دراما نار
باجة … ينبوع فن و مندرة ابداع (3)
نشرت
قبل 3 سنواتفي
من قبل
رضا العوادي Ridha Aouadiنرسو اليوم بمرفإ الذكريات ونفتح نافذة الموسيقى بباجة…كانوا في الماضي لا يهتمون ولا يكترثون ولا تعنيهم الموسيقى الوترية اطلاقا..عشقهم الوحيد الطبلة والزكرة وأغاني التراث مما خلفه الأسلاف والاجداد من ايقاعات وانغام من الموروث الشعبي …
كان نجمهم انذاك المرحوم اسماعيل الحطاب..كذلك الشيخ بودية…وخاصة برنامج ” قافلة تسير” الذي يعده الكبير مختار حشيشة…فيستمتعون من كوة المذياع الذي يسمونه اهالي باجة ( التيساف) باحلى الاغاني واروع القصائد الشعرية ذات الطابع الشعبي ..في المقابل توجد مجموعة اخرى من الاهالي الذين يعشقون صوت ام كلثوم..ومحمد عبد الوهاب..و سيد درويش..واسمهان … ومن تونس صوت صليحة..والشيخ العفريت..والسيدة نعمة وعلية وسلاف وزهيرة ابنتهم والشيخ خميس الحسناوي..مؤسس فرقة السلامية…
ومع مطلع الستينات وبعد ان تم بعث اللجنة الثقافية الجهوية واللجنة الثقافية المحلية التي يترأسها المربي ولاعب الأولمبي الباحي عثمان الشواشي…ولدت جمعية النغم للموسيقى بقيادة الفنان منور زروق الآتي من العاصمة ليدرس الموسيقى بالمعاهد.. سحره جمال المنطقة وطيبة اهلها وكرمهم فجمع من حوله مجموعة من الشباب والتلاميذ، وبعد غربلة للأصوات وعشاق العزف تكونت “النغم” من طاقات موهوبة … فيها من سجل اسمه بماء الذهب في عالم الأغاني والألحان والعزف والدخول الى عالم الاحتراف كالراحلة منيرة حمدي، وعدنان الشواشي، وعبد الحكيم الطبوبي … ومنهم من استقر بباجة كاحمد الشلواطي، وناجي بن مسعود، عبد الله الزواغي، سالم حلاج، سعيد الدريدي، رضا بوكاري، الهاشمي الفرحاني، سمير السعيدي، سعيد الدريدي، محمد فوزي ـ عاشق فريد الاطرش ـ لطفي ومحسن الحسناوي … والفنانة زهرة الدريدي التي شاركت و تألقت بمهرجان ام كلثوم.ذات سنة إلى جانب شقيقة ميادة حناوي، فاتن حناوي…لكن تشاء الأقدار ان تنتهي رحلتها في هذه الدنيا بانفجار قارورة الغاز بمنزلها…رحمها الله
هؤلاء الذين آمنوا بان الفن هو تماما كالنور المرسل ضياءه في قلوب الناس وهو هبة من الله ..وكالنسيم العليل الذي نشره ” بَيْ” منور في جسد ابنائه الفنانين…وللتدليل على ذلك شهادة الفنان عدنان الشواشي الذي قال عنه: “منوّر زرّوق رحمه الله أو “بابا منوّر” كما كنّا نناديه نحن تلاميذه الصّغار و الكبار كان إنسانا رهيف الحسّ خفيف الظلّ و بسّاما رقيقا ترتاح لدفء و لطف و ظرافة كلامه النّفوس و تطرب الأسماع و يروق و يحلو الجلوس…. “بابا منوّر” أوّل من علّمني، و أنا طفل مغرم إلى حدّ العشق بالإنصات إلى الموسيقى و الغناء ، علّمني العزف على آلة العود ولقّنني ، كما تُلقَّن العصافير الشّادية المبتدئة، شتّى الأغاني الطّربية و الأدوار و الموشّحات و القصائد و المعزوفات الشّرقية ، و ذلك على امتداد سنوات متتالية من التّلقّي والدُّربة و السّمع و الطّاعة لسيّدي و معلّمي و حبيبي “بابا منوّر” الغالي…..
