تحصّل الأستاذ في جامعة نيويورك البروفيسور التونسي نادر المصمودي على جائزة الملك فيصل للعلوم لهذا العام، لجهوده المتميزة في تحليل المعادلات غير الخطية التفاضلية والجزئية وإسهاماته البارزة في النظريات الرياضية لديناميكيات الموائع من خلال إدخال تقنيات رياضية مبتكرة. ومُنحت جائزة العلوم بالاشتراك مع البروفيسور مارتن هيرر، عالم الرياضيات النمساوي البريطاني.
وقد أقيم حفل الإعلان عن الجائزة أمس الخميس 6 جانفي 2022 بالعاصمة السعودية الرياض في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، والذي يوفر منصة معرفية تجمع الباحثين والمؤسسات الأكاديمية لإنتاج بحوث أصيلة في العلوم الإنسانية والاجتماعية، والمشاركة في الحوارات العلمية والفكرية والثقافية.
وانتخب المصمودي السنة الماضية عضوا في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم إعترافا بأهمية إسهاماته في بلورة حلول رياضية لكثير من المسائل الفيزيائية التي ظلت دون حلّ طيلة قرون.
من هو نادر المصمودي؟
ولد نادر المصمودي سنة 1974 في مدينة صفاقس، وأظهر نبوغا في الرياضيات في أثناء دراسته الثانوية مكّنه من المشاركة في الأولمبياد الدولي للرياضيات عام 1992 الذي حاز فيه الميدالية الذهبية ليكون بذلك أوّل عربي وأفريقي ينال هذا التتويج.
وفي 1996، تحصل على شهادة في الرياضيات من مدرسة الأساتذة العليا في باريس، ثمّ في 1999 تحصل على دكتوراه من جامعة باريس دوفين لأطروحته التي أطرها بيار لويس ليونز والتي تحمل عنوان مشاكل المقاربة في ميكانيكا الموائع (Problèmes asymptotiques en mécanique des fluides).
وانتقل بعدها المصمودي إلى نيويورك، حيث بدأ منذ 2008 يعمل كأستاذ رياضيات في المعهد العالي لعلوم الرياضيات من جامعة نيويورك.
درّس بالأساس التحليل الدالي والهندسة التفاضلية والعدد المركب وتحصل على ميدالية أفضل مقال علمي نشر في حوليات هنري بوانكاريه في 2011، وعلى منحة بحثية من مؤسسة العلوم الوطنية في 2012.
وفي 2014، قدّم عرضا أثناء ندوة ميدالية فيلدز التي تنظم سنويا لعرض عمل الفائز الجديد بالميدالية وتقديم مراجعاته العلمية، وفي 2015، أصبح نادر المصمودي أستاذا في جامعة نيويورك،
وشارك في عدّة مشاريع بحثية مثل مشروع إحصاء علماء الرياضيات، كما أشرف بنجاح على أطروحات عدة طلبة من جامعة نيويورك.
وفي 2017، تحصل على جائزة فيرما بالتشارك مع الألماني سيمون بريندل “لعمله في تحليل المعادلات التفاضلية الجزئية غير الخطية، وعلى وجه الخصوص لمساهماته الأخيرة في الحل الدقيق والشامل لمشاكل الاستقرار الهيدروديناميكية التي أثارها الآباء المؤسسون لميكانيكا الموائع الحديثة في أواخر القرن التاسع عشر”.