ايام حربه الاهلية .ثم رواندا ..كيف لا نعرفك وأنت بيننا منذ اسبوع؟ هل تتذكر ليلة حاصرتك مجموعة من قبيلة “الهوتو” برواندا؟ كدت تتمزق اشلاء ..الآن وضعك اخطر بكثير . و يبدو أننا سنهديك لتسحل من لدن الشباب الثائر الغاضب…!

(اندرسن يصفق بكلتا يديه الموثوقتين بالكلبشات )

اندرسن: برافو كل هذا صحيح ..لكن اتركا سبيلي الآن ليس لكما الحق في مضايقتي بهذه الاغلال التي تخنقني. تذكرا الدكتاتورية التي ترغبون في رفسها بهذه الثورة …كل ما هناك ان هذه المرأة اللعينة قد دعتني لاحتساء قهوة … قوانينكم لا تسمح لكما بالاعتداء عليّ بهذه الصورة… انا استرالي و قريب من السلك الدبلوماسي. اتركاني…

المحافظ مراد: نحن سنختصر الطريق معك إن كنت لا ترغب في سحلك هذه الليلة في الشارع. سنقول لهم انك تتجسس على ثورتهم و سترى رد فعلهم ! ..لقد سقط عديد الضحايا واظن انك ستكون رقما منهم هذه الليلة. نحن نعي جيدا ما نقول يا جنرال اندرسن … هات … لصالح من تعمل؟ ماذا تفعل بتونس بالضبط؟ (يصمت اندرسن ). _قل لنا لصالح من تعمل ؟

(في الحلقة القادمة :انهيار اندرسن والمساومة على ترك سبيله)

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version