علّمني كذلك ، بالتّوازي ، العزف على آلة الكمنجة … كان دائما يقول لي ” اعزف كما تغنّي بالضّبط ، بهدوء ووضوح وثبات… إيّاك والزّخرفة الزّائدة .. كلّ ما أطلبه منك هو أن تطربني دون تكلّف ولا زيادة و لا نقصان” . و بعد أن اشتد عودي و أصبحت قادرا على إرضائه و إقناعه قبلني كفرْد قارّ في الفرقة الموسيقية التّابعة للّجنة الثّقافية التي كان والدي عثمان الشوّاشي ، رحمه الله و طيّب ثراه ـ رئيسها آنذاك ، و الرّائع المثقّف اللّطيف الملتزم “حبيب الحدّاد” رحمه الله ،كاتبها العامّ…ثنائي من ذهب ، قمّة في العطاء و التّطوّع و التّسيير و سموّ الأخلاق و حسن الأدب…
و يواصل عدنان:
“كان “بابا منوّر” ينوّع لي المهامّ ضمن الفرقة … فتارة يشرّكني كفرد من المجموعة الصّوتية و تارة كعازف إمّا على آلة العود أو الكمنجة حتّى حان الوقت المناسب لأصعد على الرّكح كمغنّ… كان ذلك في أواخر الستّينات أثناء منوّعة إذاعية مباشرة من تنشيط المذيع الرّائد الرّائع المتميّز ” بوراوي بن عبد العزيز ” ، رحمه الله ، حيث غنّيت لأوّل مرّة في المباشر “مشغول عليك مشغول ” للفنّان و المطرب الكبير “كارم محمود ” رحمه الله… لن أنسى فضائلك عليّ و نصائحك و مساندتك لي.. لن أنسى كلّ تلك السّنوات التي قضّيتها معك أتعلّم منك أسس و أسرار فنون الغناء و العزف …
و يختم:
حبيبي وسيّدي و مُسندي و قرّة عيني “بابا منوّر” الغالي…. كلّ جملة أعزفها أو ألحّنها أو أغنّيها هي ثمرة من ثمار علمك الفيّاض و قطرة من قطرات جدول فنّك الهرهار المنعش الصّافي الأصيل… الله يرحمك و يطيّب ثراك يا عزيزي “بابا منوّر ” يا ألطف و أرقّ و أعزّ النّاس…
تلميذك الوفيّ المحبّ الممتنّ: عدنان
هذه شهادة الفنان الأصيل والمجدد عدنان الشواشي… حرير الكلام جاء ايضا من المرحوم الطاهر غرسة في حوار اجريته معه ذات مساء وعن سؤالي له عن اذا ما كان يعرف ( بي منور) …قال: “منور زروق فلتة من فلتات الزمن لو انضمّ للرشيدية لاكتمل نصاب الموشحات و المالوف التونسي ..
