فُرن نار
ليّ الذراع بين إيران والكيان… انطلقت حرب الضربات المحدودة
نشرت
قبل 7 أشهرفي
إثر اعتداء اسرائيل على القنصلية الإيرانية وقتل عدد من قيادات جيشها صممت إيران على رد الفعل على سلسلة اغتيال كوادرها و علمائها التي يقوم بها الكيان الاسرائيلي طيلة السنوات الأخيرة.
غير أن الدولة الإيرانية شاءت أن تتصرف بحكمة و صبر وقراءة جيدة لميزان القوى الذي لم يكن في صالحها خاصة ان المرحلة لا تسمح لها بشن حرب واسعة النطاق وهي تعيش وضعا اقتصاديا صعبا و وإمكانياتها العسكرية لا تضمن نصرا كاسحا او حتى نصف نصر. غير أن رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو الذي كان يسعى إلى تقليص الضغوط الداخلية وفشله في “القضاء على حماس” و استعادة الأسرى، راح يبحث عن تحويل وجهة الرأي العام الدولي و حتى الداخلي عن المجازر التي يقوم بها يوميا ضد الشعب الفلسطيني وهي مجازر وعمليات دمار و تجويع ترتقي كلها إلى ما اكبر من الفظائع النازية زمن هتلر و جنرالاته..
ومن هنا جاء فتح جبهة مع إيران باستهداف قنصليتها بدمشق، وكان لا بد لطهران من رد الفعل كاية دولة على وجه الأرض. و قد رد الإيرانيون فعلا وكان هدفهم إرسال إنذار للكيان بقدرتها على إصابة عمقه ابغضّ النظر عن إلحاق أو عدم إلحاق أضرار بسكانه او مؤسساته. ولعل ما يدل على ذلك اعلان إيران مسبقا عن الضربة التي استعدت لها اسرائيل و عدد من الدول الغربية و الاساطيل التابعة لها واستطاعت اعتراض الجزء الأكبر من المسيرات و الصواريخ.
وعوض التنديد بضرب اسرائيل لقنصلية ايران بسوريا هاجت الولايات المتحدة و الدول الغربية ضد إيران و تجمعت و اجتمعت على مزيد معاقبتها ووصم جيشها الوطني بالإرهاب. و قد وجد نتنياهو الفرصة سانحة لإعادة تحريض الولايات المتحدة وحلفائها على الدخول في حرب مع إيران وقد استند نتنياهو على حقيقة ثابتة تتمثل في التزام المعسكر الغربي المستمر والمطلق بـ”حماية اسرائيل”.
يبقى سؤال مطروح بعد ضربة اسرائيل الجديدة لإصفهان هل سترد إيران مجددا ؟ وهل سيشعل ذلك مواجهة حقيقية قد تشمل دخول الولايات المتحدة الأمريكية و الغرب وأول دوله إنكلترا و ألمانيا ؟ وإلى أي حد ستتخلى أمريكا عن رغبتها في اجتناب حرب مع إيران خلال هذه المرحلة قبل الانتخابات وايضا حماية لمصالحها وقواعدها بالخليج، خاصة أن توسع نطاق الحرب قد يضرب هذه المصالح إذا اما استهدفت إيران وحلفاؤها (هي أيضا لها حلفاء وموجعون أيضا) القواعد الأمريكية و حقول المحروقات بالخليج ومنافذ المرور من البحر الأحمر أو مضيق هرمز أو حتى المحيط الهندي غير البعيد عن مرمى نيرانها..
لقد اختارت إيران لحد الان إثر ضربة فجر الجمعة خطابا يوحي بالتهدئة عوض التهديد و الوعيد متعللة بان الخسائر كانت معدومة و انها فقط اعترضت “الأجسام الغريبة ” فيما حرصت اسرائيل من جهتها على عدم اعلان مسؤوليتها عن قصف إصفهان. مما يوحي بأن لا أحد منهما يرغب في فتح واجهة قد لا تنتج انتصارا او هزيمة بقدر ما قد تتمخض عن دمار شامل …
لكن هذا لا يلغي من الحسابات إمكانية قيام إيران بتحريك أذرعها في العراق او اليمن وخاصة في لبنان وحزب الله لإنجاز رد الفعل الثاني على ضربة اسرائيل، وهو ما يعني أستمرار لعبة لي الأيدي سياسيا اكثر من الاندفاع نحو الحرب. فنتنياهو يرغب في تمديد حكمه بإعادة صورة اسرائيل العسكرية التي سقطت في وحل غزة، وايران تريد المحافظة على صورتها و موطىء قدمها لدى اذرعها التي تعتبرها آليات الدفاع عنها لدى اية مواجهات مفترضة مع الكيان والولايات المتحدة و فرض حضورها السياسي في منطقة عربية تفوق صورة “الرجل المريض”
تصفح أيضا
محمد الزمزاري:
منذ اكثر من اسبوع نفذ الايرانيون حوالي 200 ضربة صاروخية ضد اسرائيل استهدفت احواز تل أبيب ومباني للموساد ومطارا عسكريا، كما اكدت بعض المعلومات العبرية تدمير 20 طائرة F35 ونسف 102 من المساكن المدنية.
