دراما نار
باجة … ينبوع فن و مندرة ابداع (2)
نشرت
قبل 3 سنواتفي
من قبل
رضا العوادي Ridha Aouadiنواصل الرحلة مع فرقة الحبيب الحداد للمسرح والتي قلنا انه ترأسها الأستاذ الفاضل رفيق الحاج قاسم عند تأسيسها في بداية سبعينات القرن الماضي كما تقلد عديد المناصب السياسية الهامة الى ما قبل الثورة وسجن بعد ان اتهموه بعديد القضايا ونكلوا به و فعلوا به ما يفعله العدو بعدوه ونعتوه بابشع النعوت وارذل الصفات وهو الذي تربت على يده اجيال من بناة الدولة الوطنية الحديثة وفي النهاية بانت الحقيقة وبرأه القضاء.
المهم نعود لفرقة الحبيب الحداد فبعد سي رفيق تداول على رئاستها الاستاذ المحامي مصطفى الغربي و بعده الطيب الغربي ثم الشاعر المسرحي ابن الجمعية خميس العجرودي و الاستاذ عبد العزيز الباجي عكاز ..كل هؤلاء ساهموا بعرقهم ومالهم وجهدهم في اشعاع الفرقة محليا ووطنيا وعربيا…و المتتبع للحركة المسرحية ببلادنا يعرف جيدا مكانة الفرقة بالمسرح الهاوي ويشهد لها بابداعاتها واختياراتها الفنية لطرح نصوص مسرحية متفردة وغير مألوفة مستمدة من التراث، ومعبرة عن الواقع المعيش بجمالية تبهر العين والعقل معا…
كل أو جل اعمال ومسرحيات الحبيب الحداد كانت من رسم وتزويق واخراج واختيار المسرحي ابراهيم مستورة الذي جاء يدرس المسرح بباجة فذاب في حبها بعد ان التفت حوله عناصر شبابية تلمذية انذاك…فأنجز واخرج مسرحية “جن غلبوه” ..تلتها اعمال كثيرة كـ “باب الحمار والثور”، و “جزيرة النحاس” و “احذر الفرس في خطر” و “مقامة لم يكتبها البديع” و “عنترة لا يموت مرتين” … هي اعمال سجلت بماء الذهب في كتاب تاريخ المسرح التونسي تألقت من خلالها عناصر الفرقة من تقنيين ومؤلفين وممثلين مهووسين بالمسرح يجمعهم عشق الخشبة وان اختلفت مشاربهم…
كان لكل من هؤلاء اسلوبه الخاص في الأداء والتميز والعطاء…من أحمد الكشباطي، إلى خميس العجرودي، إلى رضا محسوس، إلى المرحوم كمال الغانمي الذي عرفه الجمهور من خلال مشاركته في عديد الاعمال الدرامية…مثل …حسابات وعقابات…قمرة سيدي محروس….ضفائر…شوفلي حل …منامة عروسية وغيرها… وكذلك الراحل احمد العربي السوري..الذي اقتسم دور البطولة الى جانب نجم الكوميديا الامين النهدي في شريط “فردة ولقات اختها”للمخرج علي منصور… والمرحوم حاتم الغانمي الذي ترأس الجامعة التونسية لمسرح الهواة سنوات طويلة….وتوفيق البكوش…وخيرالدين الطعملي و محمد علي الورهاني الذي توفى بعد آخر عمل (شهرام) وكذلك الهادي الجبري ورضا العوادي صاحب هذا المقال وهو الذي عاش كالفراشة من فرقة لأخرى …
طيلة حياتي التي تمر امامي الآن كالبرق امقت المكوث في مكان واحد ..لا تغريني الشهرة ..ولا الأموال …ولا تجذبني المآدب الباذخة…عشقت المسرح كما عشقت صاحبة الجلالة…ومازلت افرح كطفل بنص مسرحي وقصيدة شعر…وكم اسعد بمشاركتي في عمل مسرحي او درامي فأخلص له كل الأخلاص ولست كالذين لا يقرؤون بصدق ولا يضحكون بصدق..ولا ينزفون بصدق..ولا يعانقون بصدق…ولا يقبلون بصدق…انهم يتذمرون كل الوقت..بسبب امراضهم وحقدهم على كل من يعمل في صمت…
وحتى لا انسى واخرج في التسلل مثل لاعبي الكرة … أذكر صديقي المسرحي حمة البلطي، “ديك” كما يحلوا لابناء اللقالق مناداته … هذه الكنية التصقت به بعد ان قدمنا معا مسرحية (الديك) اخراج محيي الدين السياري سنة 73 وقد تقمص حمة انذاك دور الديك و لعبت انا دور الديك الرومي… ديك يعرفه المسرحيون الهواة والمحترفون من الشمال للجنوب…من خلال ما قدمه على امتداد نصف قرن اضافة الى انه الممثل الوحيد تونسيا و عربيا المتحصل على مايربو عن عشر جوائز كافضل ممثل بالمهرجانات والتظاهرات المسرحية، بدءا باسبوع المسرح والذي تحول الى ايام قرطاج المسرحية..الى مهرجان قربة…وعديد المهرجانات… و هذا و غيره كان انطلاقا من الوهج الفني لتلك المدينة ….