رحلة منور زروق لم تكتمل بصقل المواهب وتعليمها المالوف والموشحات والانغام والمقامات والسولفيج وكل ادوات التعليم بل تجاوزت حدود المحلي إلى المهرجانات والتظاهرات الوطنية التونسية والعربية حيث شارك عديد المرات بمهرجان تستور الدولي للمالوف وابهر كل عشاق هذا الفن من الجزائر وليبيا وموريتانيا..والمغرب… و تحصل خلالها على عديد الجوائز و اوسمة الاعجاب والتهليل كما شارك في مهرجان قرطاج ذات صيف…
آه ..آه..” بي منور” كم اشتاق الى ابتسامتك وعفويتك، و إلى (طرح ديمينو) بمقهى تونس بقلب المدينة … وكم اشتاق الى موشحاتك و تقاسيم عزفك المتفرد..التي سكنت قلوب عشاقك من اهالي عاصمة الشمال ومدينة اللقالق باجة …
ـ يتبع ـ
تصفح أيضا
لاخوف على وطن يهزج فيه الطبيب و العسكري و الاستاذ و الكاتب و الصحفي بالشعر .وبجكل مكوناته … هذا ما يستنتجه متابع الأمسية التي أقيمت بمقر اتحاد الكتاب أمس الجمعة 26 ماي انطلاقا من الثانية و النصف ظهرا إلى حدود الخامسة …
عنوان الأمسية كان “النثر الآن هنا “…وكانت مهداة إلى روح الصحفية الشهيدة الفلسطينية شيرين ابو عاقلة، وبإشراف الشاعر الكبير. بوراوي بعرون مسؤول نادي الشعر باتحاد الكتاب، الذي افتتح الأمسية المتميزة بورشة ثرية دسمة حول فن النثر .. وأيضا حول الشعر وتفاصيله ومدارسه، مع ذكر تاريخ النثر الشعري … كما تم استعراض أسماء وآثار عدد من شعراء هذا الاتجاه ….
تمت الورشة بحرفية و مستوى متميز قبل أنيفسح إلمجال إلى قراءات حرة، قرأت حلالها طائفة متنوعة من الشعراء ما جادت به قرائحهم من قصائد …مثل الدكتور مختار بن اسماعيل وشاعر عسكري و شاعر صحفي و شاعرات من قطاع التعليم وشاعر صحفي و آخر روائي و شاعر من اطارات السكك الحديدية ..
وقد اضفى ذلك على هذه الأمسية خصوصية هامة تتمثل اولا في ثراء النقاش و المداخلات و الشعر باللغتين العربية و الفرنسية بالإضافة إلى مبادرات ترجمة احتوت عليها هذه الورشة الممتعة … وثانيا في حضور وجوه مختلفة من عديد الإطارات وهو حضور نادر ان تجتمع باقة مماثلة ….وكما ذكرنا فإنه لاخوف على وطن فسيفساؤه شعراء …
قادما من منطقة القصرين الفيحاء وبالتحديد من قرية “حماد”، تخرج عبد الرزاق الميساوي من معهد الصحافة لكنه اشتغل مدرسا فمديرا بالمعاهد الثانوية إلى حين احالته على شرف المهنة.. وقبل هذا وذاك، ظل شاعرا يحلم ويرسم، ولو على جدار الليل …
المكان ؛ مقر اتحاد الكتاب التونسيين بشارع باريس تونس ..الزمان: عشية أمس الجمعة 12 ماي …هكذا كان إطار الاحتفاء بالشاعر عبد الرزاق الميساوي وبديوانه “رسوم على جدار الليل” الصادر عن دار زينب للنشر … قصة الميساوي مع القصيدة بدات من السنة الخامسة ابتدائي، حين عشق زميلة تقاسمه ذات الفصل … و كانت رسائله الشعرية لها أولى الخطى التي قادته والهمته جنون الإبداع…
افتتح الاستاذ الكبير.الشاعر بوراوي بحرون هذه الأمسية مرحبا بالشاعر المحتفى به وبالحضور وأعطى لمحة عن الشاعر.الذي قدمت ديوانه ذا الـ 160 قصيدة موزعة على 140 صفحة، الأستاذة الشاعرة كوثر بولعابة.
في تقديمها،تساءلت عن سر “تغول” اللون الاسود والليل الذي غمر جل القصائد ابتداء من غلاف الكتاب الذي طرح سماء من اللونين الاسود و الأخضر تتناثر عليها مجرّة من نجوم ….عنوان الديوان”رسوم على جدار الليل” يبعث على اسئلة تفضي إلى أسئلة. عن تفاحة ابليس … و تعبير “لا يعد الشاعر شاعرا اذا سجد” … ومرثية الشهيد شكري بلعيد الذي طالته يد الغدر و الإرهاب … إلى هذا الليل الممتد كصفحة لانهائية تغري بالكتابة على أديمها …
يقول الشاعر المسكون دوما بواقع بلدته وبمحيطه: إن الليل هو وجدانه ولا ينبض شعرا الا تحت غطائه …وان الليل ينبهنا إلى الاضواء البعيدة الخافتة التي تزيد جلاء واقترابا بقدر ما يزيد حلكة وغموضا …..
