تحت اشراف وزارة الشؤون الثقافية وبالتعاون مع كل من بيت الشعر التونسي وولاية منوبة والمندوبية الجهوية للشباب والرياضة بمنوبة ودار الشباب وادي الليل ودار الثقافة “ابن خلدون” المغاربية وبالشراكة مع جمعية سنا سفيطلة وجمعية مدارات المغربية وبمساهمة نادي السرد “توفيق بكار” بدار الثقافة “ابن خلدون”، تنظم الرابطة العربية للفنون والابداع التي ترأسها الشاعرة والروائية فتحية الهاشمي، فعاليات الدورة 12 لـ”مهرجان قافلة المحبة” وذلك من 22 الى 24 ديسمبر.
وقد اختارت هيئة الرابطة المنظّمة ان تخصص هذه الدورة للشاعر المرحوم شكري بوترعة وان يكون محور اهتمامها “التصوف العلمي من الندية إلى الانصهار أو الصوفية بين العلم و الذاكرة الشعبية”، وذلك بمشاركة عدد من المبدعين والاعلاميين من عدة دول عربية من أهمها فلسطين، المغرب، ليبيا ، العراق، الجزائر الى جانب المشاركات التونسية وذلك في مختلف الألوان الأدبية والانتاجات الفنية.
ويفتتح المهرجان مساء يوم 22 ديسمبر من دار الثقافة “ابن خلدون” بقلب العاصمة بزيارة مجموعة من المعارض منها معرض الكتب ومعرض الرسام المغربي محمد منير ثم الاستماع إلى بعض المقتطفات الشعرية بصوت الشاعر شكري بوترعة والاستماع الى معزوفات لمجموعتي “جيل جيلالة” و”ناس الغيوان” تحية لروح الشاعر شكري بوترعة ثم تنعقد جلسة ينشّطها ويسيّرها الإعلامي ناجي بن جنات من اذاعة تونس الثقافية وتتضمن كلمات افتتاح المهرجان من قبل وزيرة الثقافة حياة قطاط فكلمة والي تونس ثم كلمة مدير بيت الشعر التونسي الشاعر أحمد شاكر بن ضيّة فكلمة رئيسة الرابطة العربية للفنون والإبداع.
يتمّ إثر ذلك تكريم عائلة الشاعر شكري بوترعة من خلال الاستماع إلى شعراء العائلة و كلماتهم وهم زوجته منية بوترعة وأخته الشاعرة ضحى بوترعة والشاعرة أمال بوترعة والشاعر رياض الشرايطي ثم تقدّم وصلة موسيقية مع فسحة شاي على روح المرحوم الشاعر شكري بوترعة يتخللها توزيع كتاب شكري بوترعة “أخيرا تذكرنا أننا كنا نعرفك”الصادر عن مجلة”مدارات الثقافية” المغربية في أكتوبر الماضي وفي اعداد للشاعر والكاتب المغربي محمد منير ومن تأليف مجموعة من الكتّاب منهم التونسيين والتونسيات فتحية الهاشمي وضحى بوترعة والكاتبة والفنانة التشكيلية سماح بن داود والشاعرة سونيا فرجاني والاعلامي محمد بن رجب والشاعر رياض الشرايطي والشاعر فرحناز فاضل الى جانب الشعراء والمبدعين المغاربة احميدة بلبالي والزجال حفيظ لمتوني والناقد سعيد بوعيطة والشاعرة سعاد ميلي والشاعر الحسن الكامل.
وإثر ذلك تقدّم مجموعة من القراءات الشعريّة لضيوف المهرجان وهم المغاربة محمد منير وهو شاعر و رسام و احد مؤسسي مهرجان قافلة المحبة، وفاطمة بصور وهي شاعرة و ممثلة والجزائريون محمد لخضر جويني وهو شاعر ورئيس مكتب بيت الشعر لولاية تبسة و مصطفى بوغازي وهو شاعر واعلامي والشاعر عبد القادر رقية والليبيون الدكتور الناقد جلال خشاب والكتورة امال محمد سليمان و الاستاذة منى محمد سليمان الى جانب الشعراء التونسيين منصف كريمي، وليد السبيعي، مراد ساسي، نور الدين بن يمينة، ضحى بوترعة، سليمى السرايري وفتحية الهاشمي. لتقدّم إثر ذلك مجموعة من الشهادات الحية و المداخلات الشعرية حول كتابات شكري بوترعة ليكون الاختتام مع وصلات غيوانية كما يعشقها الشاعر المحتفى به.