لكن لعل المهم في هذه العملية التي اختلفت عن سابقتها انه رغم علم المخابرات الأمريكية بها مسبقا بالتفصيل وعلم بعض الدول العربية المدعوة لاعتراضها و رغم الاحتياطات العسكرية الإسرائيلية ونشاط القبة الحديدية واخواتها من التجهيزات العصرية، فقد أصابت الصواريخ أهدافها مع بعض الاستثناءات الطفيفة التي تم اعتراضها من دفاعات الكيان والسفن والقواعد الأمريكية والانكليزية المنتشرة بالخليج والبحر الأحمر، وكذلك الصاروخ الذي اعترضته القوات الاردنية ليسقط في ترابها…
لقد أثارت الضربة الإيرانية تفاعلات متعددة و حتى شكوكا في جدواها وتأثيرها الحقيقي كما تم حتى نعتها بـ”المسرحية ” و هو نعت يجد شرحا مقبولا مادام الامريكان قد علموا بها مسبقا بطريقة او بأخرى ومادام الصهاينة في تحفز عسكري و جاهزية لاستقبال الضربات. لكن ذلك لا يعني أنه لن يكون هناك رد اسرائيلي منتظر منذ اكثر من اسبوع ويمهدد تارة بضرب المنشآت النووية وأخرى بتدمير منصات البترول وشل جزء كبير من الاقتصاد الإيراني، إضافة إلى مواصلة سياسة اغتيال القيادات ..
تطلعات نتنياهو النازية كان يعلنها دوما ومنذ وصوله للحكم وتترجم معاداة عميقة لإيران و هدفا واضحا لدفع الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة هذا “الشيطان”… و قد يبدو أن الامريكان يجادلون نتنياهو حول اجتناب ضرب المفاعل النووي، لكن من خبر السياسة الاتصالية الأمريكية. يدرك ان كل الغوغاء بينها وبين قيادات الكيان لم تكن في واقع الأمر الا مناورة لربح الوقت و تسويقا إعلاميا… نعم ان الولايات المتحدة تتوجس قليلا على قواعدها المهددة بالخليج لكن كل ذلك يمر بعد أهدافها الاستراتيجية ودعمها للكيان…
أول أمس زار احد اكبر قادة الجيش الأمريكي إسرائيل للتنسيق حول رد الكيان وهذه الزيارة ليست للضغط على اسرائيل او إثناء نتنياهو عن قصف المفاعل النووي بقدر ما كانت لتدارس فاعلية الهجمات، وأقرب للظن ان الضربة ستكون خلال الـ 48 ساعة القادمة بعد أن تم تحضيرها بين الصهاينة والامريكان.
. مصادر قريبة من الكيان سربت خبرا عاجلا يؤكد ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بصدد تقديم مقترح اتفاق يعتبره هاما ويتمثل في الخطوط التالية:
تبادل الأسرى مع حماس
فتح المعابر
خروج الجيش الصهيوني من غزة
إيقاف الحرب
خروج السنوار والقادة العسكريين لحماس إلى بلد اخر
الاتفاق على إدارة غزة
إن مشروع هذا الاتفاق يهدف به نتنياهو اولا إلى رمي الكرة لحماس وعلى أنها رافضة لكل الاتفاقيات… ثانيا إيجاد أرضية سياسية لإعلان انتصاره على حماس و القضاء عليها… ثالثا، ضمان إعادة الأسرى لدى حماس وتخفيف ضغط الشارع الصهيوني للتفرغ لحرب لبنان… اخيرا، حشد جيشه على شمال الكيان.
لم يتم بعد الاعلان عن هذا المقترح المرفوض دون شك من قبل حماس من جهتها و لكن سيدعمه الرئيس الأمريكي جو بايدن من جهة اخرى.