يشار إلى أن الأمسية أثثتها باقة من ورود الشعر أهداها بعض الحضور اثر الاستماع إلى قصائد الضيف، فيما اختارت شاعرة هي منى بالحاج أن تكون مشاركتها شدوا وغناء.
أمسية ممتعة بدار الثقافة “ابن رشيق” بتونس عشية أمس الأربعاء 10 ماي 2023 من الساعة الثالثة لحدود الخامسة … خصصت لمناقشة المجموعة القصصية ” لمبادوزا” للكاتب و الشاعر و المترجم الصديق الراقي الهادي الخضراوي.
عمل الخضراوي بالسلك الدبلوماسي لمدة تفوق العشرين سنة قضاها بين سفاراتنا بعواصم من أوروبا و اسيا، وخبر الكثير من المجتمعات المتعددة الطباع و الأوضاع و مستويات العيش ..لكنه بقي مسكونا بوطنه وهموم بني جلدته على مدى الفترات التي قضاها في مهامه الدبلوماسية، كتب القصص القصيرة المتنوعة المنشورة و الكثير من الإصدارات الشعرية كما قام بترجمة عدد من الأعمال…
قدمت المجموعة القصصية الأستاذة الاديبة حبيبة المحرزي فتطرقت إلى المحتوى الإبداعي لأعمال الهادي الخضراوي و تناولت المنحى النفساني لقصصه التي يصل عددها إلى 14 قصة مجموعة في باقة كتابه “لمبادوزا” …
أما الاستاذ عمر السعيدي مدير منتدى “مؤانسات” فقد افاض في شرح عمل الخضراوي قصة قصة مع تبيان تاريخ كتابتها على مدى اكثر من عشر سنوات وكان بالكاتب ينبض بكل قصة سنويا …وتطرق لأسلوب الكاتب و طرحه للأحداث والزمان و المكان من تونس إلى لمبادوزا ولعل آخرها من اوكرانيا إلى تونس …
قصة لمبادوزا او الجزيرة القاحلة حسب بعض المؤرخين القدامي التي أصبحت قبلة التونسيين والافارقة واحلام الوصول إليها بالنسبة لمن ينقذه الحظ من السقوط لمجة للحيتان …لمبادوزا موضوع كم تم تطارحه والهجرة كم اسالت الحبر واخبار القنوات وأحاديث المقاهي لكن الكاتب الهادي الخضراوي تناول لمبادوزا بفنية خصوصية لمحت لها الأستاذة حبيبة المحرزي التي قدمت هذه الأمسية الرائقة، فيما توجهت المديرة الجديدة لدار الثقافة ابن رشيق، الأستاذة حنان بن ناجم، بتحية رقيقة حين أطلت على الحضور الذي اعطى شحنة وزخما لأجواء الأمسية.
صن نار
- ثقافياقبل 16 ساعة
قريبا وفي تجربة مسرحية جديدة: “الجولة الاخيرة”في دار الثقافة “بشير خريّف”
- جور نارقبل 16 ساعة
ورقات يتيم … الورقة 89
- ثقافياقبل يوم واحد
زغوان… الأيام الثقافية الطلابية
- جلـ ... منارقبل يومين
الصوت المضيء
- جور نارقبل 3 أيام
ورقات يتيم ..الورقة 88
- ثقافياقبل 3 أيام
نحو آفاق جديدة للسينما التونسية
- صن نارقبل 4 أيام
الولايات المتحدة… إطلاق نار في “نيو أوليانز” وقتلى وإصابات
- صن نارقبل 4 أيام
في المفاوضات الأخيرة… هل يتخلى “حزب الله” عن جنوب لبنان؟