الوعي مرتبط بالتعليم.. و المواطنة مرهونة بالتعليم.. و نظافة المخ و العقلية و المحيط في علاقة بالتعليم.. و حتى تفاقم البطالة سببها التعليم..
و التعليم هنا لا يعني الحصول على الشهائد فآباؤنا و أجدادنا كانوا متعلمين بالرغم من أمّيتهم.. لم يدرسوا الرياضيات ولكن نجّارهم و حدّادهم و بنّاءهم يستعملون الزاوية القائمة في صناعة الأبواب.. و التناسب في عدد شكاير السيمان والرمل و الڨريفاي.. و الإيقاظ العلمي في الزراعة و الحرث و التسميد..
أجدادنا كانوا يحبون الوطن رغم أنهم لم يدرسوا التربية المدنية و الوطنية و لم بحفظوا النشيد الوطني و لم يقوموا بتحية العَلم.. اليوم انتشر التعليم و زالت الأمّية و أصبحنا نتحدث عن المعطّلين عن العمل من أصحاب الشهائد العليا و كأن بطّال السادسة جيم لا يعتبر بطّالا..
تراكم مئات الآلاف من العاطلين راجع بالأساس للمنظومة التعليمية في بلادنا التي جعلت من الارتقاء و النجاح قاعدة و الرسوب استثناء.. التلميذ ينجح بوه على خوه ليجد الشاب نفسه في الخامسة و العشرين من عمره بطّالا “بشهادتو”..
لذلك لابد من التفكير في إصلاح منظومة التعليم بمختلف مراحله.. لابد من غربلة مبكرة تُعيد البعض للمِهن و الحِرف على منوال التعليم الثانوي المهني و الطويل.. مع مزيد الحزم في إسناد تأشيرات النجاح و الرسوب في المدارس والمعاهد.. لأن الفشل المدرسي لا يعني الفشل في الحياة..