ويوم 23 ديسمبر يكون الموعد مع تنشيط لشوارع مدينة وادي الليل مع فرقتي أنصار السلام و ناس الناس، ثم ينتظم بدار الشباب وادي الليل معرض للرسم و معرض للكتب لتنعقد جلسة يديرها الشاعر المغربي محمد منير وتتضمن كلمات الترحيب من قبل كلمة والي منوبة والمندوب الجهوي للشباب والرياضة بالجهة ومدير بيت الشعر بتبسّة ومديرة دار الشباب بوادي الليل ورئيسة الرابطة العربية للفنون والإبداع فوصلة موسيقية ثم يقدّم الأستاذ منذر المرزوقي مداخلة بعنوان” العلاقة بين الأدب و التصوف”، تليها مداخلة ثانية للأستاذ سعيد بوعويطة من المغرب بعنوان “هاجس التجريب واشتغال الرؤيا الصوفية في الرواية العربية – رواية (ظل الله) لفتحية الهاشمي نموذجا”. ثم تقدّم من الروائية رفيعة بوذينة شهادة روائية أولى تليها شهادة روائية ثانية للأستاذ عبد المجيد يوسف من خلال تقديم ديوان ابن الفارض فااختتام اليوم الثاني من المهرجان مع قراءات شعرية لعدد من الشعراء من المغرب و الجزائر و تونس مع وصلة غيوانية.
ويوم 24 ديسمبر وفي اليوم الاختتامي للمهرجان ينتظم معرض الكتب و للفنون التشكيلية وبالشراكة مع دار الثقافة المغاربية و بمساهمة نادي السرد “توفيق بكار” تنتظم جلسة أدبية تديرها الأستاذة نجاح عز الدين وتتضمن كلمة مدير دار الثقافة “ابن خلدون” ثم كلمة رئيس الوفود الشاعر المغربي محمد منير فكلمة بيت الشعر الجزائري بتبسة فكلمة رئيس نادي “بيت السرد توفيق بكار” ثم كلمة رئيسة الرابطة العربية للفنون والإبداع فوصلة موسيقية فتقديم مداخلة للأستاذ مراد ساسي بعنوان “الجانب الصوفي في روايات الروائي نعمان الحباسي” تليها مداخلة الاعلامي منصف كريمي بعنوان “رواية (شقائق الشيطان) لنعمان الحباسي بين الواقع و المخيال الصوفي” فمداخلة ثالثة للأستاذ بشير الجلجلي بعنوان “عندما يتشكل التصوف قصا في السرد التونسي”.
تليها شهادات روائية لنعمان الحباسي و سماح بني داوود ووليد السبيعي فحفل توقيع روايتي “شقائق الشيطان” للروائي نعمان الحباسي و”أنطالاس” للشاعر والروائي وليد السبيعي فتقديم مقتطفات شعرية زجلية من الجزائر و المغرب و تونس تتخللها وصلات موسيقية تختتم بتكريم كل المساهمين في انجاح هذا المهرجان الادبي والفني الذي يعدّ محطة ثقافية هامة ضمن المشهد الثقافي الادبي والفني العربي
أعلنت الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء 22 جويلية/ تموز 2025، عزمها الانسحاب مجددا من منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، بسبب ما تعتبره واشنطن “تحيزا ضد إسرائيل”، وذلك بعد عامين فقط من عودتها للمنظمة.
وسوف تكون هذه هي المرة الثالثة التي تنسحب فيها الولايات المتحدة من اليونسكو، التي تتخذ من باريس مقرا لها، والثانية خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وكان دونالد ترامب انسحب بالفعل من المنظمة خلال فترة ولايته الأولى، ثم عادت الولايات المتحدة بعد غياب خمس سنوات، عندما تقدمت إدارة بايدن بطلب للانضمام مجددا.
ومن المقرر أن يدخل قرار الانسحاب حيز التنفيذ في نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2026.
من جهتها، أعربت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي عن أسفها لقرار الولايات المتحدة الانسحاب من المنظمة الأممية مع تأكيدها أن القرار كان “متوقعا”. وقالت أزولاي “يؤسفني جدا قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب الولايات المتحدة الأمريكية من اليونسكو… ورغم أن الأمر مؤسف إلا أنه كان متوقعا واستعدت اليونسكو له”.
يشار إلى أن الولايات المتحدة تساهم بنسبة 22 بالمائة من ميزانية المنظمة، علاوة عن تمويلها لعدة برامج خاصة ودفع متخلدات بعض الدول غير القادرة على السداد.
