كتب المحرر السياسي لجريدة “جلنار “
أن يتصل رئيس دولة برئيس دولة سواء للمعايدة أو للتحادث أو للتشاور أو لتحديد مقابلات و زيارات، و أن يتصل رئيس حكومة برئيس حكومة، أو رئيس برلمان برئيس برلمان، أو وزير بوزير … فهذا ما اعتاد عليه العرف في العلاقات بين الدول، كل و من يناسبه في المقام و الصفة …
و لكن ما تنفر منه ذات الأعراف، أن يزعم بعض منتسبي الحركات السياسية صفة تسمح لهم بطرق أبواب رؤساء الدول و تمثيل شعوب لها مؤسساتها و سلطاتها و ممثلوها الشرعيون بمستوياتهم المختلفة … ن يحدث مثل هذا فليس له من المعاني سوى اثنين: إما أن دولة طالب المقابلة من الدول السائبة التي يتكلم فيها الكل باسم الكل، أو أن طالب المقابلة يتوهم أنه يتوجه إلى دولة مفرطة في التسامح و التساهل بحيث تقبل رئاستها التحاور و التفاوض مع كل من هب و دب … و نترك جانبا فرضية ثالثة، و هي أن الدول لم تعد تعترف بسيادة بعضها البعض و أن الدبلوماسية الموازية أصبحت قاعدة و التعامل الرسمي استثناء …
ما جرنا إلى هذا الكلام ما تناهى إلى مسامعنا من سعي أحد المنتمين إلى حركة (حماس) لمقابلة الرئيس قيس سعيّد دون صفة رسمية، بعد أن نجح في ذلك المسعى مع رئيس مجلس النواب. أي عدنا من جديد إلى منطق بعض الأحزاب المتمردة التي ترى في نفسها بديلا عن الدولة، و تصرفها على ذلك الأساس إيجابا و سلبا …
الشخص الذي طلب (باسم فلسطين) و اسمه”أبو زهر” حسب مصادرنا،مقابلة اعلى هرم الدولة في تونس تصرف بهذه الطريقة الرعناء … و يبدو أنه و أمثاله يستغلّون هامش الديمقراطية وبعضا من التسيب في مفاصل دولتنا ليقابلوا كبار مسؤولي الدولة او كبار المتقاعدين منها ممن شغلوا مناصب رفيعة من قبل مسنويات اعلامية او شبه سياسية … ما يدفع الى التساؤل عن احترام هيبة الدولة و رموزها و ما تقتضيه أعراف التعامل معهم ..