مسرحية (جي بي اس) لمحمد شرشال … اللاّ إنسان، في التعبير عن الإنسان
نشرت
قبل 3 سنوات
في
من الاعمال المسرحية التي رُشّحت لنيل جائزة افضل عمل بالدورة 22 لأيام قرطاج المسرحية..والتي أثارت جدلا على غرار “كابوس انشتاين” و “آخر مرة” لوفاء الطبوبي، نذكر مسرحية “جي بي اس” للمخرج الجزائري محمد شرشال الذي حاز في النهاية على جائزة الإخراج، كما نال بطله محمد حواس جائزة أفضل ممثل عن دوره في ذات المسرحية …
و تحت تصفيق جماهير مدينة الثقافة، عبر شرشال عن عشقه لتونس و فضل أيامها المسرحية على مساره الناجح … و الحقيقة أن العمل الذي شارك به صحبة فريقه الفني “جي بي أس”، كان طرحا استثنائيا لقامة مسرحية متفردة … وللذين يعلمون والذين لا يعلمون فان محمد شرشال كان دوما متمردا على القوالب الدرامية السائدة منذ تخرّجه على ايادي كبار المسرحيين بالجزائر كعبد القادر علولة، كاتب ياسين، عبد الرحمان كاكي، حسن بربورة…و اطّلاعه الواسع على عيون المسرح العالمي (شكسبير، سوفوكلس، بريشت، موليير…) …
نشير أيضا إلى أن شرشال سبق له أن تحصل السنة الماضية على جائزة افضل عمل مسرحي بمهرجان المغرب عن مسرحية “ما بقات هدرة”… كما نال سنة 2020 جائزة مهرجان المسرح العربي بالأردن عن مسرحية “جي بي أس” التي قدم بها هذه السنة إلى تونس … عمل شد انتباه أغلب المسرحيين و النقاد الذين حضروا الدورة، و منهم الكاتب البحريني يوسف الحمدان، الذي كتب بحب كبير عن المسرحية و مخرجها قائلا عنه إنه من القلائل في مسرحنا العربي الذين شغلهم البحث و التجديد المستمرّين …
تعالج هذه المسرحية التي ألفها وأخرجها محمد شرشال و أنتجها المسرح الوطني الجزائري، ضياع الإنسان المعاصر بين أفكاره ومبادئه ومواقفه، وتمزج بين تقنيات السينما والمسرح مع استخدام كبير للإيماءات والحركات والهمهمات مع موسيقى تصويرية مرافقة. و انفرد هذا العمل بتوظيف الجمل الموسيقية كلغة أساسية تكتمل صياغتها عبر حركات الممثلين المختفية وجوههم خلف أقنعة فيما تتخذ أجسادهم على الخشبة أشكالا بهلوانية.
شخوص ينتظرون الخلاص، من دون جدوى، منذ ولادتهم، أو نزولهم إلى الحياة توائم، جراء نزوة بين الذكر والأنثى، والقطار الذي هو رمز الخلاص يمر في كل مرة من غير أن يستقله أحد منهم، وبينما هم ينتظرون ينشغلون ببعضهم البعض، ولا ينتبهون إلى الوقت ولا إلى عبور القطار حتى تداهمهم الشيخوخة.
عن مسرحيته يقول محمد شرشال: كان فيها نوع من الاختبار على وقع هذا النوع من الأعمال على الجمهور الذي تعود على المسرحيات المنطوقة فقد كان فيها فصلان أحدهما ناطق والآخر صامت لأنني كنت أريد اكتشاف مدى تقبل الجمهور السمعي للآداء الصامت، والذي هو حقيقة ليس أسلوبي بل شكل متعارف عليه في العالم أجمع لكنه فقط في بلداننا غير مألوف.