أليس من حقي ان اقول باجة منارة الفنون ومطمورة الابداع…
ـ يتبع ـ
تصفح أيضا
لاخوف على وطن يهزج فيه الطبيب و العسكري و الاستاذ و الكاتب و الصحفي بالشعر .وبجكل مكوناته … هذا ما يستنتجه متابع الأمسية التي أقيمت بمقر اتحاد الكتاب أمس الجمعة 26 ماي انطلاقا من الثانية و النصف ظهرا إلى حدود الخامسة …
عنوان الأمسية كان “النثر الآن هنا “…وكانت مهداة إلى روح الصحفية الشهيدة الفلسطينية شيرين ابو عاقلة، وبإشراف الشاعر الكبير. بوراوي بعرون مسؤول نادي الشعر باتحاد الكتاب، الذي افتتح الأمسية المتميزة بورشة ثرية دسمة حول فن النثر .. وأيضا حول الشعر وتفاصيله ومدارسه، مع ذكر تاريخ النثر الشعري … كما تم استعراض أسماء وآثار عدد من شعراء هذا الاتجاه ….
تمت الورشة بحرفية و مستوى متميز قبل أنيفسح إلمجال إلى قراءات حرة، قرأت حلالها طائفة متنوعة من الشعراء ما جادت به قرائحهم من قصائد …مثل الدكتور مختار بن اسماعيل وشاعر عسكري و شاعر صحفي و شاعرات من قطاع التعليم وشاعر صحفي و آخر روائي و شاعر من اطارات السكك الحديدية ..
وقد اضفى ذلك على هذه الأمسية خصوصية هامة تتمثل اولا في ثراء النقاش و المداخلات و الشعر باللغتين العربية و الفرنسية بالإضافة إلى مبادرات ترجمة احتوت عليها هذه الورشة الممتعة … وثانيا في حضور وجوه مختلفة من عديد الإطارات وهو حضور نادر ان تجتمع باقة مماثلة ….وكما ذكرنا فإنه لاخوف على وطن فسيفساؤه شعراء …
قادما من منطقة القصرين الفيحاء وبالتحديد من قرية “حماد”، تخرج عبد الرزاق الميساوي من معهد الصحافة لكنه اشتغل مدرسا فمديرا بالمعاهد الثانوية إلى حين احالته على شرف المهنة.. وقبل هذا وذاك، ظل شاعرا يحلم ويرسم، ولو على جدار الليل …
المكان ؛ مقر اتحاد الكتاب التونسيين بشارع باريس تونس ..الزمان: عشية أمس الجمعة 12 ماي …هكذا كان إطار الاحتفاء بالشاعر عبد الرزاق الميساوي وبديوانه “رسوم على جدار الليل” الصادر عن دار زينب للنشر … قصة الميساوي مع القصيدة بدات من السنة الخامسة ابتدائي، حين عشق زميلة تقاسمه ذات الفصل … و كانت رسائله الشعرية لها أولى الخطى التي قادته والهمته جنون الإبداع…
افتتح الاستاذ الكبير.الشاعر بوراوي بحرون هذه الأمسية مرحبا بالشاعر المحتفى به وبالحضور وأعطى لمحة عن الشاعر.الذي قدمت ديوانه ذا الـ 160 قصيدة موزعة على 140 صفحة، الأستاذة الشاعرة كوثر بولعابة.