في ثاني عروض الدورة التاسعة والخمسين من مهرجان قرطاج الدولي مدّ الفنان رياض الفهري على الركح الأثري بقرطاج بساطا فنيا لا يعترف بالحدود واختار له من الألوان الأحمر بكل ما يحمله من دلالات العاطفة والحب والحياة. “البساط الأحمر 2” امتداد لمغامرة موسيقية سابقة تحمل الاسم نفسه، نسجت مجموعة الألحان لوحة فنية فريدة من كل أنحاء العالم وشكلت رحلة فنية حسية ساحرة تجولت بالجمهور بين ثقافات مختلفة. مزجت بين شتى الانماط الموسيقية المختلفة،
استمع الجمهور الى مقتطفات من مسلسل “المايسترو” وهو من فكرة وموسيقى رياض الفهري وسيناريو عماد الدين حكيم وإخراج الأسعد الوسلاتي، وهو يصور تاثير الموسيقى في نفسيات ووعي وسلوكيات الأطفال في مراكز الإصلاح. “وحدها الموسيقى قادرة على تغيير العالم” تختزل هذه الكلمات المشاهد التي مرت على الشاشة وتحمل بعض من ملامح العرض الذي تغير فيه وجه العالم فصار مساحة رمزية امتزجت فيها الأنغام التونسية والإسبانية والإيطالية، مع موسيقى الكانتري وغيرها من التلوينات والانماط والمقامات الموسيقية المتنوعه في توليفة فنية تسعى إلى كسر الحواجز بين الأنماط الموسيقية والثقافات، حيث يخلق كل من العازفين والمغنين مساحة مشتركة للاحتفال بالجماليات الإنسانية على إيقاع موسيقي يقوم على الانفتاح على الثقافات، والتجريب الموسيقي، وبناء جسور صوتية وموسيقية بين الشعوب.
اختار الفهري عدة آلات موسيقية متنوعة شرقية وغربية مثل الكمان والناي والترومبيت والقانون والدرامز والعود وغيرها مزج بينها في هارموني بديع وحوار ولغة موسيقية عالية وراقية . في “البساط الأحمر 2″، قدّم رياض الفهري رؤية خاصة فنية موسبقية خاصة وهو لا يكتفي باستحضار أنماط موسيقية من الشرق والغرب، بل يُعيد تركيبها وصياغتها فنيا وتوزيعها ضمن إطار إبداعي جديد تشدو به أصوات مختلفة بأكثر من لغة ولهجة حيث امتزجت العربية والإسبانية، والإيطالية والإنكليزية والعامية التونسية.
من الاغاني التي أعادتنا الى زمن الفن الجميل والطرب الاصيل اغنيتا “سيدي منصور يا بابا” و “مااحلى ليالي اشبيلية” في توزيع جديد بعث فيها روح جديدة دون أن يفقدها رونقها وروحها الأصلية ليشدو بها جمهور قرطاج ويتفاعل معها. بين أنماط موسيقية مختلفة تنقل برنامج العرض بسلاسة من الموسيقى التونسية إلى الفلامنكو الإسباني، ومن الجاز الأمريكي مرورا بأنغام المتوسط، في انصهار وتناغم بديع جذب إليه الجمهور وتفاعل معه وفي اتساق تام مع شعار المهرجان “تاريخ يتحكَى، فنّ يتعاش”، روت كل لوحة موسيقية تاريخا بعينه وشكلت حياة بأسرها حيث تنوعت وتشاركت تجارب عازفين من تونس، وبلدان أخري مثل ساياكا كاتسوكي (اليابان) التي أوجدت نقطة التقاء بين الشرق والغرب على أعتاب الأوتار، وبرينان جيلمور (الولايات المتحدة) الذي وشح العرض بمسحة من الجاز، ومارسيلو بيوندوليلو (إيطاليا) الذي استحضر زخم الموسيقى المتوسطية.
وفي مشهدية تتماهى فيها الطرافة والخيال والفرادة، أوجدت « Orchestra Playtoys »، ألحانا مخصوصة عبر آلات هي في الأصل ألعاب الأطفال، في تجربة حملت الجمهور إلى عوالم الطفولة وبرهنت على أن الإبداع يحافظ على عهد البراءة الأول ويبقى وفيّا لها. وعلى صوت إسراء بن سليمان في أغنية “إسراء تحلم بفلسطين” رفرفرت رايتا تونس وفلسطين على الشاشات وكانت كل تفاصيل الأغنية بمثابة الحلم، لحنا وكلمات، حيث تجلت فيه القدس منتصبة والزيتون شامخا.
