متابعة وتصوير: جورج ماهر
احتفل فضاء The Dot، أول مركز وطني للابتكار الرقمي بمرور أربع سنوات على تأسيسه، محتفياً بمسيرة حافلة بالنجاحات، وبمرحلة جديدة من الترسخ والانفتاح والاستدامة. جاء تأسيس The Dot سنة 2021 نتيجة شراكة غير مسبوقة جمعت بين القطاعين العام والخاص، بمشاركة وزارة تكنولوجيات الاتصال، والاتحاد الأوروبي عبر Expertise France، والوزارة الفدرالية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) من خلال الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ تونس، ومؤسسة تونس للتنمية.
ومنذ انطلاقه، استطاع المركز أن يثبت أنه أكثر من مجرد فضاء للعمل المشترك أو حاضنة مشاريع، بل أصبح منصة وطنية جامعة تعمل على ربط الفاعلين في مجال الابتكار والتكنولوجيا، وتوحيد الجهود نحو اقتصاد رقمي شامل ومستدام. فمن خلال مبادراته وشبكة شركائه، أسهم The Dot في خلق منظومة متكاملة من التعاون بين المؤسسات والهيئات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، بما يعزز مناعة الاقتصاد التونسي وقدرته على مواكبة التحول الرقمي العالمي.
منذ تأسيسه، وضع The Dot مبدأ الشمولية في صميم رؤيته، مؤمناً بأن الابتكار يجب أن يكون متاحاً للجميع دون تمييز. لذلك، يركز المركز على تمكين النساء والشباب والجهات الداخلية من الولوج إلى فضاءات الابتكار والتكنولوجيا، من خلال برامج خاصة مثل Dot Camp+ الموجه إلى حاملي المشاريع من مختلف الجهات. يذكر أن المركز نجح عبر برامجه المختلفة في دعم مشاركة المرأة في ريادة الأعمال الرقمية، حيث بلغت نسبة النساء بين المنتفعين من برامجه أكثر من 40%، بينما تمثل الفتيات 51% من إجمالي المتدربين في برامجه التكوينية. كما ينحدر نحو 35% من أعضاء المجتمع المهني للمركز من الجهات الداخلية، مما يعكس حرصه على تحقيق توازن جهوي في فرص الابتكار والتنمية.
يذكر أنه منذ انطلاق نشاطه سنة 2021، تمكن The Dot من مرافقة أكثر من 500 شركة ناشئة وهيكل دعم ضمن منظومة ريادة الأعمال التونسية، ليصبح بذلك قاطرة حقيقية للابتكار. ويستند هذا النجاح إلى شبكة تعاون واسعة تضم أكثر من 75 شريكاً وطنياً ودولياً، أسهموا في خلق ديناميكية جديدة داخل المشهد الرقمي. وقد أثمرت هذه الجهود عن نتائج ملموسة: استقطاب أكثر من 95 شركة دولية استثمرت في السوق الرقمية التونسية عبر آليات المركز. ضخ نحو 10 ملايين يورو في الاقتصاد الرقمي المحلي. خلق أكثر من 600 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، تشغل النساء منها 40%. تكوين أكثر من 2000 شاب وشابة في مجالات التكنولوجيا وريادة الأعمال.
هذه الأرقام ليست سوى مؤشرات على تأثير ملموس ومتنامٍ، جعل من The Dot نموذجاً يحتذى به في التعاون الدولي من أجل التنمية المستدامة. مع حلول عام 2025، يدخل The Dot مرحلة جديدة من تطوره، تتسم بتعزيز الحوكمة، ورفع مستوى قياس الأثر الاجتماعي والاقتصادي لأنشطته، إلى جانب السعي نحو استدامة نموذج عمله وتمويله الذاتي. وقد انتقل المركز مؤخراً إلى مقر جديد أكثر اتساعاً وحداثة، مجهز ليواكب تطور المجتمع المتنامي حوله، مع إدارة جديدة وفريق موسع يكرّس جهوده لترسيخ حضور تونس كمنارة للابتكار في إفريقيا والمنطقة المتوسطية.
وقد شهد حفل الاحتفال بالذكرى الرابعة لتأسيس The Dot حضوراً مميزاً ضم نحو 500 مشارك من كبار المسؤولين الحكوميين والسفراء وممثلي المؤسسات الدولية، إلى جانب رواد الأعمال وممثلي المنظومة التكنولوجية التونسية ووسائل الاعلام .