في تقديمها،تساءلت عن سر “تغول” اللون الاسود والليل الذي غمر جل القصائد ابتداء من غلاف الكتاب الذي طرح سماء من اللونين الاسود و الأخضر تتناثر عليها مجرّة من نجوم ….عنوان الديوان”رسوم على جدار الليل” يبعث على اسئلة تفضي إلى أسئلة. عن تفاحة ابليس … و تعبير “لا يعد الشاعر شاعرا اذا سجد” … ومرثية الشهيد شكري بلعيد الذي طالته يد الغدر و الإرهاب … إلى هذا الليل الممتد كصفحة لانهائية تغري بالكتابة على أديمها …
يقول الشاعر المسكون دوما بواقع بلدته وبمحيطه: إن الليل هو وجدانه ولا ينبض شعرا الا تحت غطائه …وان الليل ينبهنا إلى الاضواء البعيدة الخافتة التي تزيد جلاء واقترابا بقدر ما يزيد حلكة وغموضا …..
يشار إلى أن الأمسية أثثتها باقة من ورود الشعر أهداها بعض الحضور اثر الاستماع إلى قصائد الضيف، فيما اختارت شاعرة هي منى بالحاج أن تكون مشاركتها شدوا وغناء.
أمسية ممتعة بدار الثقافة “ابن رشيق” بتونس عشية أمس الأربعاء 10 ماي 2023 من الساعة الثالثة لحدود الخامسة … خصصت لمناقشة المجموعة القصصية ” لمبادوزا” للكاتب و الشاعر و المترجم الصديق الراقي الهادي الخضراوي.
عمل الخضراوي بالسلك الدبلوماسي لمدة تفوق العشرين سنة قضاها بين سفاراتنا بعواصم من أوروبا و اسيا، وخبر الكثير من المجتمعات المتعددة الطباع و الأوضاع و مستويات العيش ..لكنه بقي مسكونا بوطنه وهموم بني جلدته على مدى الفترات التي قضاها في مهامه الدبلوماسية، كتب القصص القصيرة المتنوعة المنشورة و الكثير من الإصدارات الشعرية كما قام بترجمة عدد من الأعمال…
قدمت المجموعة القصصية الأستاذة الاديبة حبيبة المحرزي فتطرقت إلى المحتوى الإبداعي لأعمال الهادي الخضراوي و تناولت المنحى النفساني لقصصه التي يصل عددها إلى 14 قصة مجموعة في باقة كتابه “لمبادوزا” …
أما الاستاذ عمر السعيدي مدير منتدى “مؤانسات” فقد افاض في شرح عمل الخضراوي قصة قصة مع تبيان تاريخ كتابتها على مدى اكثر من عشر سنوات وكان بالكاتب ينبض بكل قصة سنويا …وتطرق لأسلوب الكاتب و طرحه للأحداث والزمان و المكان من تونس إلى لمبادوزا ولعل آخرها من اوكرانيا إلى تونس …
قصة لمبادوزا او الجزيرة القاحلة حسب بعض المؤرخين القدامي التي أصبحت قبلة التونسيين والافارقة واحلام الوصول إليها بالنسبة لمن ينقذه الحظ من السقوط لمجة للحيتان …لمبادوزا موضوع كم تم تطارحه والهجرة كم اسالت الحبر واخبار القنوات وأحاديث المقاهي لكن الكاتب الهادي الخضراوي تناول لمبادوزا بفنية خصوصية لمحت لها الأستاذة حبيبة المحرزي التي قدمت هذه الأمسية الرائقة، فيما توجهت المديرة الجديدة لدار الثقافة ابن رشيق، الأستاذة حنان بن ناجم، بتحية رقيقة حين أطلت على الحضور الذي اعطى شحنة وزخما لأجواء الأمسية.
صن نار
- ثقافياقبل 10 ساعات
قريبا وفي تجربة مسرحية جديدة: “الجولة الاخيرة”في دار الثقافة “بشير خريّف”
- جور نارقبل 10 ساعات
ورقات يتيم … الورقة 89
- ثقافياقبل 20 ساعة
زغوان… الأيام الثقافية الطلابية
- جلـ ... منارقبل يوم واحد
الصوت المضيء
- جور نارقبل يومين
ورقات يتيم ..الورقة 88
- ثقافياقبل 3 أيام
نحو آفاق جديدة للسينما التونسية
- صن نارقبل 3 أيام
الولايات المتحدة… إطلاق نار في “نيو أوليانز” وقتلى وإصابات
- صن نارقبل 3 أيام
في المفاوضات الأخيرة… هل يتخلى “حزب الله” عن جنوب لبنان؟