لم يقتصر عرض “البساط الأحمر 2” على الجانب السمعي، بل مثّل أيضا لوحة بصرية بفضل الإضاءة المدروسة، والإخراج الركحي الديناميكي، والتفاعل الحي بين العازفين والارتجال الذي شارك فيه الجمهور كما ظهرت بصمة رياض الفهري كمؤلف موسيقي قادر على إدارة حوار نغمي بين ثقافات متعددة، وخلق وحدة فنية من عناصر شديدة التنوع، فحافظ على تماسكها من حيث البناء اللحني والإيقاعي، رغم التعدد الكبير في الأنماط والمصادر. وكان جمهور قرطاج شريكا في التجربة فقد تفاعل مع كل انتقال لحني، وكل دخول لآلة أو صوت جديدين على نسق عرض تأملي وجمالي عميق، تمثل فيه الموسيقى مساحة لقاء، ومجال تبادل. بين الأنماط الموسيقية المختلفة.
ابدع الموسيقار الفنان رياض الفهري في عرضه الأوركسترالي العالمي الكبير الذي تفاعل معه الحضور ناسيا خيبة امله في العرض الافتتاحي الذي جاء باقل من المستوي الفني الذي يليق بمهرجان فني عريق كمهرجان قرطاج الدولي وكان من الاولي ان يكون هذا العرض هو عرض الافتتاح.
افتُتحت مساء السبت 19 جويلية 2025، الدورة 59 من مهرجان قرطاج الدولي بعرض تونسي بعنوان “من قاع الخابية”، للموسيقار محمد القرفي، وسط حضور جماهيري لم يتجاوز نصف طاقة استيعاب المسرح أو أكثر قليلا، مما يعكس إقبالاً متوسطًا على سهرة الافتتاح.
يذكر أن هذه السهرة كانت تسعي إلى الاحتفاء بالتراث الموسيقي التونسي، حيث جمعت على ركح مسرح قرطاج الاثري عددًا من الأصوات التونسية، منها علي سبيل المثال محرزية الطويل، حمزة الفضلاوي، شكري عمر الحناشي، والشاذلي الحاجي كضيف شرف، والممثل جمال المداني، بمرافقة الأوركسترا السمفوني التونسي، كورال أصوات أوبرا تونس، والفرقة الوطنية للفنون الشعبية.
احتوى هذا العرض على تنوع موسيقي وأسماء من الزمن الجميل حيث تضمّن البرنامج باقة من الأغاني والمعزوفات المستمدة من الذاكرة الجماعية التونسية، مثل سلام الباي، أو ودعوني، يا خيل سالم، ونشيد الحياة، إلى جانب مقطوعات ذات طابع تأملي مثل من خلف ضباب الليل وغيرها. وتنوّعت التوزيعات بين الأداء الفردي والجماعي، وبين الآلات الكلاسيكية والنحاسيات ذات الطابع الشعبي، في محاولة لكسر الفجوة بين الموسيقى الراقية والتراث اليومي. وحرص العرض على تقديم أعمال من تأليف وتلحين أعلام الموسيقى التونسية والعربية، مثل الهادي الجويني، محمد الجموسي، أبو القاسم الشابي، والأخوين الرحباني.
وعبّر الموسيقار محمد القرفي في تصريحه بعد اختتام العرض عن فخره بهذا العرض، معتبرًا أنه ثمرة جهود جماعية وتحضيرات معقّدة امتدت لأسابيع، مشدّدا على أهمية إبراز التراث الموسيقي التونسي بكلّ تنوعه. وبينما يشكّل هذا العرض خطوة نحو مزيد من تثمين الموسيقى التونسية، فإنه في المقابل أعاد طرح أسئلة حول توقعات جمهور قرطاج ومدى تفاعل العروض الفنية الكبرى مع الذوق العام، في افتتاح دورة جديدة من مهرجان لا يزال يبحث عن التوازن بين الرؤية الفنية واستقطاب الجماهير.
بدا العرض دون انتظارات شريحة من الجمهور، سواء من حيث الإيقاع العام أو التماسك الدرامي للسهرة، مما انعكس في مغادرة عدد من الحاضرين للمدارج قبل حوالي 20 دقيقة من نهاية العرض، الذي خُتم بأداء جماعي لأغنية “سيف فليشهر” للمطربة فيروز، من كلمات سعيد عقل والحان الأخوين رحباني، في رسالة تضامنية مع اهالينا في غزة، قدّمها الفنانون محرزية الطويل، حمزة الفضلاوي، وشكري عمر الحناشي.
وقد حاول القرفي تقديم عرض فنّي برؤية خاصة أراد من خلالها استعادة محطات بارزة من تاريخ الإبداع التونسي، حيث قام بتسليط الضوء على إسهامات مجموعة من أبرز الفنانين الذين تركوا بصماتهم في مجالات الموسيقى، والشعر على امتداد القرن العشرين وما بعده ولكنه اخفق في نيل رضى الجمهور المستهدف الذي اغلبه غادر العرض غير سعيد.