إن اشتعال الحرب بين اسرائيل وحزب الله لا تفصلنا عنه الا ايام او ساعات معدودة وهي في واقع الأحداث قد بدأت منذ أول أمس بالاعتداءات التمهيدية قبل الهجوم وعلى المقاومة إن تحسم هذه المرة دون تأجيل او تأخير مثل الردود السابقة التي تم تعويمها لتعوضها تهديدات بردود جديدة…
إن النازية الصهيونية لا تعرف حدود القوانين العالمية و الأخلاقية فقد قتلت الأطفال والمدنيين واحرقت الأحياء تحت المباني ولن تدرك الا الدروس الموجعة مثل ضرب المدن و المستعمرات في عمق الكيان عبر فترة استنزاف طويلة مادم الشعب الفلسطيني يدفع ضريبته كل يوم وكل ساعة.
محمد الزمزاري:
أول أمس كان الاجتماع المضيق الثاني لقيادات الكيان الصهيوني كما تم استقبال المسؤول العسكري الأمريكي و كذلك بعض المسؤولين الامريكان الآخرين خلال الأسابيع الماضية.
والواضح ان اللقاءات كانت تتمحور حول فتح جبهة شمالي فلسطين المحتلة مع لبنان تحت ذريعة إعادة السكان المهجرين جراء صواريخ و مسيرات حزب الله… أثناء ذلك اطلق الحوثيون صاروخا بالستيا لم تتمكن المضادات من اسقاطه وبلغ هدفه قرب تل أبيب بدقة مما آثار فزعا كبيرا لدى السكان …وتوعد نتنياهو الحوثيين بعقاب جديد … هذه بعض المؤشرات زيادة على عمليات الاستنزاف اليومية التي نجح خلالها حزب الله في ضرب مواقع عسكرية متعددة شمال وغرب الكيان و كذلك على هضبة الجولان المحتل.
كل هذه مؤشرات لكن لعل اهمها هو ما حصل امس من تفجير اسرائيل لمسالك شبكات اللاسلكي بلبنان و قتل عدد من المواطنين بالإضافة إلى مقاومين تابعين لحزب الله وجرح اعداد كبيرة جدا من مستعملى الهواتف.
جدير بالتذكير ان الصهاينة يسيطرون على شبكات الهواتف منذ اكثر من عشر سنوات كافية مهمة من آليات الاستخبارات و الاغتيال و المتابعة وخلال السنوات الماضية تم كشف عملية خطيرة تقوم بها مصالح المخابرات الصهيونية ممثلة في مسك نسخ من شرائح الهواتف لعدد مهول من المسؤولين… ا
ثر عملية التفجير اليوم هدد حزب الله برد سريع قد يطال مسالك الكهرباء بعدد من المدن او أحد المراكز الحساسة الأخرى وهو ما سيكون الذريعة المناسبة لنتنياهو الهارب إلى الامام لإعلان الحرب على لبنان وربما توريط الولايات المتحدة في نزاع إقليمي وارد الوقوع.
فرصة سانحة لنتنياهو لخلق ذريعة لمواصلة تمسكه بالكرسي و هروبه من اية محاكمة داخل الكيان او خارجه كما قد تكون فرصة أيضا لمساندة فعلية للفلسطينيين و فرض عملية استنزاف على كامل الأرض المحتلة و عدم استثناء اية منشآت او مدن قد يكون الدرس الأكبر للكيان الصهيوني منذ انشائه سنة 1947 ..
حدث في رزق البيليك… المرجان الأحمر ينزف دما
سليانة: غدا… أدب الطفل في ملتقى عبد القادر الهاني
اختتام الدورة الثامنة لمنتدى المؤسسات Enicarthage
تونس: مؤتمر وطني حول ريادة الأعمال النسائية
بعد 61 عاما… هل يكشف ترامب عن معطيات جديدة حول مقتل “جون كينيدي”؟
استطلاع
صن نار
- منبـ ... نارقبل 12 ساعة
حدث في رزق البيليك… المرجان الأحمر ينزف دما
- ثقافياقبل 15 ساعة
سليانة: غدا… أدب الطفل في ملتقى عبد القادر الهاني
- اقتصادياقبل 19 ساعة
اختتام الدورة الثامنة لمنتدى المؤسسات Enicarthage
- اقتصادياقبل 23 ساعة
تونس: مؤتمر وطني حول ريادة الأعمال النسائية
- صن نارقبل 23 ساعة
بعد 61 عاما… هل يكشف ترامب عن معطيات جديدة حول مقتل “جون كينيدي”؟
- داخلياقبل 23 ساعة
النفيضة: وقفة احتجاجية لأهالي “دار بالواعر”… على خلفية سقوط تلميذ من حافلة
- صن نارقبل 24 ساعة
حرب أوكرانيا… رسالة روسية في شكل صاروخ قادر على الدمار الشامل
- صن نارقبل 24 ساعة
لندن.. “طرد مشبوه” يتم تفجيره قرب السفارة الأمريكية